دراسات و مقالات

مقتطف من نظرة في سياقات الدهشة في الأدب و الفن بشكل عام

د.عبد المجيد المحمود

مُدْهِش : (معجم الغني)
(فاعل مِنْ أَدْهَشَ).
-عَمَلٌ مُدْهِشٌ : مُثِيرٌ، غَيْرُ مُتَوَقَّعٍ، مَا يَبْعَثُ عَلَى الدَّهْشَةِ.

دَهشة : (معجم الرائد)
(اسم)
1- حيرة ، ذهول

دَهْشَة : (معجم الغني)
ظَهَرَتْ على وَجْهِهِ دَهْشَةٌ : حَيْرَةٌ، اِرْتِباكٌ.

مَدْهُوش : (معجم الغني)
(مفعول مِنْ دَهِشَ).
-وَقَفَ مَدْهُوشاً : دَهِشاً، مُتَحَيِّراً.

دَهَش : (معجم الرائد)
دهش – يدهش ، دهشا – (فعل)
1- دهشه الشيء : حيره
2- دهشه الشيء : أذهب عقله

دَهَشَ : (معجم الوسيط)
دَهَشَهُ خَطْبٌ دَهَشَهُ دَهْشًا: حَيَّرَهُ. دَهَشَهُ أَذْهَبَ عَقْلَهُ.

في قراءاتنا النقدية أو في حياتنا العملية غالبا ما نستخدم مصطلحاتنا بشكل عفوي و تلقائي.

مصطلح الدهشة أو الإدهاش أو المدهش هو واحد من تلك المصطلحات التي تستخدم بكثرة، و يكاد المعنى الاصطلاحي المتعارف عليه اجتماعيا و فنيا يتوافق تماما و المعنى اللغوي لهذه الكلمة.

و السؤال هل الدهشة أو الإدهاش في أي عمل قائمان فقط على الإحساس الشخصي و الذائقة الشخصية لمتابع و متلقي هذا العمل؟

أليس هناك أسس عامة و أرضية معينة خاصة بكل فن أو أدب يتطلب وجودها ذاك الإدهاش؟

ألا يعتمد الإدهاش بشكل أو بآخر على ثقافة المتلقي و معرفته الدقيقة بالعمل المعروض؟

على سبيل المثال جميعنا قد نشاهد لوحة تشكيلية، المتلقي لهذه اللوحة و غير العارف لأسس الفن التشكيلي قد يراها مدهشة خارقة للمألوف و المتوقع، و بالعكس تماما قد يراها آخرون شيئا لا قيمة له، لذا تبقى الدهشة هنا خاضعة لمزاج شخصي و زاوية نظر مارقة لي الشخصية و الذاتية و ربما تتبدل بين لحظة و أخرى، فلا يكون الحكم بالدهشة هنا او بعدمها منطقيا و واعيا إن جاز التعبير، أما نظرة العارف بالفن التشكيلي فهي تختلف تماما، فهو يقيم اللوحة وفق أسس و معايير معينة شبه متفق عليها، و مع ذلك تبقى الأمور نسبية في درجة الدهشة الحاصلة لدى كل شخص عن الآخر…

و هنا نتساءل هل المعرفة بالأسس العامة لكل فن هي معيار أساسي في الحكم على مدى إدهاش ذلك الفن أم لا؟ و هل الدهشة له مقاييس ثابتة و إطارات جاهزة يمكننا وضع أو عدم وضع الفن ضمنها بهذه السهولة؟

المدهش هو أمر خارق للعادة محيّر..مربك..ينتقل بك من عالمك الخاص القائم على المنطق و العقل إلى عوالم أخرى منفتحة على الخيال و اللامعقول و اللامتوقع…
قد نكتب الكثير من الأشياء الجميلة..لكننا بالتأكيد لن نستطيع أن نحدث الإدهاش في كل مرة، و هذا هو الأمر الطبيعي الذي يقاس عليه كل المبدعين في أي عمل.

الدهشة هي عنصر خلافي حد التناقض بين غير العارفين بالفن، و هم المتذوقون الذين لا غنى لأي مبدع عنهم لأنهم غالبا ما يعطونه شحنة إيجابية، إذ هو بالعموم يقدم ما يدهشهم لأنه يخترق آفاق خيالهم و عوالمهم و توقعاتهم.

الدهشة هي عنصر توافقي عند العارفين بالفن حد الاتفاق..مع تفاوت بسيط في درجات تلك الدهشة..إذ هي أمر نسبي ككل أمور الإبداع لكنها بالتأكيد تمتلك الأسس العامة التي تمكننا من إطلاقها على فن ما.

إذا الحكم بدهشة نص ما أو فن ما يكون من خلال التمازج بين مكونين هما المعرفة و الإحساس، و لا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نفصل بينهما أو أن نستغني عن أحدهما حين الحكم بتلك الدهشة.

أخيرا فالدهشة ليست صنو الإعجاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى