قصة

حوار بين هو ..هي

بركات الساير العنزي

امتد الحديث بين الرجل وزوجته واتصف النقاش بالحدة أحيانا ،وباللين أحيانا ،وكانت الزوجة أكثر ذكاء وحكمة من زوجها المتقلب العواطف ،الذي يريد من زوجته المثقفة أن تكون أنية بيت أو تحفة يمتلكها ،وهي المتعلمة المثقفة تأبى أن تكون جارية،وتلميذة مطيعة. -قال لها : ولكنك لم تكوني حلمي الأخير ،ربما كنت جزءا من أحلامي ،والجزء ليس الكل فلا تتطاولي ولا تعتزي بأكثر ماهو لك. قالت له : من ينكر الجزء ينكر الكل ومن لايبدأ من الجزء لن يصل إلى الكل .وأنا واثقة أنك مفلس من الجميع ،أنت مغرور والمغرور يقع في غروره. أبارك لك غرورك. قال بامتعاض:وقد شعر بالقهر .لماذا هذا الحقد الدفين في قلبك ؟ لقد تجاوزت حدك وبلغت مأربك ….قالت : لا أنت تراني حاقدة .وقلب المرأة لايحمل حقدا .لأن المرأه زهرة والزهرة لاتؤلم دائما تعطي ،ولكني أدافع عن كرامتي.أتظن أنت وأمثالك الذكور أن المرأة جناح ضعيف ترضى بما هو أمامها؟ قال في تحد واضح …هذه هي الحقيقة .المرأة ضعيفة ليست كالرجل .أتريدين أن تغيري قوانين الطبيعة. قالت : يتراءى لكم أيها الرجال .هاأنا في وظيفة أعلى من وظيفتك وشهادتي أعلى من شهادتك .فما الذي يميزك عني ؟ أراد أن يغير وجهة الحديث لعله يكسب قلبها وتستسلم له .وقال : اسمعي ، الكلام المفيد أن الرجل هو أمان المرأة . وهو الحب الذي ترتمي بأحضانه المرأة.. -قالت له وهي تشير بيدها ،لقد عرفت في حياتي أنه لا أمان إلا في حضن الأب ولاحنان إلا في صدر الأم.الأمان عندما تستأمن عيوبك وزلاتك،وتخاف عليها حتى من نفسك فلا أمان عندكم،من حدث بسيط تظهرون مافي داخلكم ،وتشوهون صورة من أحبتكم ، فلا تحدثني عن الأمان. قال : لنعد إلى أيامنا الماضية لنعيد أيام حبنا ، وأيام زهوتنا. قالت له:أنا لاألتفت خلفي بعد أن تركته.أتجاوز ماأزعج حياتي .أشعر بتفاهته .كثرة الضجيج لاتثنيني عن آمالي. أنا واضحة كالشمس أحرق ولا أحترق .أعرف متى أعود ومتى أفارق؟ ومتى أعطي ومتى أمنع ؟ لست ضعيفة كما تظن . قال لها وهو في ابتسامته الصفراء ويظهر غضبا داخليا..مهما حاولت الهرب مني .لن تستطيعي .سأسد أمامك كل الأبواب. قالت له : العفو لقد جئت متأخرا.لم تسد الأبواب في البداية حتى تسدها في النهاية.ومن ضعف في البداية سيجد نفسه مترنحا في النهاية لا يستطيع تجاوز الموقف. قال لها: سأظل أحبك، هذا قدري ولا مفر من القدر،ولا أتصور وجودي من غيرك .سأظل أحبك مدى حياتي. قالت إذا لم تكن محبوبا فكن محبا لتجد المحبة التي تريدها.والحب وعد صادق لايقوى عليه كل إنسان وأنت لم تحافظ عليه. قال لها وقد بدى عليه الحزن الشديد : أتريدين أن تخرجي من حياتي؟ هذا لا أطيقه .قالت وقد ذرفت دموعها على خديها: أعطاك الله نعمة ولم تحافظ عليها. والخروج أحيانا من حياة بعض الناس هو مكسب وليس خسارة.من الصعب أن تصلح الكسر،وكسر القلوب لا علاج له لكنه تنبيه للنفس بأن لاتنكسر مرة ثانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى