شعر

في فالنتاين الزّنزانةُ الجّميلة

عبد الجبّار الفيّاض 

ساحرتاكِ 
ظمأٌ في بَحرٍ مَعتوه. . .
سَلبَ أُديسيوسَ كُلَّ شئٍ إلآ هُما 
بوصلةُ عودتِه . . .
شفَتاكِ
جنونٌ من لوْز
أجملُ قَطْفٍ
جمعَهُ حُسْنٌ على مائدة . . .
حارَ في أيّهما يموتُ شاعرٌ من دمشق !
على ذكراكِ 
ضَليلٌ بكى 
طَللَاً بمكتومِ ما اختلَسَ من مُجْن . . .
فهلْ شُدّ ليلُهُ بموجِ ليلٍ على كتفيْكِ غَفا ؟
فَداكِ سيْفاً وساعِداً من فرسانِ عَبْس . . . 
أفرغَ من عيونِهم لونَ سوادِه
مهراً لبريقِ ثَغر . . . 
لعلّكِ لم تَنسي عصيَّ دمعٍ مُتغطرِسٍ
أضعتِ منهُ ما ادخرَ من جَلَد 
حتى تمنّى ظمآناً يموت . . .
لكنْ
أمَا أوجعَكِ مصدورٌ لم يشفَ ممّا أصابَهُ من مَسِّ عِشق ؟
فماتَ غريباً على صدرِ خليج !
. . . . . 
ما يقولُ أنجلو حينَ تلبسَينَ فاتنَ عُريِك ؟
بدونهِ 
تتباهى الثّيابُ بدفءِ الألتصاق . . .
هلْ لعيونِ ظَلامٍ أنْ ترى ؟
امرأةً من سبأ 
كشفَتْ عن ساقيْها 
فوَهبتِ الحياةَ لرُخامٍ ميّت
أغرقَ في لجّتهِ مَنْ رأى . . .
أم هاتيكَ التي شغفَها حبّاً فتاها
أهدتْ تاجَها خُفّاً لخادمة . . . 
غلَّقتْ أبوابَها السّبع 
لتفتحَ قلباً واحداً 
يشهدَ أنَّ العشقَ أعذبُ داء . . .
على صدرِ شمشون 
ألقتْ دليلةُ كُلَّ أنوثتِها 
ليّاً لذراعِ جبّارٍ عنيد . . . 
ما لشئٍ قائماً أمامَكِ يكون . . . 
فكانَ 
أنْ وِلدَ حصانٌ خَشبيٌّ في طروادة . . .
خرَجتْ روما من حمّامِها مُتجرّدة . . .
أنزلتِ العبّاسةُ غمامةَ أخيها في خَربةٍ مهجورة . . . 
نهاياتٌ 
أطرقَ لها الدّهرُ سمعاً
فَجرَتْ بها أوديةُ الرّواة !
. . . . .
أتعلمينَ 
أنّ
ّللفاتحينَ كُلَّ ما تضعَهُ المَعارك
وللجنودِ شواهدُ 
تخلو من أسماء . . .
حينَ تعودُ لمربطِها الخِيول 
يستبدلُ الوزيرُ صوتَهُ بصهيلٍ باهت . . .
لكنّكِ القلعةُ التي إنْ اعتصَمتْ 
لا تُفتَح 
وإنْ جَمعَ ملوكُ الأرضِ لَها ما لَهم من عَديد . . . 
ربَما
برضاها من جنديٍّ أعزل !
. . . . . 
آهٍ
لو علِمَ شهريارُ 
أنَّكِ مِسكُ ختامِ ما تهَبَهُ الدّنيا 
لشنقَ كُلَّ رغائبِهِ بضفيرةِ آخرِ ليلةٍ قبلَ أنْ تسكُتَ شهرزاد . . .
لو أنَّ زهرةَ عشقٍ 
نبتَتْ في جُمجمةِ الفِرعونِ 
لَما أنبتَ في الأرضِ أوتاداً لقواريرَ 
تخجلُ منها الشّمس ! 
لو أنَّ لو 
تدحرجَتْ على فراشِ ديزدمونة لَما استلَّ خنجرَهُ عُطيْل !
. . . . . 
وارفةٌ أنتِ 
دونَها قاماتٌ 
عبرَتِ التاريخَ بأقدامِ غيرِها نحوَ زيفِ الخلود . . .
تَحضرين
تنبجسُ من الصّخرِ عُيون . . .
تَختفين
يَغلقُ منازلَهُ القَمر . . . 
بينَ هذا وذاك 
تتفتّقُ أزاهيرُ عوانسِ القَصيد . . . 
. . . . .
أيَّتُها الزّنزانةُ الجّميلة
طلّقي اللّيلَ
فقدْ طَغى
اختنقتْ تحتَ وسادتهِ طيوفُ الإنتظار . . .
رفقاً بمسجونيكِ 
فهم يستحقونَ أنْ يُفتحَ لهم بابُ عِتق
حيثُ مسارُ العِشقِ لا ينحرفُ لسواه . . .
فلا هامَ في غيرِ واديكِ ممّنْ جُنَّ شاعر . . .
. . . . .
أيَا اشتهاءً مَسكوباً في قارورةٍ من صُنعِ الله . . .
أقْدِمي بتاجِكِ من غيرِ حَرس 
فعندَ قدميْكِ تتغيّرُ الأسماء . . . 
أنتِ الحربُ 
السّلام 
هُما معاً
كُلُّ ما تمنّاهُ لقومهِ نبيّ . . .
قد تُسلبينَ كُلَّ شئ
لكنَّ عشقَكِ في أيِّ جَدْبٍ 
يُورقُ !! 
. . . . .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى