قصة

من وحي قلعة الحب.

د. هداية مُرْزق

نخلة سامقة شقت سطح الماء، لتعلو بهامتها متحدية أشباحا ظلت تحكي عنهم حكايا ، بين أخذ ورد توسطت الماء مندفعة إلى الأعلى، بابها الصغير المنفتح على المجهول يوعز للقلوب الراسية بعيدا بالاقتراب، يجتذب بسحر إنغلاقه فضول الكثيرين، يمروا مبسملين متحلقين حول نتوء حجري يعلو ويهبط ….
كل يرسم ممرّه الخاص إلى قلب قلعة ينبض منذ سنين ، يتوسط سطحا ازرق يؤرجحها بدلال …
سرت قشعريرة الماء المتحلق حولها عندما اهتزت الأرض وغنت للانين:
أخضر أخضر ..
حياؤنا اخضر.،
نور عطائنا اخضر،
أرواحنا الساكنة في برزخ يتسامى كل يوم تضيء بالأخضر…
لا زال بصره شاخصا، ونفسه هادئا ، ويداه متربعتان تحت الغطاء الأبيض ، وفي شدوه المتسامي تغدو أنفاسه الهادئة سمفونية تبعث الحياة ، يفتح عينيه على نغم (سبع أساور تتساوق في أعماق حنيننا تعبق تسكر …)
تمرر يدها على جبينه المخضل بحمى السراب ،
تنتزع شوكة مضيئة سكنت قلبه من سنين ، يستكين لظل ابتسامة لمّا تولد بعد …

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى