شعر

في ذكرى عيد الأم

د. محمد القصاص


من هذه الحسناء أشْرِقَ نُورُهــــــا *** من فوق هامِ المجدِ كان مُبينـــا
حينا يُؤَجِّجُ أضلعي وجوانحـــــــي *** والقلبُ تضرمُهُ النوائبُ حينــــا
يا أمُّ أنتِ دفاتري وقصائـِـــــــــدي *** ومنارُ فكرٍ قد يـفيضُ حنينـــــــا
ممزوجةٌ تلك السنينُ بِحُلوِهـــــــــا *** وبمرِّها إنَّــا نعيشُ سنينـــــــــــا
وبِحُضْنِها الدافي نَميدُ سعـــــــــادةً *** وبمقلتيها نُبصرُ النسرينـــــــــــا
يا فرحَةَ السُّمارِ يا عِشقي التـــــي *** سَهرت طوال الليل كي تحمينـــا
سَهِرَتْ تُداعبنا، تضمدُ جُرْحَنَــــــا *** قَصَصَاً تحاكينا بها تُنشينـــــــــا
وإذا مرضنا دُثرتْ بإزارهـــــــــــا *** تتلو من القرآن ما يَشفينـٍــــــــا
سهرتْ تُحدثنا لتؤنسنــــــا فــــــلا *** تغفو ولا سِحْرُ الكَرَى يُغرينـــــا
حتى وإنْ عشنا بكوخٍ مُظلـــــــــمٍ *** يتَحوَّلُ الكوخُ الحقيرُ عرينـــــــا 
وإذا الحكاياتُ التي قيلتْ لنــــــــا *** قُصَّتْ لنا يا ويحنا فنسينــــــــــا
عشنا بعهد الأمَّهاتِ يَحُفُّنَـــــــــــا *** فرحٌ وإنْ غابتْ فقد تشقينـــــــا
أمِّي الحبيبَةُ قد أشادَتْ مَجدَنــــــا *** خطَّ اليراعُ مصيرَنا فحيينــــــــا
ومضَتْ بنا نحو المعالي ليتَنَــــــا *** يا أمُّ نَقْدِرُ أن نَفِيكِ حنينـــــــــــا
ترقى بنا نحو العُلا لا تنثنــــــــي *** ومصيرنا نحو العلا يُدنينـــــــــا
هاماتُنا مرفوعةٌ وجباهُنــــــــــــا *** بالرِّفقِ تحضِنُ بيتنا تُؤينـــــــــا
في قلبيَ الصَّبُّ المتيــمُ لوعَـــــةٌ *** تُبقيهِ للزِّمنِ الطويل رهيــنــــــا 
يا أمُّ يكلأكِ الإلهُ بعفــــــــــــــــوهِ *** يُبقيكِ دوما جدولا ومَعيـنـــــــــا
يبقيك في كلِّ الزَّمانِ عزيـــــــزةً *** ومنارُ حُبٍّ بالرضى يُشجينــــــا
ما دُمْتِ فينا غَضَّةً وضَّـــــــــاءَةً *** وبِرَوْحِ حُبِّكِ دائما تَذكـينـــــــــا 
تبقى بنا الأحلامُ نحياها معـــــــا *** يا جنَّة الفردوسِ لا تَنسينــــــــا 
يا أمُّ فالتكريمُ كان لغايَـــــــــــــةٍ *** حينا يُناجي وجنتيكِ وحينــــــــا
من ذا الذي بالكادِ كفكفَ دَمْعَهـا *** لو فاضَ ما بين الجفونِ سخينـا
دمعٌ عزيزٌ إنْ يطولَ هطولُــــــهُ *** بمحاجرِ الأحْداقِ كان سَجينــــــا
تبقى على شطِّ المَوَدةِ دائمــــــا *** بالكادِ تجفو بغتةً فتلينــــــــــــــا
أمٌّ رؤومٌ لا تَرُومُ قســـــــــــــاوةً *** حتى ولا جَنَفاً ولا تُقلينـــــــــــــا
قد أغفلَتْ بعضَ العُقُوقَ وعلِّلِـتْ *** هذا العقوقَ لعلها تُرْضينــــــــــا 
وبنا كمثلِ العابثين سَجيــــــــــةٌ *** تبدو لها حينا وتَأْفُلُ حينـــــــــــا
وبِدَفْقِ عاطفةٍ تلوحُ ببسمـــــــةٍ *** تَبدو على قسماتها وجبينـــــــــا
أنت الملاكُ وفيكِ أطْهرُ خِصْلَــةٍ *** فغرسْتِ فينا الطُّهرَ منْهُ رَوينـــا
أنتِ الوفيَّةُ والكثيرُ مُقَصِّـــــــــرٌ *** هل تَحْسَبِي أهْواءَنَا تُثنينــــــا!!
لا.. لا معاذَ اللهِ يا أُمِّي التـــــــي *** سِرنـــا على آثارِهـَـا وَمَشِينَـــــا 
لا غُرْبَــــةٌ تُنْسينا لا زمنــــاً ولا *** أَلَقُ الهوى والبعدُ قــد يُنسينــــا 
في عيدكِ الميمونِ فَتَّحَ زهرَنـــا *** نُهديكِ منه والرِّضى تَهدينـــــــا
يـا أمُّ لا حَزَنٌ يُبِـــدَّدُ شَوْقَنَـــــــا *** أبداً ، ولا كلُّ الأسى يُؤسينــــــا
فتبوأي عرشَ القلوب عزيــــزةً *** فاليومَ عيدُكِ للقا يُـدنينــــــــــــا 
أمِّي فجودي بالدعاء لعلّـــــــــهُ *** يا أمُّ ما غيرُ الدعا يُنجينـــــــــا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى