دراسات و مقالات

لك تسجد الحروف …الشاعرة د . هيفاء السعدي – 1968

السعيد عبد العاطي مبارك

لك تسجد الحروف…
جبينك خيوط فجر ترسم النور..
والإصباح شمس عينيك
وهج الظهيرة حمرة الخدين..
والعصر أنفاسه أهداك..
والغروب ثغره بين الشفتين..
فقداسة الليل في الثغر تؤرقه..
————–
نتوقف هنا مع شاعرتنا الرقيقة دكتورة ” هيفاء السعدي ” ، صاحبة أبجدية العشق ، و التي ولدت بين ظلالها كموال عربي بين جذور فلسطينية مدينة ” صفد ” حيث أحضان الزيتون ورائحة الزعتر ، و من ثم شهدت قدسية المكان و قرأت صفحات من تراث كنعان ، ثم مضت تتبختر كالغزال بين عناقيد الياسمين في دمشق الفيحاء حيث الاقامة في تواصل يحمل الأحلام و الآلام معا و لم لا فهي مسكونة بشذي زهور العرب حيث عبقرية المكان و سيمات الشخصية الجميلة ذات المدلول التاريخي الجمالي .
و لذا تصارع نوبات الصمت بهز أريج القصائد المحملة بالعشق و الغرام في رمزية تغازل فراق و حنين الأوطان كالطائر المطارد في عليائه !.
ولدت شاعرتنا الفلسطينية الدكتورة هيفاء محمود السعدي عام 1968 م ، في فلسطين بمدينة ” صفد ” و بعد تسجيل أنطباعتها ترحل عنوة الي الشام حيث الاستقرار في دمشق الفيحاء بسوريا الحبيبة .
و تعمل مديرة مكتب جريدة صدى مصر الورقية في سوريا .
و من دواوينها :
= بكاء النرجس .
= بكاء الياسمين
= حلم مستحيل

انا شاعرة تعانق الحرف في شجن و ترنمات شادية بين أوراق العشق تسجل ميلادها في مفردات تحمل الأمل وهجا يضيء دربها المتعثر أليست هي القائلة :
لك تسجد الحروف…
جبينك خيوط فجر ترسم النور..
والإصباح شمس عينيك
وهج الظهيرة حمرة الخدين..
والعصر أنفاسه أهداك..
والغروب ثغره بين الشفتين..
فقداسة الليل في الثغر تؤرقه..
سبحانك الله حين رسمت يومي في تقاسيم وجهه
آمنت بك حتى تناثرت صلوات حروفي..
فماعدت أدرك من أين انبثقت؟؟
أكتب سماوية نسختنيى؟
أم حكاية كنعانية؟
بك أحتمي حين يراودني الحنين
فأغط في مداك في سباتي العميق
هبني ضحكاتك ..عطر أنفاسك..
ياسيد عمري وعطر القوافي وكل القصيد
نعم انها المسكونة بوجع الوطن و بحلم العودة و الذكريات التي تطوف بين ظلالها في رحاب الاقصي المبارك وقدسية المكان حيث تجليات كنعان و رائحة الزيتون و الزعتر تتلحف بسحر الياسمين حول الغوطة يغمرها الحب و الغزل و العشق لكل معني و قيمة انسانية ، راحت تغني لنا بين الطيور المحلقة المهاجرة موال الابطال في حوار الانتظار فتقول هيفاء :
طفلة كنت معك وفضائي كله كان لك..
عشقي كان ينساب في تغريد روحك..
لا أطيق رحيلا عن وطن..
أكره الأطلال في الجاهلية..
ولا أحب قيس وليلى..
أريدك مهلهلي بدون رحيل..
اختصر بك رجال العالم..
أن أكون فصلك الخامس…ساعتك الخامس والعشرون..
حاستك السابعة..
شهرك الثالث عشر لاترتيب تقليدي يأتي في أحد أيام الأسبوع..
كنت لك عشقا وسلسبيل حياة…
فردوس إيماني وبيت الله في مكة عشقي..
امنحني صبرا يليق بي
منحتك تصفيقا والدموع تبلل راحتي ..
كنت في حضرتك أصغي إلى عيونك ..
أنتظر شروقك وفي الحنجرة ألف غصة..
اندفع بشجاعة الأبطال..
أعد كتابتي ..
سطر ماشئت في الحنايا ..
لملم انكساراتي..
كن غيث نقاء واهطل على قصيدتي ليتبرعم الحلم وتتلألأ فصولي
ياأنت كُحل أحداقي
هل وصلك ماأريد؟
ومن شعرها هذه القصيدة الرائعة بعنوان ( عشق أبدي ) و هي محملة بالحب و الجمال و عناقيد الياسمين و الخمر الذي يفوح من ثنايا العشق يحكي موال همسات تنبعث من الوجد مع سرمدية الحياة تلازم نبضاته مدي تطور حركة الشعر اليومية مع مشاعر الانسان الذي يرسم لنفسه طريقا مطرزا بالخير و الخلود معا :
عشق أبدي

شارد عقلي

آبار الذاكرة ضجت ..اصطخب نشيجها

كيف أنسى همساتك؟

تفاصيل طيفك؟

بحاري عطشى لمسك أنفاسك

لرائحة العنبر

رسمتك أبجدية عمري بريشة ألوانها دمي

أواه..أواه

كم يزلزلني غيابك

أنظر إلى نافذتي

أنتظر إشراقة شمسك

تدفء بها مشاعري البائسة

تسرق عمري بخيوطها

من قال أن الحب ملامح ومحيا؟

من قال أن الحب يقاس بالأعمار؟

الحب نبضة.. روح

التصاق.. رغبات

عمق جنون

صدارة الروايات

أنفاس الحياة

حبك ياأميري سوار في معصمي

عناقيد خمري

حبك نبض قلبي

أتهيأ لاستقبالك

سأرتدي ثوب الياسمين الأبيض الذي تحب

لتلملم بعثرة إحساسي

وتجمع روحي المتناثرة….

أتخيل طيفك ..

تتسارع أنفاسي ..

يرتعش جسدي..

يزداد نبض قلبي ..

ترقص أنغامي العذبة

متى تستقر سفني في شواطئ قلبك؟

اغرقني في محيط حنينك

واهمس لروحي

لينطفئ اشتياقي وتهدأ أعماق أنفاسي

كتبتك أبجدية وفاء

رسمتك ضوء القمر

نقشت اسمك في قلبي وروحي

تعال وانظر اسمك في خارطة حروفي

تعال واسمعه في موسيقى نبضي

ياأسطورة عشقي

.ياأنت يامجد الهوى ..حنين المدى..

شهد الندى..كل الطيوب ..كل الشذا..

ياحكايا الفرح…اجمع اشلائي

واسكب أشواقك في الحنايا

وارسمني عشقك الأبدي الفريد

متى يناديني زهر الصباح ليتمرد صمتي؟

متى تحين لحظة الاحتواء

لتدغدغ أنفاسي وتقطف العنبر؟

هذه كانت أهم مراحل التكوين في المدخل الي عالم شاعرتنا المتألقة “هيفاء محمود السعدي ” التي تحمل هموم و أحزان الوطن بداخلها تترجمه لنا لوحة شعرية فنية جمالية علي أرض الواقع مجسدا من خلال مفصل تاريخي و تراثي تحت عنوان العشق المقهور و رحلة النسيان تبحث عن غصن الزيتون و حمامات السلام .
كي ترجع الي قبة الصخرة تعزف أجمل الألحان ، في ملحمة شعرية متباينة الأركان ، و لم لا فهي تمتلك القدرة و الموهبة و اللغة الي جانب الاحاسيس الرقيقة الصادقة .
و تستخدم كلمات الحب و الجمال بديلا عن طلقات الموت كي يتحرر الشجر و الحجر ، و يغني الطفل تحت سماء العشق الكنعاني الغائب مع صراعات تقضي علي وجه الحقيقة دائما . 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى