شعر

حين تعشقني

عصام عبد المحسن

ستعشق
مثلي الأسود
ورائحة اشتهاءات المطر
لتقبيل التراب
للسير حافيا
على رصيف الأنتظار
والغيمات 
تحت جلدك 
تتفتت
ستعشق
طرق أبواب الليل
كي توقظة
كمواء قطط مرتجفة
تستجدي
الوجود النائم
مشبعا بالدفئ
وزئير الأغصان
وهو يملأ الكون
عراكا مع السكون
يفزعهم
فتطاردنا الأشباح
الهاربة
من عيونهن المستبرقة
فوق درجات السلم
الخالي
وعلى الحوائط 
المنسلخة الألوان
ترتديها الكأبة 
وحول المصابيح المهشمة
بحجارة الأطفال
أثناء تعلمهم الصيد 
بمهارة فردية
لتهش الفراشات
قبل احتراقها
فحين تعشقني
ستكور 
هذا العالم
كعجينة خبز
لتصنع منها
ركن أوحد للصمت
تمتزج بداخله
تذيب الوقت 
فتسقط حولك العقارب
تقبض عليها
وتلتقط بها
فتات العمر الناضج
لتلقم فمك
فتشبع
ثم تتقيئ 
فتكتب 
عن أحزان الوحدة
عن لغة الحب الضائع
عن العزلة المحببة 
وقت الهرب
عن الحضور الواضح
أثناء غيابك بينهم
وأوقات العتاب
عن رداءاتنا السوداء
لنكون ملوك اللوان
والليل مدجج
بالأضواء 
فنستعيض بأنفسنا فيه
عن موتتنا
فوق غصون الوحدة
والناس 
كمتاريس 
تشتهى الليل لها
فتتعرى للصقيع
وخلف الأبواب
كل الألوان 
مثيرة للأعصاب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى