خواطر

محطة

خنساء سليمان

أوراقي مبعثرة’ حروفي مبعثرة’ أيامي’ آﻻمي’ أحﻻمي ‘جميعها طالها التبعثر.هي الفوضى عمت حولي وفي داخلي .
الاشجار أمامي كما عهدتها دائما’ شامخة متهللة تنشر البهجة 
لناظريها’ ما بالي اشعر بها حزينة كئيبة’ وها هو حفيف الهواء يتخللها فتتأوه شجنا وتهمس لي أنا حزينةووحيدة الهواء يتخللني’ لكنه عابر’ عابر ‘ﻻ يسكنني . 
لماذا صباحي ضبابي ﻻ شمس له ‘باهت ‘ شاحب’ كشحوب الموتى .
ربما هي حالة اللامباﻻة المطلقة لكل شيئ’ تتمكن فينا’ لتحولنا لبؤساء تقذفهم الحياة على أرصفتها البائسة المهمشة .
ضاعت مني الفرحة’ وحل السقم الروحي! والضياع في متاهات الوعي’ حاولت أن استردها لكني أخطأت الطريق’ فما بحثت إﻻ في اروقة الماضي الضنينة’ فهل يعيد الزمن ما يسلبنا؟ ؟؟
سأستقيل من معترك الحياة وأقف وراء الكواليس’ كمشاهد يتابع مسرحية الحياة’ قد يضحك او تلمع أدمعه في المقل تأثرا’ لكن بنهاية العرض سيسدل الستار’ ويغادر وقد نسي كل فصولها المتهتكة .
الرحيل هو الحقيقة الوحيدة في الحياة ‘وما عداه ليس إﻻ أضغاث احﻻم . كلنا راحلون’ لكن هناك من يتجه لقطع التذكرة’ وهناك من يقف على أرصفة الإنتظار السقيم حتى يحين موعد رحيله وببده حقيبة الحياة المليئة بالذكريات’ والصافرة ستنطلق ﻻ محالة ‘ وحينها سيهرع للحاق بقطار الرحيل دون أن يلتفت للوراء وﻻ حتى مودعا . كم ازدحمت محطات الإنتظار بالراحلين . 
مقعد بارد ‘ قاس ‘حجري جلست على اعتاب الرحيل وحقيبتي بيدي مليئة بالمرارة . أتسمحين لي بالثرثرة معك قليﻻ فقد مللت الإنتظار وحيدا’ اشرت له بالجلوس سالته عن وجهته؟ ابتسم ساخرا’ وهل تعرفين أنت وجهتك؟ ؟ ما نحن إﻻ كالدمى تحركنا خيوط القدر . ﻻ مودعين هنا! ! نعم عزيزتي ﻻ أحد إﻻ المسافرين . هل تبكي على فراقهم؟ ؟ نحن ﻻ نبكي فقط ننتظر وننتظر لنغادر بﻻ عودة . أيكون قطارنا واحدا؟ 
نعم عزيزتي ولكن قد تختلف وجهة المسير . 
وداعا ها هو قطاري والصافرة اطلقت وحان الرحيل ومضى .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى