دراسات و مقالات

قرآن النحو – ســــــيبويه !

السعيد عبد العاطي مبارك

إمامُ النحاة ، والبصريّين البصرة و الكوفة في اللغة
و كلمة سيبويه فارسية الأصل وتعني ” رائحة التفاح ” .
وضرب به المثل حتي … يُقال «أتجعل من نفسك سيبويه»
و قال سيبويه عند الوفاة :
وكنّا جميعا فرّق الدهر بيننا إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا

بعض أقوال النقاد عن عبقرية سيبويه :
قال أبو زيد الأنصاري : كان سيبويه يأتي مجلسي ، وله ذؤابتان ، فإذا قال : حدثني من أثق به فإنما يعنيني .
وقال العيشي كنا نجلس مع سيبويه في المسجد ، وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب بسهم في كل أدب مع حداثة سنِّه .
وقال ( أبوعثمان المازني ) : من أراد أن يعمل كتاباً كبيراً في النحو بعد سيبويه فليستح .

سُمي كتاب : ” سيبويه في النحو ” بالكتاب لأن مؤلفه تركه دون عنوان ، وقد سماه الناس قديماً ” قرآن النحو ” . وهو أقدم ما وصلنا مكتوبا في علم النحو .
سُمي كتاب : ” سيبويه في النحو ” بالكتاب لأن مؤلفه تركه دون عنوان ، وقد سماه الناس قديماً ” قرآن النحو ” .
وهو أقدم كتاب في علم النحو .
قال عنه الجاحظ أنه ” لم يكتب الناس في النحو كتاباً مثله ”
قال عنه السيرافي : ” وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علَماً عند النحويين ، فكان يقال بالبصرة : قرأ فلان الكتاب ، فيعلم أنه كتاب سيبويه . ”
وقال الجرمي : ” أنا منذ ثلاثين سنة أفتي الناس في الفقه من كتاب سيبويه . ”
نشــــــــــأته :
—–
هو سيبويه عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، يُكنى أبو بشر، الملقب سيبويه: إمام النحاة.
و معني سيبويه :
————–
و لقب بـ ” سيبويه ” و تعني الكلمة بالفارسية ” رائحة التفاح ” ، وقيل بل لأنه كان شابا نظيفا جميلا أبيضا مشربا بحمرة كأن خدود لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لان التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته

و يعتبر سيبويه أول من بسّط علم النحو. أخذ النحو والأدب عن الخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر، وورد بغداد، وناظر بها الكسائي …
مولده :
====
و قد ولد سيبويه في مدينة البيضاء وهي مدينة تقع بالقرب من مدينة شيراز في إيران، جاء إلى البصرة وقد كان غُلاماً صغيراً، ونشأ فيها وتعلّم على يد علمائها وأهمّهم الخليل بن أحمد الفراهيدي، فقد لازمه وتعلّم منه الكثير ولازمه كظله، ولم يكتفِ بالفراهيدي فقط بل أخذ العلم أيضاً من يونس بن حبيب وعيسى بن عمرو .
وبذلك فقد تنوّعت الثقافة لديه وتوسّع علمه بالنحو والصرف، وبعدها ذهب إلى بغداد والتقى بشيخ الكوفيين وهو الكسائي، وصارت بينهما مناظرة في النحو، ولكن الكسائي تغلّب على سيبويه فترك بغداد وقتها وعاد إلى فارس.
لم يكن لسيبويه تلاميذ كثر، وذلك لأنه توفّي في ريعان شبابه، ولكن يبقى أبو الحسن الأخفش وقطرب وهم من أهمّ تلاميذه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأخفش كان يكبُر سيبويه سناً، وواصل أخذ العلم حتى أصبح من أشهر علماء علم النحو .
ويُعتبر (الكتاب) الذي قام بتأليفه هو من أهمّ المؤلفات في علم النحو على الإطلاق.
وفاة سيبويه اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، ولكن أرجح الأقوال تقول إنّه توفّي في عام 180 للهجرة .
كتاب سيبويه :
————-
استطاع سيبويه أن يؤلف كتاب سمي ب ( الكتاب ) وهو دستور اللغة العربية حيث انتهج فيه منهجا خاصا جدا ، فقد إحتوى هذا الكتاب على أكثر من تسعمائة وعشرين صفحة فسمهم على عدة أقسام وأبواب ، فكتابه يقع في جزأين أما الجزء الأول :
فكان موضوعه مباحث النحو .
وأما الجزء الآخر :
فكان مبحثه الممنوع من الصرف والنسب والإضافة والتصغير وكل ما يتعلق بعلم الصرف .

فهذا الكتاب يحوي كل ما يتعلق بمباحث علم النحو والصرف بالإضافة إلى المجاز والمعاني وضروروات الشعر وتعريب اللغة الأعجمية ومباحث الأصوات العربية ، فيعتبر هذا الكتاب موسوعة حقيقية لمباحث اللغة العربية

أقوال العلماء في سيبويه :
———————–
قال ابن عائشة:
========
إنّه كان شاباً نظيفاً جميلاً، وضرب في كل أدب بسهم وتعلّق من كل علم بسبب.
المبرد:
====
قد أثنى على كتاب سيبويه (الكتاب) وقال :
إنّه لم يُعمل كتاب في علم من العلوم مثل كتابه، وأضاف بأنّ من قرأ وفهم كتابه لا يحتاج إلى غيره من الكتب.
الجاحظ:
=====
إذ أعطى رأيه في كتابه، وقال إنّ الناس لم يكتبوا مثل كتابه وجميع كتب الناس عليه عيال. الأزهري: قال إنّه كان علّامة، وبعد أن قرأ كتابه قال إنّه قد جمع فيه علماً جماً.
الذهبي:
====
قال عن سيبويه :
بأنّه حجة العرب وإمام النحو، الفارسي ثم البصري؛ حيث طلب علم الفقه والحديث لمدّة من الزمن ثمّ عاد إلى اللغة العربية فبرع فيها وساد أهل عصره.
قال صاعد الأندلسي :
——————-
” لا أعرف كتابًا أُلِّف في علم من العلوم قديمها وحديثها فاشتمل على جميع ذلك العلم، وأحاط بأجزاء ذلك الفن غير ثلاثة كتب، أحدها: المجسطي لبطليموس في علم هيئة الأفلاك، والثاني: كتاب أرسطوطاليس في علم المنطق، والثالث: كتاب سيبويه البصري النحوي؛ فإن كل واحد من هذه لم يشذّ عنه من أصول فنِّه شيء إلا ما لا خطر له”
خطأ نحوي حوله الي عالم نحو :
——————————
فقد اتجه ” ســـــــيبويه ” إلى دراسة الفقه والحديث حتى خطّأه حَمَّادُ بن سَلَمة البصري، فاتجه إلى تعلم النحو !!.
فقد روي أن سيبويه قصد مجلس حَمَّاد بن سلمة الذي كان يستملي عليه سيبوبه حديثاً جاء فيه قال:
«قال صلى الله عليه وسلم: ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه ليس أبا الدَّرداء»، فقال سيبويه: «ليس أبو الدَّرداء» ـ ظنّه اسم ليس، فصاح به حمَّاد: لحنت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، إنما هو استثناء، فقال سيبويه:
لاجَرَم والله لأطلبن علماً لا تُلَحِّنَنِّي فيه أبداً.
تفوق سيبويه في علم النحو و بعض المناظرات مع الكسائي :
———————————————————–
لما آنس سيبوية من نفسه التفوق في النحو وفد إلى بغداد وقصد البرامكة والكسائي يومئذ بها يعلم الأمين بن الرشيد فجمع بين الرجلين يحيى بن خالد ، فتناظرا في مجلس أعد لذلك . فكان من أسئلة الكسائي لسيبويه قوله :
ما تقول في قول العرب : كنت أظن العقرب أشد لسعة من الزنور فإذا هو إياها .
فقال سيبويه : فإذا هو هي ، ولا يجوز النصب .
فقال الكسائي : بل العرب ترفع ذلك وتنصبه .

فلما اشتد الخلاف بينهما تحاكما إلى أعرابي خالص اللهجة ، فصوب كلام سيبويه ولكن الأمين تعصب للكسائي لأنه معلمه ولأنه كوفي ، فأراد الأعرابي على أن يقول بمقالة الكسائي . فلما أحس سيبويه تحامل الأمراء عليه وقصدهم بالسوء إليه غادر بغداد وارتد مغموماً إلى قرية من قرى شيراز تعرف بالبيضاء ، حيث توفي بالغاً من العمر أربعين سنة ونيفا .
و قد قال سيبويه عند موته :
يؤمل دنــيــا ليـسـعـى لها فــوافى المنـيـة دون الأمـل
حثيثا يروي أصول الفسيل فعاش الفسيل ومات الرجل.

و يقال: إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه، فدمعت عين أخيه، فاستفاق فرآه يبكي فقال:
وكنّا جميعا فرّق الدهر بيننا إلى الأمدِ الأقصى ومن يأمنُ الدهرا
رحم الله امام النحاة ” سيبويه ” الذي صال وجال بين ظلال لغتنا الجميلة فقدم لنا خلاصة عبقريته تنطق اليوم بقيم جمالية لغة و شعرا و ابداعا سلاما عليه في سجل الخالدين دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى