دراسات و مقالات

دموع فوق الضباب ٠٠ الشاعرة و الطبيبة الجزائرية سمر بومعراف ١٩٨٧ م

السعيد عبد العاطي مبارك الفايد

ياساحر الطرف
هل لازلت تذكرني؟؟
أنا القتيلُ
وقلبي من ضحاياكَ
لاشىء غيرك أحمله
ويسكنني
إنى أموت لتحيا
فيّ ذكراكَ
ضاعت حكايتنا
وأراك تجهلني
لو جُن عقلي فإني
لست أنساكَ
يأتيني طيفك
ليلا يداعبني
و أنت تمنع عن عينيّ
رؤياكَ
قد كان حلمي بك
ذا منتهى أملي
أن يأتي اليوم
ألمح محياكَ! ٠
” قصيدة : يا ساحر الطرف “
٠٠٠٠٠
من أرض الجزائر الشقيقة نتوقف مع شاعرة طبيبة وسيدة أعمال لها تجاربها ذاتية المتنوعة مع الحياة تجمع فيها فكر ووجدان من خلال معادلة ثنائية تسطر فيها تباريح الواقع بكل أنواعه و ألوانه بصدق الأحاسيس و جمال التعبير وعبقرية التعامل مع كل المكونات داخل ملحمة الكفاح الوطني و الحب لهذه البلاد في إطار ملحمة عشق وعطاء هكذا ٠٠
و لم َ لا فبلاد المغرب العربي كبير شهدت طفرة ونهضة منذ مشوار النضال و الكفاح و الاستقلال فكان الأدب والثقافة من المقومات و المكونات التي برزت على الساحة ٠٠
و كان للمرأة في الجزائر و تونس و المغرب دورا رياديا فعالا في تلك المعادلة شراكة حقيقية وواقعية في رسم شخصية النساء في التعليم و الصحة والاعلام والسياسة ٠٠٠ ، و لا سيما الأديبات و الشاعرات منهن و في واحة الثقافة تناولت كافة الموضوعات في جراءة وتفاعل مع الأحداث نحو خريطة الإبداع الفني المتباين ٠
* نبذة عنها :
—————-
ولدت الشاعرة الدكتورة سمر بومعراف عام ١٩٨٧ م بالجزائر ٠
حاصلة على بكلوريوس طب عام . بكلوريوس وماجستير جراحة فم والاسنان.
تعمل مترجمة للغة الفرنسية عضو .
مساهم بعدة شركات بالجزائر شرشال للبسكويت – فلاش داي ٠
* إصدارات :
————–
صدر لها عدة دواووين شعرية منها :
– الجزائر العزة والكرامة(دار الايام) ٠
– دموع فوق الضباب ٠
– قطرات المطر في جنون عاشقة ٠
– عتبات أوجاعي ٠
– أنا سمر 2018 م ٠
– جزائرية أنا ٠
ولها لقاءات واسعة في الإعلام العربي المريء و الصحف و المجلات ٠٠٠
* مختارات من شعرها :
—————————–
نتوقف مع بعض قصائدها التي تعرفها في تلقائية من وحي القصيد بين انين الوجع و المستحيل و انتظار المجيء الذي يحمل نبوءة البشارة بكل أطيافها الوليدة التي تستدعى ذكرى الروح فتهتف عشقا و شوقا ٠٠ كما في تلك المتواليات مع صدى نداءات المجيء بعنوان ( أتيتكِ ) فتقول دكتورة سمر بومعراف :
قبل أن يأتي النداء
أو يرجع صداها
جئتُكِ
لا تسأليني
كيف جئتُ؟
هل نزلت من السماء؟؟
لا تسأليني
لما عشقتكِ
لا تسأليني
كيف ألتقيتُكِ
قد تكوني بسمة
ممنوحة
من فضل ربك
قد تكوني
مليكة القلب الذي
ما نفك
يذكر إسمكِ
الأن هيا تهيئي
كي أسكنكِ….
كما. في الحُلم
سكنتكِ….
إني انتظرتكِ ألف عام و الآن
ألتقيكِ
كيف حُمتي يا فراشة
بين قلبي و الضلوع
كيف يمتد الجناح
من هناك إلى هنا
لتجففي نهر الدموع
كيف؟؟
كيف ؟؟
و أحتضنتكِ
تدفئيني من الصقيع
هل تدفئيني من الصقيع؟؟
هل أستطيع الان أن أعلن
حبي ….المجنون
هل يستحيل الثلج
صهارة من نار
تأتي على هول …السكون؟؟
هل انتفض
و أعلن الثورة الحمراء
على ليلي….الحزين؟؟؟
هل سأحيّا ثائراً … أبداً
أم أخور
و أستكين؟؟؟
هل أنت ليلاي أنا ؟؟
و أنا قيسك المجنون؟؟
أم هذا وهم في خيالي؟؟؟
أم هاجس العشق الدفين؟
قولي أعلنيها صراحة
هل أعتلي صهوة جوادكِ
هل أكون…..
***
و تقول في قصيدة أخرى بعنوان ( أمشي على وجعي ) تسطر فيها نبرات حزن و ألم في دفقة شعورية مكتملة الخصائص الفنية لبناء القصيدة المحكمة لا تشتكي و لا تبوح تظل تجمع اشتات المستحيل بين دوائر الصمت و النسيان فتنطق بعبقرية القاف في منتهى القوافي صائحة مع الريح : أمشي على وجعي وقلبي خَافقُ
لا أشـتـكـي وجــعًـا ولا أنـــا حَـانـقُ
أمـشي ويـعلو الـموجُ تـعلو لهفتي
حــتـى تــأكـد لـــي بــأنـي غـــارقُ
هـــــذي الــصـبـابـةُ ويــلـهَـا قــتَّـالـةٌ
ولـكـم تــردى فــى الـغرام مُـراهقُ
عـيـنـي تــسـحُ صـهـارةً مـسـجورةً
يـاثـورة الـبـركان.. عـشـقي دافــقُ
فـإلى مـتى تـبقَى الجوانحُ تكتوي
وتـذيـبُ قـلـبَ الـمستهامِ حـرائق؟
ياليت تــرأف بـالـمشُوقِ وقـلـبهِ
ويُـزيـل عـنـي الـضـيمَ وعـدٌ صـادق
حـالي الـذي قـد تـعلمين حـبيبتي
ذلٌ ورغــم الــذل ابـقـى الـعـاشقُ
إنــــي أعـــودُ لـمـبْـتدآي حـبـيـبتي
أمشي على وجعي وقلبي خافقُ ٠
***
و نختم بهذه القصيدة تحت عنوان ( اهتدينا ) تستدعي أمجاد العرب بين مسلسل النوم و الوفاة و الاستسلام و سيطرت الغرب على مجرى الحياة ، حيث تقول فيها د ٠ سمر بومعراف :
ليحيا الغرب و لنفنى جميعا
أتينا ليت أنا ما أتينا
شجبنا… هل سينفعنا نواح
أمن هذي الحماقة ما أكتفينا؟
فهذا عدوّنا يُبْدي لسانا
و يضحك شامتا لمّا بكينا
رمينا أهلنا و بكل سهم
و ما يوماً لغيرهم رمينا
و نقسم اننا ارباب عز
و ثوبُ المجدِ منسوجٌ علينا
هراء حكنهُ بسواد ليل
و يأتي الصبحُ يفضحُ ما بنينا
متاع البيت من صنع الفرنجة
و هذا الزيت مجلوب الينا
أباطرةٌ لفسقٍ كيف صرنا
نفوق الجن….شئنا أم أبينا
نوادي العهر تملأ كلّ وادٍ
و ما دمنا عرفناها اهتدينا ٠
***
هذه كانت نظرات في شعر د. سمر بومعراف التي ظلت تهز شذى القوافي في لغة وخيال تختصر مسافات الجمال و الإبداع و تحلم بحلمها الذي يجسد مدى عمق رؤيتها دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى