قصة

حرامي

سليم محمد غضبان

اعتاد على الجلوسِ خلفَ مكتبه بصفته مديرمُحصّلي فواتير استهلاك الكهرباء. دَخَلَ عليه، يومًا ما، أحد المستهلكين الفقراء (س) يحتجّ على فواتيره البالغة حوالي ٣٥٠ دولارًا. أفاده المدير،أن بُد من الدفع ، و أن الدفع يجب أن يتم في العاصمة لأن الفواتير تمّ تحويلها الى هناك لمرور فترة طويلة على عدم دفعها. و كانت حُجة المستهلك س بأنه كان مسافرًا ضعيفةٌ أمام المدير. أخبر المديرُ المُستهلكَ، أنه سوف يُقدّمُ له خدمةً، و هي أن يقوم شخصيًّا بدفع المبلغ بنفسه في العاصمة ليوفر عليه شقاء الطريق. و طلب منه أن يدفع له أيضًا أجرة الطريق بالتاكسي ذهابًا و إيابًا سلفًا. المهم، صدّقَ المستهلك ذلك و دفع له حوالي ٤٠٠ دولارًا.

بعد عدةِ أعوام، فوجئ المستهلك س بنفس الفواتير القديمة هذه مسجلة للتحصيل، و أن عليه الذهاب الى العاصمة لدفعها!.
بما أن المستهلك س مريض بالقلب، بدأ يحسُّ بنخزٍ فيه، واعترته مسحةٌ من كآبة. لكنه كان شديد الحسمِ. في النّهارُ التالي، دخل المستهلك س مكتب المدير مُقتحمًا. كان في يده مسدّس!.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى