وسائط

من بحره متفاعلن أزهار

عبدالعزيز محمد جاب الله

لاحت لقلبي صيحــةٌ ودوار
أيقنت أني بعــــدها المغوار

لا الموج يغلبني إذا أغضبته
فقواربي ينجـــو بها البحّار

ما عدت أبحر في المواجع والهوى
قد ضرّ قلبي ثـورة وحـوار

آتي وأذهب لا قيود تضمني
والعقل صاف والنجوم تحار

أنا من يحيك على النوائب بسمة
فيفيض منها وردها المعطـار

ما عاد يطربني الحديث عن الهوى
فأنا الضعيفُ ودمعيَ المـدرار

لا وقت عندي للتلفّت نحوكــم
العمر يجري والذنـوب كبــار

ليلى أضاعت في الغرام سبيله
يمشي ويهذي والأمور صغار

وكثيرنا قد ضاق ذرعا بالهوى
سلني بربــــك أيها تختــــار

ما بين هــمّ والقلوب تشقّقت
تحيا وما تحيا لها الأذكار

أو بين قلب مفعم بصفائــــه
لا البينُ يحزنه ولا الأكــــــدار

لاشيء في دنيا الفوات يعيقني
فالحبّ كأس فـــــارغ غـــدَار

سفن الهوى ماجت وضلّت هديها
ربانها بين الكفـــــوف معـــــار

نُسِجَتْ له حُلَلٌ كأنّ خيوطها
قبرٌ يضمّ عظامه وســـــوارُ

يا أمة المجد التليد ألا انتهوا
فاللهو فــــخٌّ مهلك ودمــــار

مجد تليد في الغرام أضعتَه
ومحوتَ رسما خطَه الأبرار

أرخصتَ شعرك في مفاتن غادةٍ
فتنافست في وأدك الأسعــار

الشعر يعذب إن أثَرْتَ قريحتي
بلطيفـة جـــــادت بها الأفكــار

بقضيّــة شغلـــت فؤاد شبابنا
تسمو بهم إنّ الهـوى نحّـــار

الشعر سيفٌ للحمى لا تخزه
إنّ الفوارسَ شعرهم بتَــــار

تلك الحروف نسجتها من مهجتي
من بحره متفاعلن أزهار

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى