دراسات و مقالات

شعراء تغنوا بأسماء النساء في شعرهم

السعيد عبد العاطي مبارك

لا تَبْكِ ليلى ، ولا تطْرَبْ إلى هندِ ”
” أبو نواس ”

أحبّ من الأسماء ما وافـق اسمــها أو أشبهـهُ أو كان منـــه مُدانــيا
” قيس بن الملوح ”
أفـاطمُ مهـلاً بعــض هذا التـدلّل وإن كنت قد أزمعت صـرمي فأجملي
أغـرّك مـنّـي أنّ حبّــك قاتـلي وأنّـك مهـما تأمري القلب يفعـل
” امرؤ القيس ”
———
في فاتحة مقالي نختصر الكلمات : ما أكثر الشعراء في شعرنا العربي قديما و حديثا عبر العصور ، من الذين تناولوا اسماء كثيرة صريحة ” للمرأة ” و من ثم تغنوا بها ، و لم لا فالنساء صانعة الحياة .
و من ثم نتوقف عندها بعيدا عن المكني و التلميح وقد أفاض الشاعر في أبيات يحفظها العوام قبل الخواص في قصائد رائعها خلدها ديوان العرب .
و من الأسماء : ” فاطمة – خولة – ليلي – هند – اسماء – هريرة – بثينة – عزة – ماوية – عبلة – فوز – نعم – مي – جنان – ريّـــا – ورد – أمَيْمَ – أمَيْمَة – دعد – نازلي – بلقيس – وغيرهن كثيرات هلم جرا !!
و ربما تتكرر الأسماء و تتشابه لكنها لها دلالات و معاني تتجدد فهي تحمل في الغزل و النسيب قصص حب و عشق و تباريح تجد قبولا عند المتذوق لهذا الفن الجميل هكذ !! .
و ها نحن نظل مع اِسم ” المرأة المعشوقة ” عند معاشر الشعراء المتيمين من خلال قصص الحب و الغزل ، نقطف ما يروق لنا أبياتا تتضمن أسماءهن لنبرهن علي ظاهرة الغزل بكافة أطيافه و حضور المرأة الأنثي المحبوبة المعشوقة و الزوجة علي سبيل المثال لا الحصر عبر العصور ، ودون التعرض لصلات أخري تحتاج الي ملفات متخصصة ، و هذا من باب فتح هذا اللون أمام الباحثين و المتذوقين من أهل الابداع و الفنون الجميلة اضافة الي سجل ثقافتنا المتنوعة عبر رحلة الحياة العربية .
يقول امرؤ القيس في معلقته عن ابنة عمه عُنيزة أو فاطمة (كما لقبها) يوم “دارة جُلجُل”:
عـُنَـيْــــزَةُ :
أنّ اِسم عنيزة تصغير لاسم عنْزٍ ويعني الأنثى من المَعَزِ. ويعني أيضا أنثى الحُبارى والنسور وصخرة في الماء وأرضًا ذات حزونة ورمل وحجارة . هذه معاني العنز.

ويوم دخلــت الخِدْرَ خِدْرَ عنيــزة فقـالـت لك الويـلات ُ أنّك مرجلي
تقـول وقد مال الغبيط بنـا معًــا عقرت بعـيري يا امرئ القيس فانـزل

أفـاطمُ مهـلاً بعــض هذا التـدلّل وإن كنت قد أزمعت صـرمي فأجملي
أغـرّك مـنّـي أنّ حبّــك قاتـلي وأنّـك مهـما تأمري القلب يفعـل

و يقول طرفة بن العبد عن خولة :
خولــةُ :
اِســم خولة من الخول ويعنـي عطيّة الله من النِّعَمِ والخدم والحاشية. والخولة هي الظبية / الغزالة.

لخــولةَ أطلال ببـرقـة ثـهمـد تلــوح كبـاقي الوشم في ظاهر اليد
وتبسِـمُ عنْ الْمَى كأنّ منـــوّرا تخــلّل حرّ الرّمـل دعـصٍ لهُ نَـدِ
و يقول عنترة العبسي عن حبيبته عَــبْـلَـةُ:
اِسم عَبْلَة نعتقِد أنه مؤنّث العَبْل ويعني الضّخم من كلّ شيءٍ. والعبلاءُ الصخرةُ البيضاءُ. وهنا تجتمع دلالتان هما الضخامة والبياض وهما صفتا جمال في المرأة العربيّة القديمة.
يقول عنترة بن شدّاد:
يا دار عـبلة بالـــجِواء تكلّـمي وعِـمي صَبَـاحًا دارَ عبْلـة واَسْلَمِي
ولـئن سألت بـذاك عـبلة خبَّـرتْ أن لا أريد من النســاء ســواها

يقول الأعشى عن هُــرَيـْرَةُ في مطلع معلقته :
اِسم هريرة هو تصغير الهرّة . والهريرة تعني أيضا نظام ازهرارٍ مركّب من سنبلة عليها أزهار وحيدة الشِّق ِّ تبدلت من كأسها وتُوَيْجِها حراشفُ بسيطة مثل الجون وهريرة الحور.
لقد تغنّى الشاعر الجاهليّ باسم هريرة
:
ودّع هريـرة إنّ الركب مرتحـــل وهـل تطيق وداعــا أيّـــها الرجـلُ
غَرّاء فرعــاء مصقـول عـوارضها تمـشي الهـوينى كما يمشي الـوجي الوحِلُ
كأنّ مشيتــها من بيـت جـارتها مـرّ السحــابة لا رَيْــث ولا عجــلُ

يقول لبيد بن ربيعة عن نَــــوارُ:
النّوارُ من النساء هي النَّفورُ من الرّيبة

بل ما تذكّــرُ من نوارَ وقــد نأت وتقصّعــتْ أسبــابها ورِمامُــها
مُرّيَّــةٌ حلّـت بِفَيْدَ وجـــاورت أهل الحجـارِ فـأين منك مرامــها
أولم تكــن تـدري نــوارُ بأنّـني وَصَّـالُ عَـْقدِ حبائـــل جذّامـُها
قد بِتُّ سامـرهَا وغايــة تاجــرٍ وافيـتُ إذْ رُفِـعـتْ وعـزَّ مُدَامُـها

يقول كعب بن زهير صاحب قصيدة البردة في لاميته عن ” سعاد ” :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم اثرها لم يفد مكبول

يقول بشّار بنُ بُرْدٍ عن سُعْـدى :
فقلت لِسُعْـدى شافـعٌ من مودّتـي إذا رُمْـتُ أخرى ظلّ في القلب يقـدحُ
أنــاسيةٌ سُعدى هوائيَ بـعدَمَــا لهونـــا بهــا عصـرًا نخفُّ ونمزحُ؟
عَـــــزَّةُ:
اِسم عزّة من العزّ و الرفعةُ. وتعني بنت الظبية / الغزال الصغير.
ولقد اشتهر الشاعر كُثَيّر باسم عزّة حتّى لتقول العرب كُثَيْرُ عزّة كما تقول جميل بثينة أو مجنون ليلى.يقول كثير:

إذا ذرفـت عيْناي ، أعتلّ بالقــذى وعــزّة لو يــدري الطّبيب، قذاهما
وحـلّت بهــذا حلّةًً، ثمّ أصبحـت بأخــرى ، فطاب الواديـان كلاهما
ويقول كُثير في مقام آخـر:
قضى كلّ ذي ديـن ، أراد قضــاءه وعــزّةُ مَمْطُــولٌ معنّــى غريمها
وقــد علمتْ بالغيْبِ أن لا أودّهـا إذا أنا لـم يكــرم عليّ كــريمها

يقول عروة بن حزام عن محبوبته عَفْــــرَاءُ:
العفراء مؤنّث الأعفر وهو من الظباء، ويعني ما يعلو بياضَه حمرةٌ . وهي عفراءُ : جمع عُفْرٍ . ولها معنيان،
والثّاني الأرض البيضاء لم تُوطأ.

وإنّـي لتعروني لــذكراك فتــرة لها بين جلــدي والعظام دبيـــبُ
عشيــّةََ لا عفْراء منـك بعيـدة فتدنُـو ولا عفراء منــك قريــبُ
لئـن كان بـردُ المـاء حرّان صاديا إلــيّ حبـيـبًا ، إنّـها لحبيــبُ

يقول قيس بن ذريح عن معشوقته لُــــبْنَى:
و اِسم لبنى يعني جنس شجر له لبنٌ كالعسل وربّما يُتَبَخَّرُ به لطيب صمغه السائل. ويعنينا أنّ اسم لُبنى فيه دلالة ايجابيّة هي الطّيب.

بَكيت نعَــمْ بكــيت ، وكلّ إلف إذا بـانت قرينتـــه بكـــاها
ومــا فـارقـت لبنى عـن تقـالٍ ولكنْ شقْــوةٌ بلغــت مــداها
وأنت بـذكر لُـبْنَى مـسـتـهـامٌ معنَّـى حيث ما شحــطت نـواها
ويخاطب كثير عزّة قلبه الذي يدّعي صبره على هجر لبنى. وهو في ذات الوقت يشكو من الدهر والوشاة أعادي العشاق والعشق:
أحدَّثـتـني يا قلبُ أنـّك صابــرُ على الهجر من لبنى فسوف تـذوقُ
سعى الدّهر والواشون بيـني وبينـها فقطِّـعَ حبل الوصلِ وهـو وثيـق

و يقول قيس بن ذريح عن لبني :
فـإن يَـكُ تَهيامي بلبنى غوايــةً فإنّـي ، وربّ الرّاقصات، غويــتُ
فيـا ليت أنّـي مِتّ ُ قبـل فراقـها وهل يُرجــعن فوت القضيّة لَيْـتُ
ألا حيِّ لُبـنى اليوم إن كنت غاديـا وألْـمِمْ بـها إلمـامَ أنْ لا تلا قــيا
أرانـي إذا صلّيتُ أقبلتُ نحـوهـا بوجـهي، وإن كان المصَـلَّى ورائـيا
ومـا بـي إشـراك ولكنّ حبَّـها كعظم الشّجا أعـيى الطبيب المـداويا

لَمِــــــيسُ:
يقول جران العود عن لميس :
و اِسم لميس جميل فيه سلاسة وعذوبة في نطقه!! فما بالك في دلالته فاللّميس هي المرأة الليّنة الملمس.
يقول شاعروهو يتمنّى أن يلقى حبيبته في بلد لا أحَد فيه ولا رقيبَ:
يَــا ليْتَنـي وأنــت يـا لَميـسُ فــي بلد ليــس بـها أنيـــسُ

مَـــاوِيَــــةُ:
و اسم ماوية له دلالتان فهو أوّلا بمعنى المرآة . وثانيا بمعنى السّائل الذي تتحلّل فيه المواد المغذّية ويتصاعد في النّبات فيتغذّى به.
ولقد تغزّل جرير وهو أحد ثلاثة شعراء هجّائين كبار وهم الأخطل والفرزدق وجرير ذاته وهو القائل في ماوية:
لقد قادنــي من حبّ ماوية الهـوى ومـا كان يلقاني الجـنـيـبـةُ أَقْوَدَا

مُـــــــنَى:
اِسم منى من التمنِّي ويعني تعلّق النّفس بالآمال والأحلام.

لـي في عيونـك يا منى ما أشتــهي حـبّ ونظــرة عاشق وتجمّــــل
الحـــسن في عينيك أصبح فتنــةً فالسّحـر في نـظراتـها متكامـــلُ
لا تغمـضي عينيك إنّـي يا منــى ما زلــتَُ في أسـرارها أتوغّـــلُ
يقول ذو الرمة صاحب مَـــــيَّ / مَيَّــــةُ:

هـل الحـبّ إلاّ زفـرة بعـد زفـرة وحَرٌّ على الأحشــاء ليس له بَرْدُ
وفيضُ دمــوع العـيْن يا مَيَّ كلّـما بـدا علمٌ من أرضكم لم يكن يبدو

وقال نُوَيْفع بن لقيط الفقعسيّ عن نوار :
كأن لـم تـكُ النوار منّـي قريبــة ولـم يمــس يومًا ملكــها بيميـني
وما زادنـي الواشـون يا مَيَّ شـافعُ بكم وتراخــي الدّار غيـر جنــون
و يقول القُطامِيُّ عن مَــيَّ :

وما ريحُ قَــاعٍ ذي خزامى وحنوة لـه أرجٌ من طَيِّبِ النبـتِ عَــازب
بأطيَـبَ مـن مَيَّ إذا مــا تقلّبـتْ من الليْـل وسَـنى جانـبًا بعد جانِبِ

يقول قيس بن الحُدَاديّة عن نُعْـــمٌ:
و الاسم من النّعم ويعني الرّغد وطيب العيش.

أجَـدَّكَ إن نُعْـمٌ نأتْ، أنت جـازعُ قــد اقتربـت لو أنّ ذلك نافـــعُ
قــد اقتربـت لو أنّ في قرب دارها جِــداءً ولكن كلّ مــن منَّ مانـعُ

ويقول عمر بن ربيعة عن معشوقته هِنْـــــــدٌ:

ليت هنداً أنجــزتنا مــا تـــعد وشـفـت أنفســنا مـمّـا تجــدْ
غــادة يفْــتَرُّ عن أَشنَــــبِهَا حـــين تجـلوه أقــاحٍ أو بــردْ
كـلـمـا قـلتُ متــى ميعـادنا؟ ضحكت هنـدٌ وقـــالت بعد غَـدْ

يقول الشاعر عن هَيْفــــاءُ:
و هيفاء بمعنى ضَمُرَ بطنُهُ ورقَّتْ خاصرتاه وهذا الاسم فيه دلالة على صفة مادية لجسد المرأة . فالشاعر العربيّ يقول في وصفه لحبيبته :” هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة”

لقد آذنـت بالبـين هيفاء ليتــها بـه آذنـتــنا والفـؤادُ جميـــع

يقول جميل بثينة :
بثينـةُ مـا فيـها إذا ما تبُصّــرت مَعَابٌ، ولا فيـها إذا نُسِبَــتْ أَشْبُ
إذا ابتذلـتْ لم يُزْرِها تَرْكُ زينـــةٍ وفيها إذا ازدانت لذي نِيـقةٍ حسْـبُ

يقول توبة بن الحميّر:
ولوْ أنّ ليـلى الأخَـيليّة سلَّـمتْ عليَّ ، ودونــي تربـة وصفـائـحُ
لسلّـمتُ تسليم البشاشـة أو زَقََا إليها صـدًى من جانـب القبر صائح
يقـول نُصيب عن ليلـى العامريّة :
كأنّ القـلب ليلة قيـل يُـغـدى بلــيلـى العامــريّة أو يُـــراحُ
قَطاةٌ غـرّها شَركٌ، فبَـــاتَـتْ تُجَـاذِبــهُ، وقـد علـق الجَــناحُ
يقول مهاجرٌ بن عبيد الأسْديُ عن ليلي :
أحنّ إلى ليلى ، وأحسب أنّـنــي كريـمٌ على ليلى وغــيري كريمها
يقول ابن الدّهينة عن أمَيْـمَ :
أمَيْـمَ، لقد عنّـيتِـنِي وأريتـنـي بدائـع َ أخـلاقٍ لهــنّ ضُــروبُ
صدودا و إعــراضا كأنّّـي مذنبٌ ومـا كان لي إلاّ هـواك ذنـــوبُ
يقول أبو نوّاس الحسن بن هانئ شاعر الخمرة عن محبوبته جنان:
جِـنان تسبّـُني ، ذكرت بخــيرٍ وتزعــم أنّني مَــلِقٌ خَبيــثُ
ولي قـلب ينازعـني إليــــها وشـوق بين أضـلاعي حَثِيــثُ
يقول الصِّمَّةُ بن عبد الله القشيري عن ريّـــا:
اِسم ريّا وهو مؤنّث الريّان ويعني الريح الطيّبة. والريّان هو الذي ارتوى من الماء وامتلأ . والريّان الناعم والأخضرُ من الأغصان وغيرها. ويقال فرسٌ ريّانُ الظهر إذا سَمِنَ متناهُ. ووجْهٌ ريّانُ : كثير اللّحم.
:
حَنَنْتَ إلى ريّـا و نفسك باعــدت مزارك من ريّا وشِـعْـبَاكُـمَا مـعا
فمـا حسـنٌ أن تأتيَ الأمـر طائـعا وتجــزع أن داعـي الصبابة أسمـَعَا
و يقول النميري عن زينــبُ:

تضوّع مسْكًا بطن نعمان أن مشـت بـه زينـب في نســوةٍ عطــراتٍ

و يقول عمر بن ربيعة عن سكيْنــةُ :
لاسم سكينة دلالتان ، الأولى تَعْنِي الأتان الوحشيّة / مؤنّث الحمار الوحشيّ والثانية دلالة على الإنسان بمعنى المرأة خفيفة الروح والظريفة النشيطة.

قالت سكينــة والدمـوع ذوارف منها عـلى الخدّيــن والجلبــابِ
ليت المغيــريّ الذي لم أجِـــزْهُ فيــما أطـال تَصيُّــدي وطِلابي
أسكيــنَ ما ماءُ الفرات وطيبــهُ مـنّا على ظمإٍ وحَـبِّ شـــرابِ
بألذَ منكِ وإنْ نأيْـتِ ، وقلّمـــا ترعى النّـساء أمـــانة الغُيّــابِ

يقول الشاعر سوّارٌ بن مضَرّب عن سلــمَى :
اِسم سلمى جذره مشترك مع السِّلم والسّلام وهي دلالات أقرب إلى النفس البشريّة المحبّة للطمأنينة والخير. وأقرب اسم إلى سلمى هو السَّلْمُ وهو الدّلوُ بعروة واحدة. ولكن سلمى عند الشعراء هي محبوبة تظلّ ترحل وتغيب عن حبيبها وهي سَمِيّةُ اِسم آخر هو سُلَيْمَى
تغنّـى الطائران ببـيْن سلْــمـى على غصنــين من غربٍ و بان
فكـان البان أن بــانت سليْـمى وفي الغـرب اغترابٌ غيـر دان
وقال شعر آخر في سلمى:
سأكـتم حبّـها بالغيـب مـا لـم ينــمّ بــه التنفّــس و الدّمـوعُ
وما مـــن ساعة إلاّ لسلـــمى وإن بخلــت إلى النّفـــس شفيـعُ

سُلَيْـــمى :
سُلَيْمى جعلت الأرض جميلة بجمالها ، ودفعت الشاعر إلى حبّ الأرض يقول شاعرٌ:
أحبُّ الأرضَ تسكنــها سليْمــى وإن كانت توارتْـهــا الجــدوب
وما دهري بحُــبِّ تُــرابِ أرضٍ ولكن مــن يحــلّ بها حبيــبُ

و يقول دوقلة المنبجي في الاميرة دعد :
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ
وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ
تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ
فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ

مع العصر الحديث :
——————-
و في العصر الحديث يطالعنا ثمة شعراء يكتبون دواوين العشق و الرثاء في المرأة المحبوبة و الزوجة معا !! .
يقول طاهر ابو فاشا شاعر معاصر في رثاء زوجته ” نازلي ” :
أتى العيد نازلي ولم نلتق وغامت سمائي فلم تشرق

أتى العيد يطرق بابي فما أجاب سوى دمعي المهرق
و يقول نزار قباني عن زوجته ” بلقيس ” :
بلقيس أيّتها الأميره
ها أنت تحترقين في حرب العشيرة…والعشيرة
ماذا سأكتب عن رحيل مليكتي؟
إنّ الكلام فضيحتي…
ها نحن نبحث بين أكوام الضحايا…
عن نجمة سقطت… وعن جسد تناثر كالمرايا…
ها نحن نسأل يا حبيبه إن كان هذا القبر قبرك أنت…
أم قبر العروبة؟؟

هذه كانت أهم الأسماء للحبيبة و المعشوقة و الزوجة عند الشعراء عبر العصور تم التصريح بأسماء النساء و لم لا فالأنثي سر الحياة و المرأة العربية صانعة الأمجاد و شقائق الرجال فقصص الحب و العشق و الجوي تزخر بها كتب التراث وديوان العرب الخالد – الشــــعر – و من ثم كانت هذه اللوحات الفنية تفوح بجمال المفردات في الغزل و النسيب من خلال التجارب الذاتية الصادقة و المؤثرة من خلال مشاعر الحبيب للمحبوبة و ربما تتكرر هذه الاسماء بخصوصيات جديدة نلمسها امام التأملات التي نعيش معها الذكريات و كأننا في مسرح الأحداث عن كثب دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى