دراسات و مقالات

مع فن الإلقـــــــاء

السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

” أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم ”
” حديث شريف ”
و أري من خلال موقعي التربوي :
الحفاظ علي اللغة و الثقافة و الخبرة و التجربة و التحضير الجيد و الثقة تطبيق جهاز النطق و مخارج الحروف السليمة و التوازن في نبرات الصوت ، و التأني في الحديث ، احترام عقلية المخاطب بقدر طاقته ، و عدم اغفال الوقت و التواضع و اللين في الكلام و بسط الوجه و بعض الاشارات المعبرة التي تجسد المعني دون استعلاء و تفريط و البعد عن الصخب و الصنعة و التكلف ، و كثرة الالتفات و الزجر و الانصراف عن البعض بل توزيع الابتسامة او الحوار في تلقائية و البعد عن الرتابة … هلم جرا .
و عن عائشة رضي الله عنها :
” ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث كسردكم هذا ، يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه” .
زاد الإسماعيلي في روايته ” إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهماً تفهمه القلوب “.
في البداية فن الالقاء هو :
أنه الطريق للتأثير والتغيير والإقناع من خلال كونه منطق اللسان وأداة البيان .
و ما أحوجنا اليه قولا و عملا مع الاستخدامات اليومية بشكل شعبي و رسمي لنقل التجارب الانسانية في جوهر مقبول لدي الجميع كالساحر الذي يجذب القلوب و العقول هكذا .
فالصوت ارخيم لا الاجش محبب لدي الجميع و مزامير داود الجميلة .
فالمعلم و قاري القرآن والخطيب و المنشد و الفنان ، و المتحدث و الاعلامي و الممثل و المؤدي و السياسي و الاديب و الشاعر و المحامي … الخ
الكل يحتاج الي فن الالقاء للاقناع مع ايجاد توظيف جهاز النطق و من ثم ينبغي علينا المحافظة علي الأسنان في التحكم في مخارج الحروف أثناء الكلام ، أضف الي الناحية الجمالية أيضا .
و كان سيدنا شعيب عليه السلام يلقب بــ ( خطيب الأنبياء ) ، و فطن هذا سيدنا موسي الكليم عليه عندما طلب من الله عز وجل تأيده بأخيه لأنه أفصح منه لسانا .
و من حسن الحظ أنني رزقت قراءة بعض الكتب في فن الالقاء مع أول دخولي الجامعة …
كتاب علم الأصوات دكتور كمال بشر ، و كتاب الفنان عبد الوارث عسر فن الالقاء مصر ، كتاب فن الالقاء لسامي عبد الحميد ، وبدري حسون فريد ، فن الإلقاء طرق تدريس الإلقاء،(بغداد: دار المعرفة,1980 ) .
و توظيف أساليب اللقاء للممثل في العرض المسرحي المعاصر زيد ثامر عبد الكاظم .
و يعد أول كتابٍ في فن الإلقاء من قِبَل (أرسطو) وسمّاه كتاب (الخطابة ) يدور حول بدايات هذا الموضوع القيم و الهام .
ثم تخصصي في علوم و آداب العربية ، أتاح لي فرصة التعرف علي أهم المراجع و المصادر التي تخدم هذا الموضوع بجانب موسيقي الشعر للدكتور أنيس ابراهيم ، و كتاب مفهوم الشعر لجابر عصفور ، و غيرهم كثيرون .
و كل هذا يرفع مستوي الاداء و المهارات و السمو بالذوق مع التمرينات و التدريبات علي جهاز النطق استعمالا واقعا وفهما ووعيا و ادراكا .
و لم لا فقد أعطي من قبل سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم جوامع الكلم .
و عن عمرو بن العاص رضي الله قال :
(كان رسول اله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه عليّ حتى ظننت أني أحسن القوم فقلت يا رسول الله :أنا خير أم أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر ، قلت يا رسول الله : أنا خير أم عمر؟ قال : عمر ، قلت يا رسول الله أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان ، فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صد عني فوددت أنى لم أكن سألته ) .
و نجمل القول هنا في الخطابة :
” خير الكلام ما قل ودل ” وان يكون المعني أكثر من اللفظ أو مساويا له حتي يسمي الكلام بليغا مؤثرا ، و تطبيق جهاز النطق في مخارج الحروف و نبرات الصوت المعبرة مع التمثيل لجو النص محاكاة دون تكلف وصنعة و الاكثار من الحركات التي تبطل قيم الثبات و الجمال ، حسب المعايير و المقاييس العلمية الحديثة ، و التي تحكم سلامة اللفظ و الصوت معا .
و قد كتبنا من قبل عدة مقالات في هذا الموضوع و اليوم من باب التذكرة و الحرص علي الارتقاء بالاداء الصوتي و الدلالة في المساهمة للمعالجة لبعض القصور نعود معا !!.
فن الإلقاء :
======
هو فن ومهارة من المهارات التي قد يتصف بها الشخص الملقي للكلام، وهو مهارة نقل الأفكار إلى المتلقين بطريق المشافهة، من أجل التأثير فيهم ومشاركتهم ما يشعر به الشخص الملقي، وعلى الشخص الملقي أن يتحلى بهذه المهارة، فعندما يتمكن من التأثير بالمتلقين، يصنف على أنه ملقي متمكن، هذا ويتم الإلقاء عن طريق المشافهة، كما ويجب على الملقي أن يتبع أسلوبا يتناسب مع الموضوع الذي يلقيه.
و يعد أول كتابٍ في فن الإلقاء من قِبَل (أرسطو) وسمّاه كتاب (الخطابة)، وقديماً كان الخطيب إذا أراد أن يخطب بالناس وقف على قدميه، فإن كانوا في العراء، فإنّه يقف على منطقةٍ مرتفعةٍ من الأرض، أو يصعد إلى راحلته، ويخطب عليها، والمقصود من ذلك أنّ على الخطيب إذا أراد إلقاء شيءٍ على النّاس جميعاً أن يروه، وكان يعتمد في ذلك على الارتجال، وترتيب الأفكار، وتحدي المستمعين؛ حيث يعتمد على قوّته في الإلقاءِ، واختيار الألفاظ القوية، واستحضار الصور، والتشبيهات البلاغيةِ والبيانيةِ .
وأشهر خطباء الجاهلية هو قسّ بن ساعدة الإيادي.
مفهوم الخطابة تُعتبر الخطابة من الفنون الهامة التي تتعامل مع الجانب العقلي والعاطفي للإنسان، فهي فن الإقناع والاستمالة؛ لأنّها تُركز على العاطفة بصورةٍ واضحةٍ، وهي اتصالٌ بالآخرين من جهةٍ واحدٍة، فالخطيب يوصل مجموعةً من المعلومات والمفاهيم للجمهور المستمع له بأسلوبٍ مقنعٍ ومؤثرٍ، ولذلك فإنّ الإقناع والتأثير يُعتبران أهمّ غايةٍ في الخطابة والمحور الرئيسي له.
قال تعالى:
(وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا).
تعريف الإلقاء الإلقاء هو مجموعةٌ من الكلمات المنثورة، التي يخاطب بها المتكلم جمعاً من المستمعين؛ بهدف إقناعهم والتأثير فيهم، وقال العلماء:
و تلعب الثقافة دورا محوريا في دعم الالقاء حيث يعد من الفنون الجميلة التي تؤثر في مشاعرنا و أفكارنا حيث التعاون المعنوي و المادي في قضايا المجتمع .
كما نقر مبدأ التغذية الراجعة:
وهذه العملية تسمح للمتحدث معرفة وإدراك حقيقة فهم الجمهور للصورة التي عبّر عنها في عباراته، هل تم فهمها أم لا، أو أنّ الطريقة التي استخدمها في الحديث قد أوصلت الفكرة لهم بصورتها الصحيحة. التطبيق: طريقة التطبيق قد تكون أكثر الطرق فعالية في فهم الجمهور للصورة التي يُريدها المتحدث، ويقصدها من عباراتهِ، فهي تجعل الجمهور مُشاركين مع المتحدث في الموضوع الذي يناقشهُ، فتتقرب المعاني، والصور إلى أذهانهم، وقد لا ينساها الجمهور إلى الأبد.
و من ثم تكون خطوط و ملامح مهارات الإلقاء عند بيترج دين ذكر بيترج دين مهارات يجب تذكرها وأخذها بعين الاعتبار .
بداية من تعابير الوجه:
فمن الجيد للمتحدث استرخاء عضلات وجهه، وأن تكون هذه التعابير توافق مضمون ومحتوى الموضوع الذي يتم الحديث عنه.
التواصل العيني:
وهو النظر إلى المستمعين، بكلّ إخلاص، وأن تأخذ النظرة الواحدة ما لا يقل عن ثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ.
الإيماءات:
استعمال الإيماءات والإشارات الدالة على الكلمةِ والعبارة التي ألقاها المتحدّث أثناء الحديث. وضعية الوقوف أو الجلوس:
وتعني الوقوف بشموخٍ وقوة، فلا يُظهر التصلب في وقفتهِ، أو أن يكون هزيلاً.
الحركة الفيزيائية: وهي الحركة الطبيعية التي تُساعد المستمعين على الانتباه والتركيز، وألّا تكون حركةً سريعةً تُشتت الأفكار لدى المستمعين.
الاتزان ورباطة الجأش: وهذا الأمر يأتي مع الممارسة والتدريب، ولذلك على المتحدث أن يُراعي هذا الأمر بالإكثار من التدريب على الإلقاء أمام الآخرين.
و في النهاية نحافظ علي النقاط الأولي الراسخة في فن الخطابة و الالقاء و الانشاد للاستحواذ علي مشاعر و عقل المتلقي من خلال هيمنة الملقي المرسل في حب و تقبل و تلقائية ، مع مهارت الالقاء يجب اتقان هذه المراحل بفن و جودة و تطبيق حتي تتحقق الغاية النبيلة من وراء كل هذا القصد دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى