شعر

سُرَّاقُ ٱلشِّعْرِ

أنور محمود السنيني

يا سَارِقَ ٱلشِّعْر إِنَّ ٱلشِّعْرَ كَالمَالِ

مُحَرَّمٌ نَهْبُهُ في كُلِّ أَحْوَالِ

وَكَيْفَ تَسْرِقُ وَالدُّنْيَا مُرَدِّدَةٌ

شِعْرِي بِعَزْفٍ على أَوْتَارِ أَجْيَالِي ؟!!

أَتَسْرِقُ ٱلحُزْنَ والوجْدَانَ مُحْتَمِلًا

فَمَا لِشَجْوِي وَأَشْجَانِي كَشَلَّالِ ؟!!

أَتَسْرِقُ الآه وَٱلأَنَّاتِ حُرْقَتَهَا

فَمَا لَهَا ٱليَوْمَ لا تَمْضِي لِإِقْلَالِ ؟!!

أَتَسْرِقُ ٱلفِكْرَ والآدَابَ ؟!! وَاأَسَفِي

لَقَدْ مَضَى أَشْرَفُ ٱلسُّرَّاقِ في ٱلحَالِ

إِذَا نَسَبْتَ إِلَيْكَ الشعر مُدَّعِيًا

زُورًا فَأَنْتَ بِنَفْسِ ٱلزُّورِ في الآلِ

إِنِّي أَرَاكَ دَعِيٍّا طَالَمَا عُرِفَتْ

كُلُّ ٱلأُصُولِ عَلَى طَبْعٍ وَمِنْوَالِ

مَنْ غَرَّنِي أَصْلُهُ فَالفِعْلُ أَخْبَرَنِي

وَٱلْخَيْطُ يُعْرَفُ أَرْدَاهُ بِفَتَّالِ

فإن تماديتَ فيما ٱخْتَرْتَ مِنْ نَسَبٍ

فَبِئْسَ أَصْلٌ !! وَبِئْسَ ٱلأَهْلُ وَٱلْوَالِي!

يا سَارِقَ ٱلشِّعْر هل تَلْقَى مُضَارَعَةً

لِمَا فَعَلْتَ سوى أَلْعَابِ أَطْفَالِ ؟!

مُسِخْتَ كَلْبًا فَقَالَ الشعر وَاعَجَبًا

إِنِّي رَأَيْتُ كِلَابًا دُونَ أَذْيَالِ؟!!

فَقُلْتُ لَا فَكِلَابُ ٱلأَرْضِ حَافِظَةٌ

حِمَى ٱلدِّيَارِ بَأَنْهَارٍ وَأَلْيَالِ

الْكَلْبُ أَقْرَبُ مِنْ هذا إِلَى أَدَبٍ

وَلَنْ يُشَابِهَهُ إِلَّا بِأَبْوَالِ!!!

ما أَوْقَحَ ٱلفِعْلَ!! لو أَلْقَاكَ تَرِبِطُهَا

” بَاءً ” عَلَى ” قَلَمِي” مِنْ غَيْرِ إِخْجَالِ

ما أَقْبَحَ ٱلعَزْمَ بِالنِّيَّاتِ !! مُعْتَقِدًا

بِالْجَهْلِ نَاءَتْ بِكَ ٱلأَيَّامُ عَنْ بَالِي

وَقَاحَةٌ يا عَظِيمًا في وَقَاحَتِهِ

حَمَاقَةٌ .. يا أَمِيرَ ٱلْحُمْقِ في ٱلفَالِ

ما أَشْأَمَتْكَ غُيُوبُ ٱلدَّهْرِ نَازِلَةً

عَلَى جِنَاحِ كُرُوبٍ يَوْمَ إِقْبَالِي؟!!

ما أَنْذَرَتْكَ خَيَالَاتٌ مَغَبَّتَهَا

وَأَنْتَ تَبْدُو على خِزْيٍ وَإِذْلَالِ ؟!!

أَمَا تَخَيَّلْتَ أَمْ أَنِّي صَدَقْتُ بِهَا؟!

يا أَشْبَهَ ٱلنَّاسِ عَقْلًا بِالْأُطَيْفَالِ !!

بَنَاتُ فِكْرِي خُيُولٌ كُلَّمَا ٱمْتُطِيَتْ

ضَاقَتْ ذِرَاعًا وَعَاقَتْ مِطْيَةَ ٱلعَالي

وما تَخُوضُ بها ٱلأَزْمَانَ مَعْرَكَةً

إِلَّا وَأَرْدَتْكَ في ٱلمَيْدَانِ كَالدَّالِ

في أَسْوَإ ٱلحَالِ مَعْطُوفًا على خَجَلٍ

لَمْ تَلْقَهُ مُقْلَةٌ في ذَاتِ خَلْخَالِ!!

تَوَدُّ دُنْيَاكَ ما عَاشَتْ إلى زَمَنٍ

أَبَالَكَ ٱليَوْمَ مَذْعُورًا لِسْرْوَالِ

لا تَرْكَبَنَّ خُيُولِي حِينَ تَسْرِقُنِي

فَإِنَّهَا في حَنِينٍ لِي وَبَلْبَالِ

ولا يَغُرَّنَّكَ ٱلإِسْكَاتُ يُلْجِمُهَا

فَقَدْ تُسَارِقُنِي أَشْوَاقُ تِصْهَالِ

عَرَّابِتِي وَأَنَا ٱلعَرَّابُ عَنْ أَدَبِي

وَسَرْجُهَا لِي مَكَانٌ حَيْثُ تِجْوَالِي

أنا ٱلمَلِيكُ لَهَا “وَٱلْفَيْسُ” مَمْلَكَتِي

وَفِي ٱلنَّوَادِي بِهِ ما زُرْتُ إِفْضَالِي

خَيْرِي بِخَيْلِي وَتَاجِي صِدْقُ عَاطِفَتِي

وَحُبُّ غَيْرِي رِدَائِي طَالَ أَمْثَالِي

وأنت يا سارق ٱلأَشْعَار في قَدَمِي

مِثْلَ ٱلحِذَاءِ مِعِي حِلِّي وَتِرْحَالِي

عَفْوًا حِذَائِي على ٱلتَّشْبِيهِ مَعْذِرَةً

أَنْت َ ٱلأَعَزُّ وَأَنْت َ ٱلأَكْرَمُ ٱلْغَالي

لَوْ كَانَ أَعْجَبَكَ الشعر ٱلجَمِيلُ فَقُلْ :

هذا جَمَالُ فُلَانٍ غَيْر َ مُحْتَالِ

ماكان ضَرَّكَ لو تَعْزُو إلى قَلَمِي

مَنْشُورَكَ ٱلحَامِلَ ٱلتِّيجَانَ مِن ْ مَالِي؟

في صَفْحَةِ ٱلقُبْحِ شِعْرِي مثلما ذَهَبِي

مِنْ مَنْجَمِي الأَدَبِي في جِيد ِ مِعْطَالِ

عَذَرْتُ حَالَكَ لَكِنِّي أُوَبِّخُهُ

أَشْفِي غَلِيلِي وَأَنْسَى كُلَّ أَهْوَالِ

فِعِشْ بِقَدْرِكَ أو مُتْ دونما أَدَبٍ

أَوْلَى بِزَهْوِكَ بِي يا شَرَّ مُخَتَالِ

وَٱرْبَأْ بِنَفْسِكَ عَمَّا أَنْتَ تَفْعَلُهُ

وَكُنْ على حَذَرٍ مِنْ رَدِّ أَفْعَالِ

ما كُنْتُ أَهْجُوكَ فيما فِيكَ تَكْرِمَةً

لَوْلَا دُخُولُكَ فَأْرًا غَابَ رِئْبَالِ

فَٱعْلَمْ يَقِينًا _ لَحَاكَ ٱللَّهُ مُنْدَحِرًا _

أَنَّ ٱلْقَصَائِدَ أَرْوَاحِي بِأَشْبَالِي

وَأَنَّمَا الشعر أَفْكَارٌ كَآبَال ٍ

تَحْيَا ٱلزَّمَانَ وَلَنْ تُلْفَى كَأَهْمَالِ

مهما تَضِلَّ سَبِيلًا أَوْ يُضَلِّلُهَا

حَادٍ لَئِيمٌ تَعُدْ يوما لِأَبَّالِ

ظَلَمْتَ نَفْسَكَ إذ أَوْرَدْتَهَا شَرَكًا

وَصِرْتَ أُضْحُوكَةً في ٱلقِيلِ وَٱلْقَالِ

تلك ٱلفَسِيلَةُ فِي دُنْيَاكَ قد زُرِعَتْ

فَٱجْنِ ٱلحَصَادَ وَلَا تَنْظُرْ لِمِكْيَالِ

بَحْرٌ هِجَائِي فَخُذْ ما فيه مِنْ صَدَفٍ

وَمِنْ دَرَارٍ فَإِنِّي ٱلبَاذِلُ ٱلنَّالِي

خُذْهَا إليك وَضَعْهَا حَيْثُ سَابقهَا

فَالكُلُّ فَضْلِي وَإِنِّي خَيْرُ مِفْضَالِ

يا سَارِقَ ٱلشِّعْر لا تَخْجَلْ فقافيتي

هَلَّتْ بِهَجْوِكَ كي تَرْوِيكَ بِالتَّالِي :-

مَنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ كِرَامِ ٱلنَّاسِ مَنْزِلَةً

فَحَقُّهُ ٱلدُّون في شِعْرِي وَأَقْوَالِي

وَمَنْ دَعَا ٱلنَّاسَ في ٱلأَيَّامِ مُرْتَضِيًا

إِلَى شَتَائِمِهِ جَاءَتْهُ أَجْبَالِي!!.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ِفَتَّالِ : الخياط. – الْأُطَيْفَال : جمع طفل. – كَالدَّالِ – مثل حرف الدال .مِعْطَالِ : المرأة ليس لها حلي .- َأَهْمَال : مهملات. – ِ َآبَال: جمع إبل. – ِأَبَّال: مالك الإبل .- ٱلنَّالِي : المعطي. – أَجْبَالِي : جمع جبل.

### هذه الثلاثة الأبيات كما هي بالأصل تعمدتها لفكرة عروضية تخصني.

ما أَوْقَحَك ْ!!! وَأَنَا ألقاك تَرِبِطُهَا

” بَاءً ” عَلَى ” قَلَمِي” مِنْ غَيْرِ إِخْجَالِ

ما أوقحك ْ!!! أَيُّهَا ٱلمَغْرُورُ مُعْتَقِدًا

بِالْجَهْلِ نَاءَتْ بِكَ ٱلأَيَّامُ عَنْ بَالِي

ما أوقحك ْ!!! يا عَظِيمًا في وَقَاحَتِهِ

ما أحمقك ْ!!!يا أَمِيرَٱلْحُمْقِ في ٱلفَالِ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى