دراسات و مقالات

صديقي الخريف الشاعرة المغربية عائشة البصري – 1960 م

تغريدة الشــــــــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

 ما ضَرَّكَ،
لَوْ رَسَمْتَني بَيْنَ السطورِ
ابْتِسامَةً ،
رَجْفَةً عابِرَةً،
دَمْعَةً خَجولَةً .
لَكُنْتُ زَهَوْتُ بَيْنَ الفَرَاشاتِ:
هذا النهرُ الكبيرُ
– في لحظةٍ ما –
كُنْتُ أنا نَبْعَهُ.
ما ضَرَّكَ
لوْ أَضْمَرْتَني صورَةً،
جُمْلَةً اسْمِيةً،
مَجازاً ناقِصاً،
حَرْفاً عاطِفاً ،
” من قصيدة : لو كنت قصيدة ”
—————————

” إن الساحة الثقافية المغربية تعرف طفرة من الإصدارات الإبداعية النسائية في مجالات مختلفة منها الشعر والرواية والتشكيل..غير أن الابداع النسائي استطاع أن يخترق الحدود التي رسمت له من قبل.”
( عائشة البصري )

نمضي مع ليالي الحرير

من بلاد المغرب الساحرة التي تقع بين المحيط و البحر و سلاسل جبال طارق و رقصات الشمس علي وجه المياه و التراث التليد و المدخل الي بلاد الأندلس نرصد حالة الابداع مع شاعرة تمثل صوت المرأة المغربية المبدعة ( عائشة البصري )
مع كافة أطياف الفنون الجميلة في سباق فعال مع الرجل بروح جميلة في توازن تطرح قضايا العصر تفتح نوافذ الالهام و الاحلام مع واقع يطفو علي منظومة الحياة تمضي في ثبات — !!

• انها عائشة البصري الشاعرة مغربية المولودة عام 1960 م و الحاصلة على الإجازة في الادب العربي من جامعة محمد الخامس في الرباط عام 1981 م .
عضو بيت الشعر، واتحاد الكتاب بالمغرب.

و عضو بيت الشعر بالمغرب، واتحاد الكتاب بالمغرب نائبة رئيس الجمعية الدولية للنقد الأدبي بفرنسا ، شاركت في عدة مهرجانات ثقافية.

ونشرت مقالات في الشعر والتشكيل بمنابر مغربية وعربية، وترجم شعرها إلى الفرنسية والاسبانية والانجليزية والايطالية والتركية —
وصدرت لها دواوين شعرية من بينها :
“مساءات”
و” أرق الملائكة”
و” شرفة مطفأة”
و “ليلة سريعة العطب”
و “قنديل الشاعر”
و “عزلة الرمل”.

و رواية ” ليالي الحرير ”

تقول عائشة البصري في مقطوعة من ديوانها مساءات حيث تشرق اللقاءات مع ليالي العمر الجميل في اسستحضار الحلم الذي يعانقها :
الليلة ايقنت انني
لم أكن إلا لأكونك… هذه الليلة
بعدها أعيد لك جسدك … هذه الليلة
أنفاس الليل باردة … اعطني من عمرك ليلتين
ليلة للحلم وليلة للحكي
ليلة واحدة لا تكفي…

و تظل تمضي مع جمال الليل كفراشات النور تعانقه تراوده حلما جميلا ساحرا ترسم من خلاله ظلالها المسافرة مع همسات الروح عشقا أبدي يجسد ملامحها مع أنداء المحيط وروعة البحر تتسلل كعصفور المدي المهاجر من الخوف و الخجل معا حيث يظل الليل حكاية شجن عميق مع رحلة الزمن تطل من نافذة اللؤلؤ مع شمس الصباح :
خلف نافذة الليل
ظل يراودني،
وأسأم من ظل لا يشبهني..
أرميه من نافذة الليل.

مع رائعتها بعنوان :
” لو كنت قصيدة ” حيث تنطلق خجولة مع النهر الكبير بين ظلال العشق مع الفراشات التي تحوم فتترجم حالة العشق و الهيام سطور تنطق بدفء الضوء في حضن البسمات تُرَصِّعُ للشعرِ سَمائَهُ.تقول فيها :
دَفْقُكَ ضَوْءٌ،
وَتُسْكِنُني جُبَّ الظلْمةِ.
حِرْفَتُكَ رَصْعُ الكَلامِ،
وَتَشِحُّ لُغَتُكَ في حِضْني…
ما ضَرَّكَ،
لَوْ رَسَمْتَني بَيْنَ السطورِ
ابْتِسامَةً ،
رَجْفَةً عابِرَةً،
دَمْعَةً خَجولَةً .
لَكُنْتُ زَهَوْتُ بَيْنَ الفَرَاشاتِ:
هذا النهرُ الكبيرُ
– في لحظةٍ ما –
كُنْتُ أنا نَبْعَهُ.
ما ضَرَّكَ
لوْ أَضْمَرْتَني صورَةً،
جُمْلَةً اسْمِيةً،
مَجازاً ناقِصاً،
حَرْفاً عاطِفاً ،
لَفاخَرْتُ الليْلَ:
هذه نُجومي
تُرَصِّعُ للشعرِ سَمائَهُ.
ما ضرَّّكَ،
لَوْ قُلتَ :
لا سماءَ لي غيرَ هذا القصيدِ.
ثُمَّ أسْكَنْتَني غَيْمَةً
وَقُلْتَ لي سافِري :
أنْتِ المُزْنُ
وأنا الريحُ التي تَسْتَمْطِرُهُ .

ما ضَرَّكَ
لَوْ زَرَعْتَني في مِزْهَرِيَّتِكَ قُرُنْفُلَةً،
وَأَمَتَّني عَطَشاً،
لآمَنْتُ أنَّكَ مائي،
وَتَوَهمْتُ السَرَابَ
في صَْحَرائِكَ واحةً….

دَفْقُكَ ضَوْءٌ،
حِرْفَتُكَ كَلامٌ،
وَ بَيْنَنا تَصْدَأُ اللغةُ،
وََيَتَعَفَّنُ الصمتُ.
بعد التجوال مع عالم الشاعرة المغربية ” عائشة البصري ” بين سماء الشعر تمضي مع حروفها في فلسفة جمالية مرصعة بصدق الاحاسيس مع رحلة العمر تكشف لنا عمق تجربتها مع واقعها الذي يموج بالتضاد في صراع بين الماضي و الحاضر ترسم لوحاتها الفنية في اقبال علي الحياة تنتظر حلمها الرائع مع عودة اشراقة الحياة المبللة بقطرات الندي في الهام يجسد مظاهر التكوين في انطلاقات حرة بين حروف الكلام و لغة الجمال و الصمت في تأملات كشدو الطيور في السماء برغم المعاناة تظل عائشة تصنع من المستحيل نوافذ الامل دائما 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى