قصة

حديث ميت – ثلاثية قصصية

أحمد عثمان

(1)

إصرارٌ مُتبادَلٌ

.. جُنَّ الليل، يمشي الهُويْنَى .. أُسابق خُطُوَاته؛ وأنا أُلملم جثثنا المتناثرة في براح مضاربنا .. يطاردُني هاجس أنْ يغشانا الضياءُ؛ فتكِرُّ علينا الجوارح من كل حدبٍ، تُعْمل مناقيرها في رؤوسِنا، وتنهش مخالبها قلوبنا ..
حفرتُ أُخْدودًا عظيمًا، صففتُ في قاعهِ الجُثث ..
مع أول ضوءٍ ـ بينما أُهيلُ الرمال ـ باغتتني القذيفةُ؛ لتستقر جثتي بجوارهم ..
والحوَّامةُ فوقنا تواصل الطواف ..
…………
(2)

توثيق

في معرَضِ الغنائمِ؛ نظَموا سيوفنا اللامعة، وتروسنا المانعة ـ التي جلبتها الحوامة ـ في جناحٍ فسيح ..
وعبر الشاشة العملاقة؛ تتوالَى مَشاهد عملية “الجوارح” .. جثث متناثرة .. خيام محترقة .. و”الدِيوان” نثرته ريحٌ غاضبةٌ قراطيسًا في مجاهلِ البيداء…
…………
(2)

آهاتٌ

مع صوت الناي والربابة؛ يأتي صوت المُنْشِد من المقهَى القريب من ساحة “سيدنا الولِي” ..
آهات الاستحسان تتعالى من الدراويش والروَّاد مع قعقعات سيف “الهلالي” و”ابن ذي يزن” ..
يتصاعد حماس المنشد ..
والنادلُ لايفتر؛ طائفًا بين الجمعِ بفناجين القهوة ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى