شعر

في رثاء الروائي فهد اسماعيل

هاني الغريب

خُذْ ما تودُّ لقد رحلتَ كبيرا
وأخذتَ في يدك الرؤى والنّورا
وأخذتَ من شمسِ العراقِ مظلّةً
لتكونَ فوق ضيائها الإكسيرا
نم في الكويتِ ففي الكويتِ سحابةٌ
حفظتكَ واختزلتْ إليكَ عبيرا
يا فيصلَ السَّردِ العفيفِ أتدري ما
معنى الرحيلِ وقد رحلتَ قديرا
ورسمتَ قبلَ الموتِ جُرْحَاً أحمراً
رفعَ الحروفَ وأتقنَ التعبيرا
لسمائِك الزرقاءِ كانت ، طفلةً
تلك السماءُ توثّقُ التصويرا
وضفافُك الأُخرى أرادتْ أن ترى
وجهَ الحياةِ وعَالَمَاً مستورا
حتى الطيور تَرَكْتَها في شوقِها
فالأصدقاءُ سيحزنونَ كثيرا
الشمسُ في بُرْجٍ وحادثةٌ مع
القصصِ التي لم تألفْ التشفيرا
بل كنتَ تكتبُ للنخيلِ صراحةً
وتؤسَّسُ المعنى وتَنْحَتُ سورا
زمنُ انعزالك لم يكُن في طعمِك
النَّيليّ بل زمنٌ يخيطُ جُسورا
والكائنُ الظَّلّ الذي عاشرْتهُ
مازال نجماً ساطعاً مسرورا
عَصْفٌ هنا ليس البعيدُ مؤجلاً
حيثُ استرحتَ تواكبُ التأثيرا مُستنقعاتُ الضوءِ أين طرحتَها
في أيّ شمعٍ رامت التنويرا
أنجزتَ للتاريخِ ما يحتاجُهُ
هل عِشْتَ بين صنوفهِم مغمورا
واحتاجكَ التاريخُ فحلَ روايةٍ
تتجاوزُ المقروءَ والمأثورا
يا سيدي هل مُتَّ لستَ بميّتٍ
لا موتَ للإبداعِ كُنتَ غزيرا
بل كنتَ تجلسُ حاكماً في قصّركَ الملكيّ تنقشُ للرسومِ قُصورا
ويحقُ لي أن لا أكونَ مُجافياً
وابنُ النخيلِ يودّعُ التشجيرا
لكَ في بلاديَ ذكرياتٌ لم تزل
وهناك أيضاً ماتزالُ أميرا
نم في فراشِ الذكرياتِ مُتوّجاً
أضحى الفراشُ قصائداً وحُضورا
شيخَ الروائيين إذهبْ حاملاً
بيديكَ سرداً حافلاً وعطورا
واقرأ هناك على رفاقِكَ واقفاً
للإصدقاءِ فضاءَكَ المنثورا
ستظلُّ في كلِ الرواياتِ التي
أصدرتَها تَهبُ النجومَ ظهورا
من بصرةٍ للآنَ تجرعُ قسوةَ
الأقدارِ أهديكَ السلامَ طيورا
وإلى الكويتِ بحيثُ تنزلُ آمناً
فيها وتعقدُ مسرحاً وحُبورا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى