شعر

من أنت؟!

عبده الصلاحي

أنا قصيدة عذراء مات شاعرها قبل أن ينقحها..
وتلك الغيوم المسافرة في مآقي السماء مدامعي.

أنا كسرة خبز يابسة بيد متسولٍ جائع..
وأنا ذاك الرمق الأخير من أنفاس شيخ بات يحتضر.

أنا ارتباك عاشق في موعدهِ الأول
وأنا النظرة الأخيرة من الوداع.

أنا ذاك البعيد البعيد
فبعضي سراب
وبعضي شريد

أنا وجع الفراق
ولُهَاث المسافات
وحنين الشتاء
وطعم البكاء

أنا أرق النجوم
وعويل الريح
ولثغة الموج
ويُتْم الديار

يسكنني صمت المقابر
وحنين مدينةٍ ليليةٍ ماطرة
ورعشة الشوق على تخوم الذاكرة

ينتابني ضجيج الأسئلة
وهسهسة اللا إجابات

أنا موسيقى نائية تحمل الريح صداها لاهثةً نحو المدى..
واختناق الكلام في حنجرتي خنجر غرزتهُ
المعرفة في خاصرة الحقيقة..
وبقايا حروفي أشلاء مبعثرة
يقتاتها مسائي على ضفاف الحنين.

وذاك الموج يشبهني
يضاجع الصخر على عجل
يصاب برعشة الاحتضار

يتلاشى شبقه على أعتاب التشضي..
وحين يشهق راحلًا
تبتل خدود الرمل من وجع الغياب..

ذاك أنا…
شعور اللاشعور،
روحي حطامُ سفينةٍ
وقلبي مرفأ مهجور.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى