خواطر

حصاد

خنساء سليمان

ﻻ أدري كيف تضافرت الأيام والبشر’ فزرعوا في نفسي مواسم القهر’ ورغم أن كبريائي اغتال الدمع قبل أن يطفر’ فالموسم أزهر وأثمربحصاد وفير’ ﻻ بارك الله فيك من حصاد .

تحولت الدنيا إلى ملهى كبير’ ﻻ يسمع فيه إﻻ رنين الكؤوس وأصداء قهقهات ثملة والناس سكارى ‘وليسوا بسكارى . 
حين ندخل في حالة من التوحد الهوسي’ و نكره مجالسة أي إنسان’ ونبتسم ببﻻهة وكأننا في عالم خرافي’ فنهرع طائعين إلى التقوقع والتوحد’ لننفصل عن عالم مرفوض’ فوضوي بالمطلق’ حينهانعلم كيف تموت المشاعر فنلحدها بﻻ أسف على الزيف .

قهوتي ‘ودخاني و’ فيروزي’ ووحدتي’ وشيئ يطبق على أنفاسي’ طوفان من الألم أغرق روحي ‘وبدأ الخدر اللذيذ يتماهى بحشرجات روح معذبة تهفو للخﻻص .

الحياة قيثارة وأوتار’ كم سحرتني يوما بألحانها الشجية’ ها هي تسقمني بألحان جنائزية’ فارتديت الحداد . 
يا ساقي الورد بربك تمهل فورودك ذبلت’ وماتت! ﻻ تتسقي ميتا’ فمن مات ﻻ يعود؟ ؟؟؟؟!!!!

شجرة مثمرة قد شمخت بموسم الحصاد ‘كيف تدلت أغصانها وتساقط الثمر متمرغا على جذعها صريعا’ أين موسم القطاف’ أيعقل أن تطأ الأقدام ما كان مزهوا ‘ مبهرا’ شامخا’
لم يبق إﻻ أن تذرف الأوراق الدمع في مولد فجر’ فتشتكي موتها .لماذا تقيم المشاعر بأبخس الأثمان’ وهي أغلى ما يملكه الإنسان؟ ؟؟؟؟؟؟ .

كم نحسد النسور الشامخة وتحليقها في فضاء رحب’ ونتناسى رصاصة غدر بيد صياد ماهر . 
حصادي مرار’ ندم’ قهر’ وتوحد روح. ضباب كثيف بالخارج’ وضباب في عيني’ لكني لن ابكي بعد الآن .سأكفكف دمعا لم يسقط ‘ وارسم ابتسامة لم تظهر ‘ وأتدثر باللامباﻻة ..

لماذا نرتدي المبادئ النبيلة كمعطف أنيق ﻻ يلبث ان يعلق على المشجب عند الدخول للبيت’ سحرتني بمبادئك الخﻻبة وأيقنت أن الضباب مهما تكاثف ﻻ بد منقشع’ والظﻻم مهما اشتدت حلكته’ فسيعقبه الضياء’ حتى فاجئتك بزيارة بيتية’ وحين فتحت الباب’ شاهدت معطفا على مشجب ………….

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى