شعر

قصيدتان

حسن إبراهيم حسن الأفندي

 

هيهات هيهات
للشاعر حسن إبراهيم حسن الأفندي
هل هل وهل تجدي بك الحِيل … وهل إلى لقياك لي أمل ؟
ما زلت أحبو مُقْبِلات غدي … آمال من يرجو ولا يصل
ماذا تكون العابرات سوى … بعض الذي تبكي له المقل
هل يا ترى سعد يحط بنا … أم أن دنيا عهدها الوجل
تقسو وترمي ما يؤرقنا … سيان من يبقون أو رحلوا
فكل من يبقى إلى أجل … فعن قريب ينفد الأجل
ننسى له ذكرا وهيبته … والجرح فينا بعد يندمل
ودّع هـــــريراتٍ متى وصلت … ففي غد ضمن الذين خلوا
وفي غد ذكرى بلا أمل … وفي غد كانوا وقد رحلوا
ناموسنا ما كان عن بشر … آجالنا يجري بها عجل
يا ويح مأفون إلى قدر … وويح من نادى أنا البطل
ساوت لحود بين ما اختلفوا … بهم جميعا يُضرب المثل
إن كان ذا ختْم المطاف فلا … كِبر نعاني منه أو عذل
سطّر غدا نحيا مرارتها … في إثر نُعمى ثم نرتحل
هيهات هيهات الأسى فرج … كم جازع عانى سيمـتثل
حسب المنايا إن تكن قدرا … هل جاز فينا الخوف والوجل ؟
كلٌ يخاف الموت يا أسفي … ظلَّ الفراق المُرُ يُحتمل
أقدارنا يا ويح من قدر … يوما يدور الكأس ينتقل
ما قد سمعت الناس تشمت من … قد فارق الدنيا وإن جهلوا
هم مثله والموت غيبه … يأتي لهم في كأسه علل

=====

بياض الشعر
حسن إبراهيم حسن الأفندي

قالت تمازحني رعناء ما الباقي ؟
وهل لمثلك من غصن وأوراق؟

ولّى زمانك لا طلع ولا ثمر
وما تبقى سوى عود لإحراق

والماء جفّ وهل بعد الجفاف مُنى
وهل بشيبك ما يوحي بورّاق؟

دع عنك من أمنيات خاب سائلها
فالعمر يمضي بأحزان وإشراق

ولا يعود إلى دنياك ثانية
فما مضى قد مضى من كف لَحّاق

ماذا تريد وقد أفنيت ماطرها
لم تستفد من ورود لا ولا ساق

يا رب سعد مضى كم كنت تهمله
والآن تروي لنا عن مرِّ ترياق

الأمس كان وهذا اليوم يتبعه
وذا غد ربما أبكى لأحداق

خلتُ الفهومَ مع الأيام تكسبها
أحوالَ ما فعلت دنيا بدفّاق

وما علمت بأن المرء منصرف
بيومه عن غدٍ في ويل سرّاق

قالت وما فتئت تحكي تروّعني
كأنما علمت خوفي وإشفاقي

ولامست وترا مني أقاومه
وما تزال على مضمون إبراق

فقلت لما بدت تمضي لغايتها
وتستطيب مع الإرعاد رقراقي

أعمارنا بيد الرحمن يعلمها
فكيف آسى على جهل وإخفاق

من كان يعلم منا من مصائره
شيئا يعيش بحزن صعبَ إرهاق

فحكمة الله لا تخفى على أحد
ولطفه دام فينا فضلَ خلاق

وليس يعني بياض الشعر آخرتي
ولا يكون سواد الشعر للباقي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى