دراسات و مقالات

مساء الجنة – الشاعرة و الأدبية و المخرجة الإماراتية نجوم ناصر الغانم – ١٩٦٢ م

السعيد عبد العاطى مبارك

” كلما تلوتُ القصائد
خفتَتْ أنفاسه
في ضجيج الريح
وازدادت رنة العتاب في صوته.

كلما دَنَتْ المقاطع من تفاصيلنا
تأرجحت عيناه في الأسى
وأضطربت الأحزان على طاولتنا.

وكلما انتظرتُ أن يبوحَ
بإنشغالات الشتاء الفائت
والخريف الذي تلاه
وما علق في ليالي الصيف العصية؛
بقي على كتمان أسراره
وطال الصمت بيننا ٠٠ “.
———
من أرض الإمارات العربية الحبيبة ، و من منا في الروح بين كرات الثلج اللندني نطوف مع شاعرة و فنانة اقتحمت مجالات شائكة، و أثبتت نجاحات فائقة، فقد ساهمت في حقل الثقافة و الفنون الجميلة داخل تراث شعبي واسع وعي و حفظ سيرة الإنسان العربي في طرح يسجل رحلته مع الحياة هكذا ٠٠!٠
فالمرأة في دولة الإمارات الشقيقة لها مساحات إبداعية حيث حرية التعبير و الرأي مع الحفاظ علي الهوية الأصيلة، و من ثم انطلقت منها في جرأة مع شتي الفنون و المجالات الانسانية تشارك في نهضة المجتمع إيمانا برسالتها التي نشاهد مردودها داخل الحدود و خارجها في قفزة حضارية يشهد لها العالم المنصف ٠٠
و ” نجوم الغانم ” واحدة من بين المعسكر النسائي الفعال ، فقد ساهمت بالكلمة و الصورة فهي مخرجة ناجحة كما نطالع أعمالها، و لها قاموسها الأدبي و الفني معا ٠
كما أن عناوين دواوينها يستوقفني من تأملات الجمالية الفلسفية ذات الروح الاجتماعية في محاكاة قصصية لقضايا المجتمع التي تؤرقنا ليل نهار جميعا ٠٠

نشاتها :
٠٠٠٠٠٠٠٠٠
ولدت الأديبة والشاعرة و المخرجة السينمائية الإماراتية نجوم ناصر الغانم ، عام ١٩٦٢ م ، بمدينة ( دبي ) ٠
شغلت منصب مدير الإعلام الجديد في مؤسسة الإمارات للإعلام. عضو مجلس إدارة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

درست في مدرسة الحي أى (الفريج) التي كانت تقطنها.
ثم حصلت على شهادة البكالوريوس في الإنتاج والإخراج التلفزيوني من جامعة أوهايو بأميركا، في عام 1996. وكذلك حصلت على شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي من جامعة غريفيث بأستراليا، في عام 1999.

حول شاعريتها:
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
بدأت نجوم الغانم الكتابة الشعرية في أواخر السبعينيات ولم تتجه للنشر في الصحافة المحلية في دولة الإمارات، إلا في مطلع الثمانينات. أصدرت أول ديوان لها بعنوان مساء الجنة (1989)، ثم تتابعت مجموعاتها الشعرية فأصدرت حتى الآن ستة مجموعات.
تتخذ الشاعرة نجوم الغانم من قصيدة النثر شكلاً إبداعياً، مع أنها استهلت مشوارها الإبداعي مع قصيدة التفعيلة.
شاركت في العديد من الملتقيات والأمسيات والمهرجانات الثقافية
والشعرية في العالم العربي وبعض الدول الأوروبية.

من دواوينها الشعرية:
———————-

بدأت الكتابة منذ مطلع الثمانينات وقد صدر لها خمسة دواوين شعرية:

« مساء الجنة » 1989.

« الجرائر » 1991.

« رواحل » 1996.

« منازل الجلنار » 2000.

« لا وصف لما أنا فيه » 2005.

« ملائكة الأشواق البعيدة » 2008.

و مجال الاخراج السينمائي:
أخرجت الأفلام التالية:

فيلم المريد، 2008.

ما بين ضفتين، 1999.

آيس كريم (فيلم) 1997.

الحديقة (فيلم) 1997.

مختارات من شعرها :
أبدعت الشاعرة نجوم صالح الغانم
وقدمت
فيضا من إبداعها الشعري و الفني ، الذي يمس واقعنا في تصوير له ظلاله ، و الذي يعكس ملامحنا و يجسد رؤية الإنسان بين الأصالة و المعاصرة ، في إطار التحديات ، و من قصائدها الرائعة:

“كلما تلوتُ القصائد

خفتَتْ أنفاسه

في ضجيج الريح

وازدادت رنة العتاب في صوته.

كلما دَنَتْ المقاطع من تفاصيلنا

تأرجحت عيناه في الأسى

وأضطربت الأحزان على طاولتنا.

وكلما انتظرتُ أن يبوحَ

بإنشغالات الشتاء الفائت

والخريف الذي تلاه

وما علق في ليالي الصيف العصية؛

بقي على كتمان أسراره

وطال الصمت بيننا”

* * *
و تقول في مقطع ترسم من خلاله مسافات الغربة و الحنين تستخلص من تجربتها رسالة الفن للمجتمع من مدلول جمالي ٠٠
“أكاد أنسى الكلام
الذي وقع كالنرد في حواف الأحاديث
وتيبّس في مكانه
إذ لم تلتقطه شفة
وما بللته أمطار الألفة.
وأعجب
إذا ما كانت ستتذكرنا
الفصول من جديد
أو تنثرنا في حقولها
قبل أن يفوتنا هذا العام
والذي يليه
أو تفوتنا كل الحدائق.
لنطرق باب الليل
فإن أجابت ارواحه فلأنها
مستيقظة…
ولأنها مستيقظة
فستصغي الى صوت خوفنا الذي يشبه
صراخ الطيور المهاجرة في العتمة
كلٌّ منا يشبه الآخر عندما نفرّ
ويكون علينا أن لا نترك اثراً
في مكان
ولا حتى في ذرّة الهواء.
لنطرقْ باب الليل
ونحلم أنه سيُفتح لنا”
ويبدو في أشعار الغانم الحس الشعري المرهف الذي يلاقح بين التاريخ الجميل والحاضر الإبداعي والمستقبل الواعد فهي روح عميقة تختلط بالعشق الهادئ لتكون صورة إبداعية جميلة منفردة.

هذه كانت تأملات سريعة في عالم الشاعرة و الفنانة المبدعة الإماراتية التي جمعت بين ثقافة الشرق و الغرب عبر حوار القصيدة و الفلم بمثابة مرايا جمالية تعالج قضايا اجتماعية ، من خلال الكلمة و المشهد التصوير بمشاعرها المرهفة و خيالها الخصب واقعا ملموسا ، فكتبت ألوانا شعرية تفعيلة حر و منثور حداثي بلغة جميلة و بلاغة رشيقة و موسيقي هادئة في تناغم متناسق له مردوده في النفس المتلقية لهذا النوع المتباين دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

Image may contain: 1 person, sitting

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى