دراسات و مقالات

قراءة في قصيدة ” على فراش المرض ” للشاعرة والفنانة التشكيلية العراقية/زهراء ناجي

ثروت مكايد


” لم يحن الوقت ؟
ابتسمي
لعل الحرب في داخلك لم تنته
تذكري
أن القلب إذا توقف لن يموت
بل عاش بنظرة حب ”
تبدأ الشاعرة قصيدتها بسؤال تلقيه على طيف الأمل حين راودها عن بهجة العيش و لعلها تسأل رغبة الحياة فيها ظنا منها أن مجرد السؤال يقتل تلك الرغبة التي لا تنفك تهم بها :
” لم يحن الوقت بعد ؟ ”
وتحذف أداة الاستفهام وكأنما الأمر أقرب من هذا ..
وانتظار الشيء عذاب مضاف لأصل العذاب إن لم يكن أكبر وأثقل ..
وانتظار الموت ، موت قبل الموت الذي قد يريحنا ..
وهي تريد أن تتخلص من هذي الحياة ..
من ألم الحياة ومن ثم تسأل ذلك الطيف عن النهاية ..
ويأتيها الرد بأن تبتسم ..
ابتسمي ..
ابتسمي رضا أو سخرية أو غيظا أو كل هذا ..
والبطولة في الاستعلاء على الألم..
نعم نئن تحت وطأته ..
وكما يوضع الجوهر النفيس في النيران ، لنفي الخبث عنه فكذلك النفوس الرفيعة توضع في المختبر ..
في حلبة الألم حتى تتطهر مما علق بها من أدران ..
وأشد الناس بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل كما ورد بذلك النص الصحيح، وكما يقبله العقل الصريح ، ومن هنا جاءت دعوة للابتسام ..
ابتسامة الرضى ..
ولعلها ابتسامة السخرية ..
سخرية الحكيم من صروف الدهر ومن فعل الأناسي جميعا …
وإلى لقاء نكمل فيه القراءة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى