شعر

عود ثقاب

علي الشويلي

أنا لا أعرف الكثير من تاريخ هذه الأرض
بل لا أعرف لماذا العراق يمشي بالمقلوب
حتى بعض هذه الشوارع لا أعرفها
لا يهم
الفكرة أكبر من معرفة الشوارع
انا للآن لم أبدأ رحلة التعرف على نفسي
فمثلا
من أنا؟
من أنا لكي اتحمل هذا الكم الهائل من الوقوف في مكان فارغ
لقد سألني أحدهم عن الموهبة ذات مرة
فقلت
الأمر يشبه أن تملك عود ثقاب
بإمكانك إيقاد شمعة أو إحراق منزل به

لن أكرر الجواب
فمرة واحدة تكفي لانتخاب أحدهم
ومرة واحدة كافية لمشاهدة الموت
لقد وصلت حين عرفت أن كل الذين يطعمون الطيور تصطادهم بنادق الصيادين
هكذا فقط
هناك أربعة أمور كانت تقلقني
ولكن
هناك أربعة أمور تقلق مني الآن
الأرض المتصحرة تخاف شتلتي التالية
والسماء الحزينة تخاف عدم صعود روعتي إليها
والفقراء يخشون أن تغيرني الأيام كما غيرت غيري
وحبيبتي تقلق لأنها للآن لا تدرك كيف تضعني في علبة مغلقة

كيف أقنعهم أن الإنسان موجود منذ ملايين السنين
يأكل ويضاجع وينام بدون أن يغضب الرب عليه حتى أرسل له نبيا
كيف أخبرهم أن آدم هذا هو أول فكرة تدخل رأس الإنسان
فقد كانت الناس قبله أمة واحدة
ولكن آدم هو الذي سبب كل هذه التفرقة
فبعضهم صعد السفينة
وبعضهم ركض إلى جبل أعور

سأخبركِ سرا
الناس لا تفترق عن بعضها إلا عند الموت أو يبدأ أحدهم بالتفكير
صدقيني هذا ما اكتشفته مؤخرا
الفكر يجعل البعض يهربون

مرة أخرى لا يهم
سنسوي الأمر أنا وأنتِ
أنا أخبركِ أن البيضة إذا كُسرت من الداخل يحدث الانفجار الكوني وتبدأ الحياة
وأنتِ تصرين على كسرها من الخارج ليكون الفطور جميلا معي منذ أن اخبرتكِ أني أحب البيض بزيت الزيتون

وأنا هنا
تعتقدين أنني رحلت
وانا هنا
تصنعين لي ألف وطن وألف امرأة وألف قصة
وأنا هنا
الرجل يا صديقتي رجل فقط ولكن أنتِ من تمنحه كل هذه التفاصيل الأسطورية

علي الشويلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى