قصة

قصص قصيرة جدّا

مريم بغيبغ

صَفقَة

بَعد أن انتَفَضتُ، نعتنِي بالطّائِش..
تَغزّل بالغَيمة السودَاء فأمطَرت العذَاب.
قَطع أصابِعي ثمّ أجبَرني على العَزف…لم أكُن وحدِي حيِن أَمر الحِمار بمُراقصة جُثّتي!
جَلَس عَلى العَرشِ مبتهجًا : عَاشَت السريَاليّة.

جَاذبيَّة

أَسكنُ فِي ظِلِّه..أرتوِي من ماءِ حروفِه…
كلّ يومٍ يهَبُنِي قَصيدَة.
أُخرِجُ رأسِي مِن كُوّةٍ..ألقِيها عَلى الشَّمسِ و أعُود مُحَمَّلة بِحزمَةِ الضَّوء…بلهفةٍ يَمتَصّها ثُقبُهُ الأَسوَد.

كَرنَفال

بَدأ العَرض…غرَّدت العَصافِير للحُريّة…
اندَسّ مهرّجٌ مَجهول الهَويّة؛ صَمتَت…انتفَض الجُمهور.
على طاولة المُفاوضَات ترجّيت “بَيدبا الحَكيم” أن يعيرنِي بعضًا من طيورِه لإكمال العَرضِ؟..أَشَار إلَى كَائنَاتٍ وَرقِية!

قَرابِين

أَوهَمونِي بهَلاكٍ مَحتُوم…نَحَروا أحلاَمي ثُمّ أحرقُوهَا…جَمعتُ رُفاتها ونثَرتها في النَّهر، أنتَظر عَودة مَاء الحياة إلَيّ..اشتَدّ القَفرُ لكنّ آمالي أنذَرتهُم بالغَدِير.

مُطلَق

صَفَّدَ جِبال أفكَارِهِم…لكنّهَا مازالَت شَامخَة!
حين بدأت براكِين أحلَامهِم تُرسِل عَليهِ الحِمَم…رَفَعَ تِمثالَه…خَرّت.

لَيل

قَبلَ أن يَنَال مِنها اليَأس..تراءَت لها حَمامَة بِها ظَمأ …سقَتها وهَمّت بجَمع أحلامِها فِي صُرّةٍ صَغِيرة.. توسَّلتها أن تَحملَها إلَيه.
تَراجَعت، اشتدّ هَديلُها…لوَّحت بأجنِحةٍ متكسِّرةٍ.

غُرُور

عَلَى قَارعة الحُبِّ اجتمَعنا مِن جَدِيد ..أخرَجتُ مِن جَيب التَّاريخ طُبشورًا ورَسمتُ الخَارطَة، تأمّلَها وانهَمك فِي رَسم الحُدُود…
ضَاقَت آمَالُه وهُو يُحاول اجتِياز الشَّرِيط!

سَرَاب

تَقاطَعنا ثُمّ أصبَحنا غَريبَين…مَشينا باتّجَاه الشَّمس..خَطّان متَوازِيان لا يلتَقيَان…
تَألّم النُّور لِحالنا فَغَاب، لَكنّ الغُرُوب _كلّمَا امتدَدنا شَمالا وجَنوبًا_ أشَار إلى نُقطَة حُبّ.

حَظر

تُمسِك شَحمَة أذنِي: لاَ تقتَربِي مِن عَتبَة قَلبِه.
: لكنَّه يراوِدُني.
غَيرَ مُباليةٍ! أُلقِي بِحَبلِ الوَصلِ فتَقطَعه.
يتَصَاعَد الشَّغَف…أخلَع نعليَّ وأحمِل نَعشِي.

تَعوِيل

يِئد حُلمَها..يَنفخ صَدره بارِمًا شَارِبيه.
يَنشغِل عنهَا بهاتفٍ ذكيّ.. يلعَن لباسًا يدفّئه شتاءً ويحمِيه صَيفًا، وعندَما تختلّ المَوازِين يستَند عَلى ضِلعِها الأعوَج.

خِلخَال

شَمَّرَت عَن سَاعدَيها وبدَأت بهَزّ خِصرهَا..
ــــ رَقَصتُ للجَمِيع، ولَم يَرقُص لِي أَحَد…لَم يَبق سِواكَ ! تَنتَحِب الذِّكريَات كَأنّها تُكلّم الحُلم…
كَرِه نَحِيبها…لَكنَّه كلّمَا أرَاد تَفنيِدَها، صَدحَت مَع ضَربات الدُفّ.

دِبلومَاسِيّة

يُطاوعُها، يُسانِدها، يُهيّئ لهَا أحضَان المنَابر…
تَهتِف: مُساواة…حُريّة، حَتّى تخُور قوَاها.
يُطفِئ نورَ القَمر ويُشعِل الجَمر..تَرقُص حَوله كَجَاريَة.

دَهشَة

بَينَهما مَسافَة فَصلَين وكِبْر …
فَصلٌ مُشمِس بخَّر نِصفها، وفَصلٌ شَكّل النِّصف الآخر عَلى هَيئة غَيمَة…
كُلّما تجاهَلَتهُ أصَابَها الظَّمأ…وكلّما استَسلَمَت
َتَهاطَلت عَليها أمطَارٌ مَسمُومَة.

نَزق

رَفعت يَدَيها بدون أصَابِع، ودَعت علَيه بالفَناء
يهتَزّ عَرش دوَائرِها المُغلقَة..
تَصدّ ضَجِيج الحَنيِن لحَبِيبٍ مَجنونٍ..
لاَ تدري كَيف استَطاع أن يَسجنها، ولم يَكتفِ… يَترصّد الحَمام الذِّي يَنقر زُجاج النّوافذ!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى