دراسات و مقالات

مع شيخ اللغويين العرب د / كمال بشر : 1921 – 2015 م

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

لا احد ينكر جهود كمال بشر اللغوية ” الصوتية ” فهو مؤسس علم الأصوات ، فقد وضع قدمًا في التراث وأخرى في الحداثة !!.

كما يعد الدكتور بشر مدرسة وحده في إعداد الباحثين اللغويين منهجيًّا وثقافيًّا !! .
أما نشاطه المجمعي فواسع ومتعدد: فقد اختير عضوًا بالمجمع عام 1985م في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور محمد خلف الله أحمد، ثم اختير لمنصب الأمين العام للمجمع خلفًا للأستاذ إبراهيم الترزي، ثم نائب رئيس مجمع اللغة العربية، خلفًا للدكتور محمود حافظ الذي انتخب رئيسًا للمجمع في سنة 2005م. وأعيد اختياره بعد ذلك ليكون الأمين العام لاتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية. وهو عضو مجمع اللغة العربية بدمشق.
ومن اللجان التي يشارك فيها بالمجمع لجنة اللهجات ولجنة الألفاظ والأساليب وهو المقرر لكلتيهما. كما أنه كان أول مقرر للجنة الثقافية بالمجمع فأشرف على عدة ندوات أقامتها اللجنة بدار المجمع.

نال تقديرًا عاليًا في مصر وفي العالم العربي. فنال جائزة الدولة التقديرية 1991م، ونال وسام العلوم والفنون من الطبقتين الثانية والأولى. كما نال جائزة صدام في الدراسات اللغوية عام 1987م.
في بادي الحديث الحديث سيظل ذو شجون مع علم من أعلام العرب المعاصرين الباحث المصري الكبير ابن محافظتنا – محافظة كفر الشيخ – كفر المبدعين و يعد العلامة كمال بشر علامة في علم اللغة و القضايا اللغوية و الثقافية في العصر الحديث فهو صاحب منظومة علم الأصوات دراسة مستفيضة مشرقة بين فنون الكلام تطور و عطاء يشهد له ببصمات العبقرية —
و كان لي الحظ الوافر في مقابلته عدة مرات فهو قامة سامقة و قيمة تلقي بظلال الجمال علي أبجدية الضاد !!.
فقد ضمت كلية دار العلوم أفذاذ و عمالقة و أساطين من الفكر و اللغة من محافظة كفر الشيخ و لم لا فصدي كتاباتهم تنطق بالحق و المثقف العربي ينهل من حياضهم ليل نهار حتي الآن !! .
قال د.محمد السيد إسماعيل :
أن الدكتور كمال بشر من أهم علماء علم اللغة المعاصرين ويعد كتابه المترجم عن دور الكلمة لـ استيفن أولمان من المراجع الأساسية في علم اللغة وهو اختيار جيد من الدكتور بشر وقد تجاوزت أهمية عالمنا الجليل حدود الجامعة فكانت له إسهاماته المتميزة فى مجمع اللغة العربية واختبار المذيعين والمذيعات وتوعيتهم بأصول النطق الصحيح لأصوات اللغة العربية.
نشـــــــأته :
———-
ولد العالم العربي المصري الدكتور كمال محمد علي بشر بمحلة دياي مركز دسوق محافظة كفر الشيخ عام 1921م.
حفظ القرآن وجوَّده بالكُتَّاب، والتحق بمعهد دسوق الديني.
ولما أنهى المرحلة الابتدائية به انتقل إلى المعهد الثانوي الأزهري بالإسكندرية لعامين، ومنه انتقل إلى معهد طنطا لينال منه الشهادة الثانوية.
التحق بدار العلوم جامعة القاهرة ونال منها ليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية (تقدير ممتاز – أول الفرقة) 1946م.
حصل على دبلوم المعهد العالي للمعلمين في التربية وعلم النفس 1948م. ابتعث إلى إنجلترا للتخصص في علم اللغة، ومن جامعة لندن حصل على درجة الماجستير في علم اللغة المقارن 1953 وعلى درجة الدكتوراه في علم اللغة والأصوات 1956.
توفي في اليوم الثامن من شهر أغسطس سنة 2015 عن عمر يناهز 94عام .

تدرج في مراتب التعليم الجامعي فعين مدرسًا بقسم علم اللغة بكلية دار العلوم 1956م، ثم أستاذًا مساعدًا 1962م، ثم أستاذًا 1970م. عين رئيسًا لقسم علم اللغة والدراسات السامية والشرقية بكلية دار العلوم من 1969م حتى 1987م، ثم وكيلاً لها 1973م، ثم عميدًا 1973 – 1975م، ثم أستاذًا متفرغًا من 1978م حتى وفاته.
وللدكتور كمال بشر نشاط ملحوظ في الهيئات العلمية:
فهو عضو بالمجلس القومي للتعليم، وعضو بالمجلس القومي للثقافة والآداب، وعضو بشعبة الثقافة ومقرر شعبة الآداب بالمجالس القومية المتخصصة. وعضو بلجنة التعليم الأزهري. وعضو بالمجمع العلمي المصري، ومستشار اللغة العربية بمعاهد التدريب الإذاعي والتليفزيوني ورئيس جمعية (حماة اللغة العربية).
للدكتور كمال بشر سجل حافل من النشاط الأكاديمي:
فهو من الرعيل الأول الذي نشر علم اللغة الحديث بالجامعات العربية، فقد نهض بتدريسه بجامعة الملك سعود، وبكلية التربية وكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بقطر، وبكلية الآداب بجامعة الإمارات وبجامعة الكويت، وبمعهد بورقيبة للغات، هذا بالأصالة إلى تدريسه بكلية دار العلوم وبكلية الآداب والإعلام بجامعة القاهرة وبكلية البنات وكلية الألسن جامعة عين شمس وبمعهد البحوث والدراسات العربية بمعهد الفنون المسرحية وبمعهد الدراسات والبحوث الإفريقية.
الدكتور بشر مدرسة وحده في إعداد الباحثين اللغويين: منهجيًّا وثقافيًّا. فقد أشرف على عدد كبير منهم بكلية دار العلوم وبكلية الآداب جامعة القاهرة وبمعهد البحوث والدراسات العربية وبجامعة الأزهر. وشارك في فحص الإنتاج العلمي والبحوث العلمية (للنشر أو الترقية) في مصر والسعودية والإمارات والأردن والكويت وفلسطين والبحرين. أما نشاط الدكتور بشر في التأليف فواسع ومتنوع، وقدر لمؤلفاته أن تنشر غير مرة، وأن تكون مراجع موثقة لكل الباحثين في علم اللغة، ومن كتبه:
1. قضايا لغوية، 1962م.
2. علم الأصوات، نشر عدة مرات وأعيد تنقيحه وطبعه 1999م.
3. دراسات في علم اللغة، 1996م.
4. دور الكلمة في اللغة، وهو ترجمة لكتاب: words and their uses ، وقد نشر أول مرة سنة 1962م، وأعيد طبعه أكثر من خمس عشرة مرة.
5. علم اللغة الاجتماعي، نشر أول مرة سنة 1992م، وأعيد طبعه (منقحًا) سنوات 93، 94، 1995م.
6. خاطرات مؤتلفات في اللغة والثقافة، 1995م.
7. اللغة العربية بين الوهم وسوء الفهم، نشر سنة 2000م.
8. فن الكلام، 2003م.
9. صفحات من كتاب اللغة، 2004م.
10. مجمعيات، 2004م.
11. إذاعيات لغوية، 2005م.
12. التفكير اللغوي بين القديم والجديد، 2005م.
ومن بحوثه ودراساته المنشورة والتي ألقى بعضها في مؤتمرات علمية:
1. كتاب العين للخليل بن أحمد وموقعه في الدراسات اللغوية، نشر في حوليات كلية دار العلوم، 1973م.
2. كتاب محاضرات في علم اللغة العام للعالم السويسري (دي سوسير) وموقعه في الدراسات اللغوية، وقد نشر بمجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، 1973م.
3. نوعية اللغة التي يتعلمها التلاميذ في المرحلة الأولى ووسائل التقريب بينها وبين اللغة الفصيحة، وقد نشرته جامعة الدول العربية ضمن بحوث قدمت إلى مؤتمر اللغة العربية بعمان بالأردن 1974م.
4. الأخطاء الشائعة في نظام الجملة بين طلاب جامعات دول الخليج. نشرته جامعة الكويت ضمن بحوث مؤتمر عقد بالكويت 1979.
5. مشكلات اللغة في العصر الحديث، ونشر ضمن بحوث أخرى في كتاب بعنوان “حصاد الموسم الثقافي” بوزارة التعليم بقطر.
6. جهود العرب في الدراسات الصوتية، مجلة الثقافة العربية الليبية، 1975م.
7. الأصوات عند سيبويه، مجلة الثقافة المصرية سنة 1975م.
8. عوامل التوحيد اللغوي.بحث نشر ضمن بحوث في كتاب بعنوان “من ثمار الفكر” بإشراف كلية التربية بقطر سنة 1975م.
9. مجموعة بحوث بعنوان “السيمانتيك أو علم المعنى”، مجلة الأزهر 1961 – 1962م.
10. ثلاثة عشر مقالاً بعنوان عام هو “فن الكلام”، وقد جاء كل مقال بعنوان فرعي يلائم مادته، وقد نشرت هذه المقالات بمجلة “الفن الإذاعي” وهي مجلة متخصصة في الشؤون الإذاعية.
11. ثلاثة بحوث في مفهوم الصواب والخطأ في اللغة “مجلة الفن الإذاعي”.
12. العقاد في الدراسات اللغوية، مجلة الأزهر سنة 1964م.
13. مناهج البحث اللغوي عند العرب، بحث ألقي في ندوة التراث التي عُقدت بالقاهرة سنة 1976م تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية، ونشر مع غيره من البحوث في كتاب بعنوان “ندوة التراث اللغوي”.
14. اللغة بين التطور وفكرة الصواب والخطأ، بحث ألقي في مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1988م ونشر بمجلة المجمع.
15. “اللغة العربية والحاسوب”، بحث ألقي في ندوة بالكويت سنة 1989م، ونشر مع غيره من البحوث.
16. التعريب بين التفكير والتعبير – نشر بمجلة “الدارة” السعودية سنة 1993م.
17. الأصوات المتوسطة والأصوات الذُّلْق، نشر بمجلة معهد البحوث والدراسات العربية سنة 1996م.
18. الأدب ودوره في التلاقي العربي وتأكيد الانتماء، نشر بمجلة معهد البحوث والدراسات العربية.

مع علمُ الأصوات Phonetics :
——————————–
يدرس الأصوات اللغوية، من حيث مخارجها وصفاتها وكيفيَّة صدورها. ويطلق على هذا العلم أيضًا: الصّوتيات، أو علم الصّوتيات، وهو فرع من فروع علم اللغة.
يرى علم الأصوات في اللغة مجموعة من الأصوات ينتجها الإنسان بوساطة جهازه الصَّوتي (جهاز النطق)، الذي يُولد مزوَّدًا به، وهو يتكوَّن أساسًا من الرئتين والقصبة الهوائية ثم الحلق والحنجرة والحبال الصوتية (الأوتار الصوتية) واللهاة واللسان والحنكين والشفتين، ومعها تجويف الفم والأنف. انظر: جهاز النطق البشري في موضوعات علم الأصوات في هذه المقالة. والطريقة التي يُنتج بها الجهاز الأصوات، تقوم على عملية يسيرة تنتج عن احتكاك الهواء بين العضلات فيُسمَع لها رنين، يخرج كُلّ مرَّة على شكل مُغاير للمرّة الأخرى، وهذا الهواء تدفعه الرئتان إلى المنطقة التي يُراد أن يخرج الهواء منها، فينتج بذلك ما نطلق عليه الصوت.
يقوم علماء الأصوات بدراسة شيئين هما: مخارج الأصوات أي تحديد منطقة كل صوت على جهاز النطق، ويسمّون الأصوات بحسب مخارجها، فيقولون: هذا صوت لثوي، وذاك أسنانيّ، وآخر شفوي، ورابع لهويّ وهكذا…. والشيء الثاني، هو صفات الأصوات، وهنا يقومون بوصف الصّوت بناء على ملاحظة طريقة احتكاك الهواء بعضلات جهاز النُّطق. وتتغير طريقة النطق (طريقة احتكاك الهواء وطريقة وضع العضو الناطق) في نفس المخارج، ويؤدّي ذلك إلى أن يتصف الصّوت بسمات مختلفة، تحدّد صفاته النطقية، فيقال هذا صوت مهموس، وذاك مجهور، وثالث رخو، ورابع شديد وهكذا….
فروع علم الأصوات :

تلك الجوانب الثلاثة تقع في مجال علم الأصوات، وهو المختص بدراستها والنظر فيها دون غيره من فروع علم اللغة. ويتطلـّب تعدد تلك الجوانب تعددًا في المناهج حتى يقوم كل منها بدراسة جانب من تلك الجوانب ونتيجة لهذه التعدديَّة، ظهرت فروع عديدة لعلم الأصوات، تختلف في أهدافها ووسائلها، ومن أهم تلك الفروع:
علم الأصوات النُّـطقي :

ويبحث في عملية إنتاج الأصوات اللغوية ومكان نطقها، وطريقة إصدارها، ويسمى هذا العلم أيضًا علم الأصوات الفسيولوجي، أو علم الأصوات الوظائفي.
علم الأصوات الفيزيائي :

ويبحث في أصوات اللغة من حيث خصائصها الماديَّة، أو الفيزيائية أثناء انتقالها من المتكلم إلى السامع، ويعرض هذا العلم لتردُّد الصوت وسعة الذبذبة وطبيعة الموجة الصوتية وعلوّ الصوت (النغمة) ونوعه (الجرس).
علم الأصوات السمعيّ :

ويبحث في جهاز السمع البشري وفي العملية السمعية وطريقة استقبال الأصوات اللغوية وإدراكها.
علم الأصوات العام. ويبحث في الأصوات اللغوية بشكل عام، أي دون ربطها بلغة فعلية.
علم الأصوات الخاص. ويبحث في أصوات لغة مُعيَّنة دون سواها، مثل أصوات اللغة العربية.

هذه كانت أهم الخطوط العريضة في ملامح علم من أعلام العرب المعاصرين من مصر شيخ اللغوين العرب ” د / كمال بشر ” الذين ساهموا في رسم خريطة ثقافتنا المعاصرة التي مازال محرابها يتجلي و يتحلي بالحكمة و الجمال معا دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى