دراسات و مقالات

مع قصيدة : أغدا ألقاك ؟؟ للشاعر السوداني / الهادي آدم

ســـــــــــــوانح السعيد عبد العاطي مبارك - الفايد

 

أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ
يالشوقي وإحتراقي فى إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
= = =
بداية الحديث ذو شجون مع روائع الشعر العربي و لا سيما مع شاعرنا الجميل المبدع ” الهادي آدم ” العبقري ابن السودان الشقيق ووحدة النيل و الشدو ليلا بالمواويل —
ذكريات : كانت الدنيا تمطر بشدة ليلا و كنت بمدينة المنصورة عند قريب لي بالجامعة وسهرنا في هذ الجو وسط دفء المدفئة و الشاي علي السخان الحجري
و كانت اذاعة لندن نستمع اليها مع برنامج ثقافي لفاروق شوشة ثم غردت كوكب الشرق برائعتها ” أغدا القاك ؟؟!! ” و كنت اسمعها دون احتفل بصاحب كلماتها العميقة ذات الفلسفة الجمالية شكلا و مضمونا فوجدتها صنو للاطلال لكن اعرف الدكتور ابراهيم ناجي
و من ثم بحثت عن صاحبها و قرأت له أشعاره و شيء من سيرته الذاتية
فظلت منقوشة في ذاكرتي ” قصة و قصيدة و لحنا و اداء ”
و لم لا فهي من عيون شعرنا العربي المعاصرة و من أحلي القصائد المغناة
و ها هي اطرحها أمامك أيها القاريء الكريم كي تتأمل كل خطوطها البيانية في دفقة جمال شعري —
الهادي آدم : (1927 م – ديسمبر 2006 م) شاعر سوداني شهير

مع القصيدة :
( أغد ألقاك ؟! )
كلمات: الهادي آدم
ألحان: محمد عبد الوهاب
غنا: ام كلثوم
انتاج: 1971
————————
اغدا القاك
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غدٍ
يالشوقي وإحتراقي فى إنتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرة وقلباً مسه الشوق فذابا
أغداً ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغداً تشرق أضواؤك فى ليل عيوني
آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لو لا أنت لم أحفل بمن راح وجاء
أنا أحيا لغد آن بأحلام اللقاء
فأت او لا تأتي او فإفعل بقلبي ما تشاء
أغداً ألقاك
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر
فإرحم القلب الذي يصبو إليك
فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهاراً وظلاّ
وغداً ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولّى
وغداً نسهو فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً .. إنما الحاضر أحلى
أغداً ألقاك
——–
اتمني أن أكون عرضت موضوع شيق له أهمية لغوية و فنية و موسيقي لحنا و غناء في تلقائية أصيلة تؤثر في النفوس شكلا و مضمونا كي تعم الفائدة المرجوة و المثمرة من وراء القصد النبيل دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى