شعر

لم يدعن أخي ابكى

عصام عبد المحسن

لم يدعن أخي أبكى
لما نائم أبي
فتركت عيوني
تنضح من بحر
شق بداخلي
ورحت أبني
من رمال صمتي
أكواخ
تستدعي أمواج الحنين
التى أراها
تتباعد عني
و أخواتي الصغار
………………
صرخة وحيدة
أطلقتها أمي
فأمسك بها
أخي
قص ريشها
فنامت أختي الصغيرة
فوق صداها
وكان السرير خالي
………………..
في العزاء
جلس أبي بجواري
يداعبني
فضحكت
لأخي الباكية عيونه
تطل على الشارع
تنظر حضور الغائبين
……………….
صوت المقرئ
جعل ضوء المصابيح
زاعق
فتجمعت العصافير
وتعالت الزقزقات
والشجرة
أغصانها مسدلة
………………..
في المساء
ألبسني أبي قميصه
فتهادت الأمواج كلها
لحجر أمي
فنامت أخوتي
وعينا أخي
مفتوحة
يتأمل الكوخ
والسرير الفارغ
………………
في الصباحات
أفردنا..
شباك الصيد
لأمي
البارعة في الطهى
فجاء أبي
يتناول العشاء معنا
فاطمئن أخي
للشمس الساطعة في الكوخ
فشغل فراغ السرير
…………….
خلف الباب
علقت قميص أبي
وأرتديت
قميص أخي الجديد
فظلت أخوتي الصغار
تضحك لي
وأنا..
أنظر لأمي
وهى تلوح كل الوقت
للعصافير
وكل الطير
فيهبطون جوارنا
على السرير
فنضحك
ونأكل جميعا
من قذائف الموج
وصوت المقرئ
في المذياع
منخفض

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى