قصة

فراشة.

ليلى عبدالواحد المرّاني

تقفز إلى ذهنها مغامرة لكسر روتين حياتها الباردة، والتي تتعثر بعربةٍ تآكلت عجلاتها .. الوجوه نفسها لا تتغير.. وكذا الأشجار، والبيوت.. وحتى الطيور تراها مستنسخة بغباء عن بعضها..
تضع نظارةً سميكة سوداء على عينيها، وتغمضهما.. تتلمّس طريقها فارشةً ذراعيها بطريقةٍ مضحكة.. تتعثّر بحجر صغير.. تقع منكفئةً على وجهها..
ترقد وحيدةً على سرير بارد في مشفىً كئيب.. تقول ضاحكةً حين زرتها، محاولةً أن تخفي آلامها..” أذكر ليلةً شتوية عاصفة، استلقيت على ظهري في الفراش.. أسدلت ذراعيّ وأغمضت عينيّ.. طوّعت ذهني بأنني أموت.. بدأ جسم موازٍ لجسمي يرتفع قليلاً، قليلاً.. تباطأ نَفَسي.. شيء ما سُلب من صدري.. هل هي الروح التي يتحدثون عنها؟.. خفت.. قفزت من فراشي مرتعبة..”
نظرت إليها بذهول، وقبل ان أغادرها، سألتها، ” متى تغادرين المشفى؟”
سمعتها تتأوه بألم.. ثم.. ” هل سمعت بعباس ابن فرناس..؟ ” قالت ضاحكةً بعبث..
صُعقت.. وضعت يدي على فمها ..” حذار يا مجنونة.. ستموتين حتماً هذه المرّة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى