دراسات و مقالات

شـــــــذرات لغوية السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

مع الظواهر اللغوية المشتركة في اللغة العربية " الترادف – التضاد – المشترك اللفظي "

مازال الحديث موصولا مع جمال لغتنا العربية لغة الضاد و الاعراب الشاعرة حيث نقدم بعض الظواهر اللغوية المشتركة ، و هي الترادف ، التضاد ، المشترك اللفظي ، و التي تخدم لغتنا العربية لغة القرآن الكريم و الحديث الشريف و الأدب العربي و لا سيما الشـــعر ديوان العرب الخالد و العلوم الانسانية —
فالحديث ذو شجون و من ثم نلقي الضوء في عجالة سريعة علي هذه الظواهر اللغوية كي تتحقق الفائدة من وراء هذا القصد الجميل —
أ – الترادف :
—–
لغة : قال ابن فارس الراء والدال والفاء أصل واحد يدل على اتباع الشيء فالترادف التتابع والرديف الذي يرادفك ). اصطلاحاً: هو ما اتحد معناه واختلف لفظه .
أسباب الترادف :
– انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية إلى لهجة قريش بفعل طول الاحتكاك بينهما .
– أخذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعددة مختلفة في بعض مظاهر المفردات فكان جزاء ذلك أن اشتملت المعجمات على مفردات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها مترادفات في متن اللغة .
الاتفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقاً تاماً فإذا تبين لنا بدليل قوي، أن العربي كان يفهم حقاً من كلمة : ( جلس ) شيئاً لا يستفيده من كلمة ( قعد ) ليس بينهما ترادف

– الاتحاد في البيئة اللغوية ولم يفطن المغالون في الترادف إلى مثل هذا الشرط ، بل عدوا كل اللهجات وحدة متماسكة ، وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة ، ولكنا نعد اللغة المشتركة أو الفصحى الأدبية بيئة واحدة ونعد كل لهجة أو لهجة أو مجموعة منسجمة من اللهجات ، بيئة واحدة .
– الاتحاد في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادفات ينظرون إليها في عهد خاص وزمن معين فإذا بحثنا عن الترادف يجب ألا نلتمسه في شعر شاعر من الجاهليين ثم نقيس كلماته بكلمات وردت في نقش قديم
– ألا يكون أحد اللفظين نتيجة تطور صوتي آخر فحين نقارن بين الكلمتين ( الجَثل) و ( الجفل) بمعنى النمل نلحظ أن إحدى الكلمتين يمكن أن تعد أصلاً والأخرى تطور لها .
والترادف في القرآن الكريم يحتاج الي بحث مفصل طويل كي نبرهن و نقدم الشواهد الكثيرة

ب : التــضاد :
—————
لغة :
ضد الشيء خلافه والجمع أضداد وقد ضاده فهما متضادان والتضاد مصدر . اصطلاحاً: هو دلالة اللفظ الواحد على معنيين متضادين .مثل : الجون يطلق على الأسود والأبيض .
أسبـــاب التضــاد :
– دلالة اللفظ في أصل وضعه على معنى عام يشترك فيه الضدان
وقد يسهو بعضهم عن ذلك المعنى الجامع فيظن الكلمة من قبيل التضاد فمن ذلك الصريم يقال : لليل صريم والنهار صريم لأن الليل ينصرم من النهار والنهار ينصرم من الليل فأصل المعنيين من باب واحد وهو القطع .
– انتقال اللفظ من معناه الأصلي إلى معنى آخر مجازي فقد يكون اللفظ موضوعاً عند قوم لمعنى حقيقي ثم ينتقل إلى معنى مجازي عند هؤلاء أو عند غيرهم إما للتفاؤل كإطلاق لفظ البصير على الأعمى والسليم على الملدوغ وإما للتهكم كإطلاق لفظ أبي البيضاء على الأسود وإما لاجتناب التلفظ بما يُكره كتسمية السيد والعبد بالمولى .
– اتفاق كلمتين في صيغة صرفية واحده ، ومن ذلك كلمة ( مجتث ) ومعناها الذي يجتث الشيء والذي يُجتث وأصل اسم الفاعل من ( اجتث )( مُجتثِث) واسم المفعول ( مُجتثَث)وقد نشأ اتحاد اللفظين اسم الفاعل والمفعول من الإدغام .
– اختلاف القبائل العربية في استعمال الألفاظ كلفظة ( وثب) المستعملة عند حِمير بمعنى قعد وعند مضر بمعنى ( طفر) ، وكلفظة السدفة التي تعني عند تميم الظلمة وعند قيس الضوء .
– اتحاد لفظ مع آخر مضاد وفقاً لقوانين التطور الصوتي مثال ذلك : أقوى الرجل فهو مُقوِ
ج – المشترك اللفظي :
—————-
لغة :
من الفعل اشترك يشترك والمشترك اسم مفعول .
اصطلاحاً:
هو اللفظ الواحد الدال على معنيين مختلفين فأكثر دلالة على السواء عند أهل اللغة.
مثال :
لفظ( الحوب ) الذي يطلق على أكثر من ثلاثين معنى منها : الإثم والأخت والبنت والحاجة والحزن والضرب رقة الأم وغيرها .
أسبـــــــابه :
1- اختلاف اللهجات العربية القديمة فمعظم ألفاظ المشترك جاء نتيجة اختلاف القبائل في استعمالها وعندما وضعت المعاجم ضم أصحابها المعاني المختلفة للفظ الواحد دون أن يعنوا بنسبة كل معنى إلى القبيلة التي كانت تستعمله .
2- التطور الصوتي الذي يطرأ على بعض أصوات اللفظ الأصلية من حذف أو زيادة أو إبدال فيصبح هذا اللفظ متحداً مع لفظ آخر يختلف عنه في المدلول فقد طرأ مثلاً على لفظة النغمة واحدة ( النغم) تطور صوتي بإبدال الغين همزة لتقارب المخرج فقيل النأمة بمعنى النغمة وكذلك بالنسبة ل( جذوة) و( جثوة ) .
3 – انتقال بعض الألفاظ من معناها الأصلي إلى معان مجازية أخرى لعلاقة ما ثم الإكثار من استعمالها حتى يصبح إطلاق اللفظ مجازاً في قوة استخدامه ومن ذلك لفظ ( العين) مثلاً فإنه يطلق على العين الباصرة وعلى العين الجارية وعلى أفضل الأشياء وأحسنها وعلى النقد أو الفضة – هلم جرا
و أخيرا نتمني أن نكون قد وضحنا ظاهرة اظواهر اللغوية المشتركة في اللغة العربية علي سبيل المثال التداخل المشترك للكلمات التي نفهمها من خلال سياق الجمل مع عرض الكلام و تتصدر هذه المفردات هذا النوع : ” الترادف – التضاد – المشترك اللفظي ” و قد بيناها في سرد بسيط سهل يوظفه صاحب لسان العربية نطقا و كتابة في عرض كل صنف من الأصناف الثلاثة للتفرقة بينهما بتقديم بعض النماذج و التعرض لبعض الأسباب و التدقيق حول المعني لفهم المفردة كما هي داخل معاجم لغتنا العربية 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى