دراسات و مقالات

لا دين إلا الحب … ! الشاعر الدكتور حازم مبروك عطية

السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

وتر على نبض الحياة غناؤه
يحييه من رئة القصيد هواؤه
إن يلق بين الناس كل قطيعة
فتراحم الكلمات فيه عزاؤه
أو تنأى أوطان ولا مأوى له
فببيت شعر يستقيم بقاؤه
ما ثم الا نجمة وسماؤها
وعلى أنين الناي نام مساؤه
” من قصيدة : الشـــــــعر موعدنا ”
——–
عندما نبحر داخل عالم الشعر و الشعراء في عالمنا المعاصر و المحاصر بصراعات و قضايا لا حصر لها حسب المتواليات و من ثم نتوقف عند مرفأ هذا الشاعر الجيد و الاكاديمي ( د . حازم مبروك ) فهو ابن الداعية الدكتور ” مبروك عطية ” الذي ورث عنه منظومة الأخلاق و سليقة اللغة و المشاعر الطيبة فكان امتدادا و رافدا نهل من المنبع جماليات العربية الشاعرة بكل علومها وخصائصها التي تفتح مسارات الابداع الفني مع مشوار رحلة العمر بمثابة انطلاقة و اشراقة تبني لنا قصور من الشعر واقعيا وخياليا يهذب رسالتنا نحو آفاق تنبيء بعبقرية و ماهية الأشياء داخل ظلال هذا الانسان علي كوكب ” الأرض ” حلما ينتظره الشاعر عودة و دعوة للتفاؤل دوما !!.
ولد الشاعر مبروك عطية في القاهرة عام ١٩٨٢م ، و درس في الأزهر الشريف٠

باحث لغوي بالأزهر الشريف
ماجستير اللغويات في كلية اللغة العربية جامعة الأزهر
وقد أشترك في مسابقة أمير الشعراء الموسم السادس .
= صدر له ديوان شعر بعنوان ” لا دين إلا الحب ” عن الدار المصرية اللبنانية .

ديوان قال الشاعر ديوان صوتي

أبحاث لغوية

المهلهل بن ربيعة التغلبي حياته وشعره

الاشتراك والتضاد والترادف في كتاب المزهر للسيوطي

معانٍ لغوية غائبة

التوجيه النحوي بين الزمخشري وأبي السعود في تفسيريهما للقران الكريم

وخلاصة تجربة كلمته الشاعرة بمثابة ظاهرة تعكس مرايا الدين الحقيقي من زوايا تكشف لنا دلالات بناء القصيدة في مضمونها و شكلها مع المتغيرات ، في جوهر الحب الحقيقي ، و لم لا حيث يستقر كل هذاعنده … بداية من أن جميع الأديان قائمة عليه، ولا حياة إلا به.
يعالج الديوان قضايا متصلة بالحب كالوطن والشعر ويحاول الوصول إلى سر النفس البشرية وفهم أبعادها.

و من ثم تحمل ظلال قصائد ديوانه معالم ببيئته و مدي مزجها بصبغة … الدين / الحب / الأرض / الانسان / الصراع / … داخل الروح و الجسد معا في أسلوب ذات طابع متميز وألوان متداخلة المفردات في عذوبة … من خلال تساؤلاته التأملية وحوارته المتراكمة داخل النفس بعد قلق وحيرة في مسافات تنطق بعبقرية الموهبة و عمق الثقافة المتنوعة في ربقة ايمانية بين التواجد و الاغتراب تهويمات تجمع شتات الفرح و الحزن في انتظار تلك الأمل الهارب من خلال أسلوبه المقنع الجميل فتتصدر اللمة و الصورة و النغمة كمفاهيم متعارف عليها هنا … المشهد هكذا …! .
و نسافر مع غزلياته التي تنساب في يسر وسهولة بعيدا عن التقعر و التعقيد اللفظي في همس يمس أوتار القلوب فينشد هالات من الحب في قصية يعالجة ما تساوره فيه من ظنون و حيرة كي تتناغم الروح مع تلك الحياة المتشابكة و التي تغص بالمستحيلات فيحولها الي قضية يترافع بها عن المحبوب الوطن و الأنثي صوت الخلود مدافعا و مصرحا في محكمة العشق و الغرام ينشد الخلاص من كل الأوهام منتظرا الأحلام و السلام … تحت عنوان (إليها… ) :
إليها…
يا قاضيًا لي في الحبيب قضيةٌ
لكن شهودي إذ رجوت تمنعُوا
قلبي عصاني .. والدموع – نوازفًا
في كل ليلٍ – للحبيب تشيعُوا
وأنا أخاصمه بقولي (خا…) وإذ
همت شفاهي بالبقية أرجعُ
فبأي قلبٍ أشتكيهِ وليس لي
– إلا رضاه وبعض قرب – مطمَعُ
فإذا حكمتَ له فقد ضيعتني
أو لي فإني من أساه مُضَّيعُ
شارك هذا الموضوع:
و من نسائم ايمانة يغازل النفس مع عطر الحبيب متغنيا بسيمات الانسانية في دفقة صوفية وربقة ايمانية تحمل مفصل التجليات الاشراقية قائلا :
سحابةٌ ظللتني
يوم أن عرَفت
أن القتيلَ بهذا
الدرب لا يُبْكَى
مكبل بحروفي
كلما اتسعت
تحوم حول عناقي
تُحْكِمُ السبْكَا
وأسأل اللغةَ
العليا لتعتقني
بمدحه ووثاقي
ليس مُنْفكَّا

مختارت من شـــــــــــــعره :
————
مع قصيدته الرائعة بعنوان ( الأرض ) بائيته التي بيث لواعج فكره ووجدانه فيها تعبيرا و تصويرا و ايقاعا يرجع بنا الي بناء القصيدة المحكمة التي تذخر بكل المقومات الفنية في وحدة عضوية لموضوع تعالجه القصيدة متخذا من الأرض الأم و ينشد الكمال من مواقفها الاجتماعية صوب حركتها كما يظهر لنا جليا في وضوح ظلال فلسفة العنوان ” الأرض ” التكوين لماهية الأشياء بمثابة تمرد و ثورة عشق لجماليات مفقودة بين عجلات الصراع المستحدث اليوم …
و من ثم فينساب الدفق الشعوري الانساني هنا كالنهر المتدفق في عبقرية جمالية تعزف لحنا سمويا يحكم المتغيرات داخل الثوابت في دلالات النص حاملا لنا تباشير الخير التي ينتظر مواسمها الجميع حيث يقول فيها د / حازم مبروك :

ألقيت عند الباب كل مواجعي
فبلا مواجع توصد الأبواب
خلي الملام لأهله ، وهيئي
قد القميص ، وكلنا كذاب
الله أبدعنا بقلب عاشاق
فإذا عشقت فا عليّ عتاب
سنقول للرحمن عند لقائه
كنا نحب فليس ثم عذاب
في الدمعة الأولى أتيتك آدما
وعلى الجبين خطيئة وعقاب
وورائي الدنيا ، وقلبي وجهتي
والريح بيتي ، والأنين ذئاب
هل كنت قبلي تعرفين ضحية
أحيا بها روح البراءة ناب ؟
من ألف عام والقصائد في فمي
هرمت ، وحرفك في الفؤاد شباب
أنا ذلك المنذور للعشق الذي
ما خطه للعاشقين كتاب
أن يطرق العشاق أبواب الهوى
فأنا دخلت وليس ثمة باب
أو يستقي سحب المودة ظامئ
فلقد سقيت وما هناك شراب
ما تفعل الأسباب ؟! سبحان الهوى
أن تحتويه بقلبنا الأسباب
وأنا الذي شرب الحياة بكأسها
وهي التي ما همها الأنخاب
وتقول يا والدي : ترابي موجع
قلت : المحبة للبلاد تراب
الأرض أنساب تشتتوا
أنضيق حين تضمنا الأنساب ؟!
يا أم قد جف القصيد على فمي
وعلى شفاهك نبتة وسحاب
أت وفي كفي يتيم باسم
ضجكت له الأوجاع وهو مصاب
يقف الزما على شفا عتباته
وهو الذي ضاقت به الأعتاب
كم واعدته يد المنى وتنكرت
بين اثنتين .. الجدب والإخصاب
تقف الأماني قاب حب من يديه
وكلما مد اليدين يهاب
فلتمنحيه زكاة فرحته فقد
بلغ الكمال من الشقاء نصاب
كانت هذه الرحلة مع الشاعر الدكتور ” حازم عطية ” بمثابة مرآة للروح و الجسد معا يحملها بين ظلال شاعر يمتلك طاقة لغوية و بلاغية و موسيقية بجانب نشأته التي ذات معالم اخلاقية يحملها داخله ورثها عن الأب الداعية الكبير الدكتور مبروك عطية .
ليبق الشعر مرتحلا معه في خريطة العشق ينتظر عودة الحلم عندما تفجر لنا الأرض قصيدة ينبوع الحياة يظل يعزف متتالياته في رسالة يؤمن بها دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى