شعر

زَغَارِيدُ الضَّوءِ

مصطفى الحاج حسين

أَتَنَصَّتُ على صَمتِ الحَجَرِ

أُرَاقِبُ فَمَ الغِيَابِ

عَلَّ الانتِظَارَ يُثْمِرُ الدُّرُوبَ

وَتَنْطَلِقُ رَكَائِبُ لَهْفَتِي

صَوْبَ أُمٍّ

زَرَعَتْ في قَلبِي حَمَاماً أَبْيَضَ

وَيَنَابِيْعَ سَلامٍ

أُمِّي ..

هِيَ زَغَارِيْدُ الضَّوءِ

وَغُصُونُ السَّمَاءِ

لِأَجلِهَا يُورِقُ النَّسِيْمُ

وَيَتَطَيَّبُ النَّدَى بِهَمَسَاتِ الفَجْرِ

وَأُمِّي الآنَ بَعِيْدَةٌ

خَطَفَتْنِي مِنْهَا عَوَاصِفُ القَتْلِ

أبعَدُونِي عَنْ دَمِي

وَشَيَّدُوا بَيْنِي وَبَيْنَ رَوْحِي

أَسْوَارَ النَّارِ

أَتَطَلَّعُ إلى رِحَابِ الدِّفءِ

وَأَتُوقُ لِمَلْمَسِ الحَيَاةِ

أُمِّي مسَاحَةُ عُمرِي

وَأَرجَاءُ نَبْضِي

وَهِيَ أَجنِحَةُ القَصِيْدَةِ

فَيَا أُمِّي

أَيْنَمَا تَوَجَّهْتُ

يَجْرِفُنِي إلَيْكِ الحَنِيْنُ

لِمَنْ مِنْ بَعدِكِ

تَأْوِيَ جِرَاحِي ؟!

وَلِمَنْ تَشْتَكِيَ عَذَابَاتِي ؟! *

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى