دراسات و مقالات

للحنين بقية الشاعرة المُبدعة الإماراتىة شيخة المطيري

تغريدة الشـــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

حين تأتي سأفرش العمرَ وردا
وأمد الفضا حنيناً وودا
لا . .تمهّل . .ماذا سأفعلُ أيضا
لستُ أدري
خذ كل . . . كل حياتي . .
والزوايا حدّقت بيَ سّرا
فاستثارت دموعَها نظراتي
كنتُ أهفو لأن أراك ولكن
هرب الدفءُ من يد اللحظات
” من قصيدة :لاعبة البليارد ”
———————————-
“لم أحلم يوما أن أكون شاعرة، بقدر ما حلمت أن أقول ما أريد، بلغة أخرى.. بنبض آخر”.
” شـــــــيخة المطيري ”
قال عنها الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد، في مقدمة ديوان (مرسى الوداد) لشاعرتنا شيخة المطيري :
” لغة شيخة مسكونة بالبوح، بتلك المفردة اللغوية المثقلة دائماً بما تغص به العبارة، من حينٍ لآخر، فتنبض بالمشاعر الصادقة المنصهرة بالحب الإنساني، وفي تجربة (شيخة) الشاعرة . . . الشاعرة بحق تحمل في جوهرها عوامل خلودها، وتجيء في نبض الروح، ممتزجة بتموجات الفكر ” .
من دولة الامارات العربية التي تشهد طفرة في كافة المجالات المختلفة نهضة حديثة تجذب العالم شرقا و غربا —
و لكننا نتوقف مع حالة الثقافة من منطلق الابداع الفني حيث ” المرأة ” التي تساهم بفكرها ووجدانها في ساحة العمل الأدبي مع الانفتاح الاعلامي المتنوع فحققت دور فعال في المشاركة بالكلمة المضيئة رسالة للفن و المجتمع معا
فكتبت بلغة تعليمها الأولي للشعر و النثر و القصة و المقال تجابه قضايا اجتماعية و سياسية من منظور رؤيتها فكان نتاجها الأدبي ملحوظا في الساحة الأدبية و المحافل و المنتديات تسير مع ركب الحداثة تضيف قيم الي بيئتها التي تتخطي كل الحواجز و العقبات التي تؤرقها و تعرقل الانجاز فلم تعد القيود مجحفة فالتعليم منارة حولت اتجاهاتها الي مدخلات تنظم العلاقات و تختصر المسافات هكذا
و من ثم نتوقف مع هذه الشاعرة الواعدة ” شـــــيخة المطيري ” التي برزت في مقدمة الريادة النسائية في مساهمات ناجحة تدعل علي التفوق و المكانة في التوغل في واحة الابداع المتنامية في زخم حقيقي
نشـــــــــأتها :
—————
ولدت الشاعرة المُبدعة الإماراتىة شيخة عبد الله بن جاسم المطيري بمدينة دبي ، و بعد مراحل تعليمها الأولي
تحصل علي إجازة فى اللغـة العـربية بالإضافة إلى دبلوم الدراسات العليا فى اللغة والنحو من كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وشهادة الدبلوم في الدراسات العليا في تخصص اللغة والنحو وأكمل حالياً دراسة الماجستير في جامعة ذمار – فرع جدة .
وتعمل كرئيسة قسم التراث الوطني في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث.
بدأت بكتابة أناشيد الأطفال منذ المرحلة الابتدائية، وكانت تنشر الخواطر فى الصحف وهى فى المرحلة الإعدادية وقد تفتقت موهبتها الشعرية على مقاعد الدراسة الجامعية.شاركت فى العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية، ولها إسهاماتها فى العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.
صدر لها ديوانان بعنوان :
= “مرسى الوداد “.
= و الثاني “شموع لضوئي”
= و قد أصدرت كتاباً نثرياً
و من ثم تتوالي صيحات انتاجها لتسجل موقف المرأة مع صدي واقع مجتمعها المتغير مع روح الحداثة هكذا —-
كما أنها تشرف من خلال عملي على إقامة الجلسات والندوات الشعرية، وانضممت لأعضاء لجنة التحكيم في مسابقة عشق الكلمات على قناة mbc في موسم سنة 2009 م .
وهذه التجارب تجعلها أكثر اقتراباً من المبدعين الجدد في الساحة الشعرية العربية، مما جعلها تفهم توجهاتهم وطريقتهم في التعبير، و من خلال المشاركة المستمرة التي تثري أسلوبها الشعري الخاص في جماليات النص بالتفاعل و معايشة الاحداث اليومية .
وتنظم شيخة المطيرى الشعر العمودى والتفعيلة، و الشعبي حسب اللحظات التي تتوحد فيها مع مشاعر وطنية اجتماعية فيأتي شعرها بوح صادق نتيجة الانخراط في هذه الحياة بكافة ظلالها و من ديوانها الجديد تهمس لنا في هذه المقطوعة البديعة قائلة :
تركت حكايتها
على أعتاب ذاكرتى
وغابت
واستوقفت ركب البنفسج
ها هنا بالضبط
عند مداخل الحلم القديم
كانت ترتب كل يوم دمعها
وتضيف ملح شقائها
لطعامها وحديثها
كم سافرت
عشرين صمتاً
فى عيون المتعبين
“و تقول في ديوانها الجديد تحت عنوان ” شموع لضوئي” في قصيدة ” نسج الظل ” حيث تسبح مع الطفولة و سباق الزمن الذي تختصره مع ملحمة الفرس الجموح تحت عروبة المطر و عشق الصحراء في صور بيانية تنطق بظلال الجمال :
و كفك عربي الموسم هتان يمسح رأسي
كغلاف المطر على أكمة
كوصول الفرس الظافر، والخاسر مبتهج
كأصابع طفل يشتم روائح أمه
أمطر… يا مطري
… من أحيا الأحياء الأموات
من أحيا الأحياء الأحياء
الورد يموت
بغير الماء.
شاعرتنا مسكونة بعشق الوطن هكذا تترنم به حبا و جمالا و تراثا و قيمة تسطر ملامح الواقع داخل موروث بيئتها الفريدة ، في لغة وصورة و ايقاع متناسق ، فتعبر عن مدي تعلقها به في ترحالها و أسفارها كنسيم يلازم ظلالها فتشكوي الصبابة و هذا يظهر لنا جليا في قصيدة (أخفي الهموم) تقول فيها :
أخفي الهموم وهذا الدمعُ فضّاحُ
بل كيف أصبرُ والأحبابُ قد راحوا
حتى تنهتي من ثورانها المتدفق بالحنين فتقول:
وضاق صدرُ الفضا إن غبت عن وطني
لا حضن غيرك يأويني فأرتاح
يا ليلة الشوق رفقاً فاض بي ألمي
وطال همّي أما لليلِ إصباحُ
ومهتمة بالامسيات الشعرية سواءٌ لها أو لشعراء آخرين و توظف مفردات البيئة الرمال الخليخ الليل السهر البحر الموج الصباح — و من ثم تتغلغل داخل مسارات الوجدانيات والوطنيات، هنا في ديوانها الثاني الجديد و الذي يختلف عن ديوانها الأول “مرسى الوداد” الذى غلب عليه طابع الرثاء..
قصيدة بعنوان (يدي تخط على البحر حديثها )
يدي من البحر تدنو ثم تبتعد
والأمنيات على موج الهوى زبد
إني افتقدت بهذا الليل بوصلتي
وأنت يا بحر من بالله تفتقد
وحدي أرتب أمواج الخليج هنا
حان الرحيل.. فتبّت للرحيل يد
مروا سراعا كأن الوقت جاملني
بوصلهم فعقيم الوقت لا يلد
أ يسهر الرمل مثلي في غيابهمُ
أ يصبر الرمل مثلي هل له جلد؟
وواحة فوق وجهي لست تبصرها
أهدابها سعف من دمعها وردوا
ورددوا من حداء الهجر قافية
يا بحر بلل بريق الوصل من وعدوا
و تظل البيئة هي الأنا التي تسيطر علي رحلتها الشعرية مع الحالة البحرية حيث حرفة صيادة اللؤلؤ و الأحياء البحرية من خلال الابحار مع سفن و قوارب الصيد ورحلات برية صيد وقنص و سباق الخيل و النياق و التجمعات البدوية و كل هذا له صدي ترصده بعبقريتها الشابة من عيون التاريخ المتأصل لنزعة روح القبيلة المتشابكة بين جذور الأعراف و التقاليد —
و كل هذا مسطر داخل قصيدتها (أهازيج الحنين)،
حيث الثيمة الأساسية مستمدة من “التراث البحري” المحلي، مع مهنة الغوص على اللؤلؤ ورحلاتها التي تحتوي على الكثير من المخاطر والمحاذير، إذ قد يتكلف الغواص حياته أثناء بحثه عن رزقه في أعماق البحر. فجاءت القصيدة ترجمة لواقع رحلات سفن الغوص تعكس كل ما في الفكر و الوجدان معا :
وطرقت باب الفجر
أطلقت النوارس من يديك
تمد رغم الموج
أحلام الخليج
كل يردد: هو يا مال
غدا نعود
وترفعين
أكف قلبك:
“بالسلامة تنتظرين عودتهم”
على سيف الحنين
مشتاقة جدا لهم
والرمل مثلك يحفر الأسماء بين عروقه
يا طيب ذلك الرمل أصل الطيبين
والمبحرون رسموك فوق البحر
حلم العائدين
وتنفسوك بعمقه
فلانت حناء الحنين
إيه لقد كانت رعى الله السنين
أو تذكرين؟
صمتت
وخطت فوق رمل القلب “زايد”
فمرحبا بعطاء شاعرة الامارات الواعدة ” شيخة المطيري ” التي رسمت بقصائدها ملامح شخصيتها و الوطن و الحياة بكافة ظلالها في تناغم و تلقائية تعزف بكلماتها أنشودة

الحب في اقبال و تفاؤل كي تمضي مع ركب الحضارة و المدنية الحديثة دائما.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى