دراسات و مقالات

خلف الغروب بشارعين و قبلة الشاعرة و الاعلامية العراقية الكردية المغتربة فينوس فائق

العدمُ أورثني ذهولاً
سيان عندي إن كنت ذكراً أم أنثى
فعلى هذه الأرض كلنا رعاع
نسيرُ كالقطيعِ وراءَ سلحفاةٍ نرجسيةٍ

لو لم أكن أنثى
لتمنيت أن أكون شمسا
لأنها أنثى
أو شجرة
لأنها تنتهي بتاء التأنيث
أو لأنها خضراء مثل قلب المرأة ”
—————
من أرض الرافدين و من شمال العراق حيث المكون الكردي و من دهاليز الاغتراب نتوقف مع شاعرتنا الناطقة بجمال الضاد و التي تسطر لوحاتها الفنية الراقية بعنوان ( إتجاهات العشق الأربعة ) تفسر ظاهرة الحب الذي هو ميراث البلاد منذ النشأة الأولي و من ثم نتجول بين ظلال قصائدها التي تحملها بين ضلوعها شمسا و ليدة من الجزائر الي العراق ثم تستقر في الغرب في مهجرها الصامت ” هولندا ” و لا تنس يوما ذكريات الشرق مرآة دواخلها التي تخزن فيها بوح العشق من كافة الاتجاهات تسبح بين جسر التلاقي هكذا تحلق بنا بعالمها ذات مناطق التعبير عن النفس و مدي عبقرية الزمان و المكان تجسد عنوان هذا الانسان علي الكوكب المشحون بالصراعات و الانانية ، لكنها تعزف ملحمة العشق و الخلود في اختسار لرحلة العمر بين الشرق و الغرب من منظور نسائي يجسد ملامح الحقيقة في تداعيات تلازم الحياة —
تقول شاعرتنا الجميلة فينوس فائق :
فتصافحني
و تتحول أصابعي إلى زمرد
و عيوني قناديل
فأمسح عقلي و أرمي بذاكرتي من الطابق العلوي
و آتيك بيضاء
لتكتبني من جديد
انها الشاعرة الكاتبة العراقية الكردية المغتربة في هولندا ( فينوس فائق ) و التي أكملت الدراسة الابتدائية باللغتين العربية و الفرنسية في الجزائر، و من ثم الدراستين المتوسطة – بالكوردية و الإعدادية بالعربية في كوردستان.
بكالوريوس فلسفة / كلية الآداب من جامعة بغداد 1989 .
عادت بعدها إلى السليمانية.
ثم واصلت مراحل التعلم حتي حصلت علي :
• اللغة الإنكليزية في المعهد البريطاني التابع للسفارة البريطانية في بغداد 1989.
• الكومبيوتر في هولندا عام 2001.
• التحرير التلفزيوني من أكاديمية الإعلام في هولندا عام 2004.
• الإنتاج الإذاعي من مركز الدورات التابع للإذاعة العالمية الهولندية عام 2005.
تركت كوردستان/العراق منذ عام 1996 و استقرت في هولندا منذ عام 1997.
و في السليمانية عملت في تلفزيون شعب كوردستان مع بدء تأسيس التلفزيون، كمذيعة في القسم العربي ومحررة ومقدمة برامج ومترجمة.
وفي عام 1993 عملت كمحررة في جريدة (المؤتمر)
عملت كمراسلة لجريدة الاتحاد الناطقة بإسم الاتحاد الوطني الكوردستاني التي كانت تصدر في كوردستان باللغة العربية.
جميع كتاباتها كانت حتى ذلك الوقت باللغة العربية وبدأت تفكر جديا بخوض غمار الكتابة بلغة الأم اللغة الكردية
وهي تشغل الآن منصب نائب رئيس المركز الثقافي الكوردي في مدينة دنهاخ / لاهاي في هولندا.
ورغم مشاركاتها العديدة في الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها المنظمات الثقافية العربية والكردية والهولندية, إلا أنها ما تزال تعيش هموم الغربة..
تكتب و تنشر الشعر و المقالة باللغتين الكردية و العربية..مترجمة متطوعة لمنظمة اللاجئين (VWR) في مدينة رايزفايك لقادمين الجدد.م
هتمة بالعمل التطوعي في مجال المنظمات الاجتماعية الهولندية، ناشطة منذ 2011 في منظمة MOOI في مدينة دنهاخ..
أليست هي القائلة :
(( أسافر بعيداً
كأنني لم أكن هناك
كأنني مازلت لم أتعلم الكلام
مازلت لم ألتق بالظلام
وكأنني أجلس في عربة
تقودني بدون اتجاه ))
و قد ترجمت قصائدها عدا اللغتين الكوردية و العربية إلى اللغات: الإنكليزية، الهولندية، الفارسية، الألمانية, العبرية و الروسية, الهندية والأردو ،تتقن اللغات الكردية ، العربية ، الهولندية و الإنكليزية ،
من أنتاجها الأدبي :
——————
المجموعة الشعرية الأولى صدرت لها عام 2001 تحت عنوان ” الخطايا الجميلة ”
= ديوان ” طلاء الأظافر “
• ديوان باللغة العربية بعنوان (سأرزق برجل من ضلعي الأيمن).. دار نشر الطيف.. بغداد.. 2015..
• ديوان باللغة العربية بعنوان (اتجاهات العشق الأربعة)، عن دار العلوم للآداب ناشرون في لبنان، 2013
• ديوان باللغة الكردية بعنوان (ئاخەرین سامورای)/(الساموراي الأخير)، عن دار العلوم للآداب ناشرون في لبنان، 2013
• رواية باللغة الكردية بعنوان (تاقانەترین کچی خودا)/(آخر بنات الله)، عن مؤسسة جمال عرفان الثقافية 2016 ..
كما حصلت على جائزة مهرجان العنقاء الذهبية وتنشر كتاباتها السياسية والأدبية والاجتماعية في العديد من الصحف والمجلات —–
العدمُ أورثني ذهولاً
سيان عندي إن كنت ذكراً أم أنثى
فعلى هذه الأرض كلنا رعاع
نسيرُ كالقطيعِ وراءَ سلحفاةٍ نرجسيةٍ
مختارات من شعرها :
——————-
و من ثم نتوقف في تغريدتنا هذه مع رائعة الشاعرة العراقية الكردية فينوس فائق بعنوانها الفلسفي الجمالي ( إتجاهات العشق الأربعة )
حيث تقول شاعرتنا المغتربة بنت الشرق أيقونة الشجن العراقي فينوس فائق في رصد العشق في الاتجاهات الاربع من منظور و منطق جمالي جدلي يفضح حلمها المسافر مع قلبها بين شوق و حنين تكشف لنا الغموض في سرد راق يحمل رسالة العشق الذي هو عنوان الانسان مع الحياة :
الشرق
كم أكره مساءاَ يحتضن غرور أعمدة النور
كم أكره النافذة التي تطل علي الطرقات المضاءة
وسط ظلام يخفي بين ضلوعه موتاَ موجعاً
من وحل ماض ماعاد يروق له وجعي
أطفيء نظري و أمسح الضياء
و أحدق بغرور في إنكسار الطرقات
سأستيقظ متي ما أشاء
و أمشي صوب شرق عشق
أكتب فيه قصيدة عذراء
و أموت مع سبق الإصرار
الغرب
ترحل المحطات من تحت إبطي و
تتساقط أصوات القطارات علي كتف حزني
أنا المسافرة من غرب صمتي
بين جبال من الوجع
و مساء يخون طفولتي
و يغرس سكينه ليقطع شريان برائتي
ما عادت البراءة هويتي
و لا الطفولة عنوان لضحكي
صوتك الآتي الراحل كسرب طير مهاجر
يقصم ظهر مسائي نصفين
كشظية بارود تقسم لحم قلبي و
يقيم الموت عرسه في دمي
الشمال
أحمل خطيئة التراب
و نزيف البارود في دمي
و إنفجار قهقهات تشبه النحيب
و نحيب يشبه الغزل
و غزل يشبه الهجاء
و هجاء يشبه البكاء
و بكاء يشبه قهقهة إمرأة مومس
تسير بإتجاه شمال طهارة مدفونة
في خطئية لا مفر منها
في ليلة صقيع
دفنت شعرها تحت أقدام ثلج يحترق
أيتها الشمس الغازية
إغسليني و مشطي شعري
و أقتليني و هربيني
عبر مطارات الجنون
و غادريني بأمان
الجنوب
عند أخمص جنوب عشقي
أعود و أستلقي في التابوت
أقيس الأمكنة بجسدي النحيف
و إتجاهات شغفي بتضاريس عشق غادرني بصمت
و الأزمنة برجال لم أعشقهم و
عشق لم أعثر له علي رجل
و الموت بأصوات المادفع و قسوة الغياب
و أقيس حاضري و غدي
بوحل الطريق و
نافذة أكره حضورها
بيني و بين جسد المدينة المضاء
و من قصيدة بعنوان (خلف الغروب بشارعين و قبلة ) تمضي بنا شاعرتنا الجميلة فينوس فائق فتقول :
قبل الشروق
منذ صيف عمري
و مساء الأقدار
يطول شعري
و يزداد عشقي
و شراع قلبي لم يزل يرفرف على سفينة قلبك
قبل الشروق بشبرين و قصيدة
بتوقيت نافذة ياقوتية تختزل حكاية إنتظاري
و مساءات أنوثتي الخجلى
لملم ما تبقى من الضوء المبعثر بين رجلي
لملم صباحات تنساب بين أصابعي
لملم ما تبقى مني هذا المساء
لملم ما تبقى من لهفتي
لملم ما عندي من ضياع
لم يعد لدي المزيد من الوقت
فبعد الغروب .. بشارعين و قبلة
ستنطفيء شمعتي
و أغدوا غيمة لا تجد أرضاً تنهمر عليها
و أغدوا حدثاً ذات غياب
و أولد ذات صباح
يكتبني اللاجدوى
هذه كانت صفحات مشرقة من شعرنا العربي المعاصر لشاعرة عراقية كردية ” فينوس فائق ” و التي طافت بين الشرق و الغرب و اتخذت من هولندا ارض اغترابا في الغرب بعد ملاذها الاول بلاد الرافدين و لكنها ما انفكت تعزف عشقا وحنينا و حبا وقربا بل تزور موطنها العربي الكبير بين المحيط و الخليج فرسمت حلمها في لوحات فنية جميلة تنطق بصدق مشاعرها دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى