شعر

جَزء من قصيدة( ملحمة حبِّ الرسول ) صًلِّ اللهم عليه وسلم

عبدالله بغدادي

تَاقَ قَلْبِي ، وَهَالَنِي مَاأُلاقِي

مِنْ أوَارِ (١) الجَوى ، وفَرْطِ اشْتِيَاقِي

قَدْ بَرَانِي (٢) الهَوى فَكَانَ الهُزَالُ

واكْتَوانِي النَوى فَكَانَ احْتِراقِي

شَوقِي للمُصْطَفَى شَفِيعِ البَرَايَا(٣)

صَاحِبِ الحَوضِ لِلمُحِبِينَ سَاقِي

أرَّقَتنِي حَيَاتُهُ ، كَيفَ عَانَى

مِنْ أذى المُشْرِكِينَ كَيفَ يُلاقِي

كَيْفَ ألقُوا سَلا (٤) الجَزُورِ عَليهِ

فِي سِجُودٍ وَمَاخَشَوا مِنْ مَحَاقِ(٥)

فاستَبَاحُوا الأذَى وَظَنُّوا الحِصَارَ

بِالشِعَابِ بِدَايَةً لِلحَوَاقِ (٦)

وَتَنَاسُوا عَقِيدَةً قَدْ تَنَامَتْ

وَاشْرَأبَّتْ وَقُيَّدَتْ بِالوَثَاقِ (٧)

فِي قُلُوبٍ أَهَمَّهَا صَونُ دِينٍ

فَاسْتَهَانَت ْ بِمَا لَقَت مِنْ مَشَاقِ

قَدْ كَفَاهَا مُحَمْدٌ خَيْرُ صُحْبَة

وَارْتَضَتْ هَدْيَهُ لِتَعلُو المَرَاقِي(٨)

………………………………

فِي سبيلِ الهُدَى ونشرِ الرسالة

ضاعَ كُلَّ الأذى بصدقِ اعْتِنَاقِ

حَتَّى لمَّا دعا ثَقِيفَ استثارت

بعضَ سُفهائِهَا فأُوذي بِسَاقِ

غَيرَ أنَّ الحليمَ يعفو ويصفح

رَاجِيَ الخَيْرَ للوَرَى باتِّفَاقِ

قَدْ يَكُونُ مُوحِّدٌ مِن بَنِيهم

أَوْ يَعُودُ مُكَابِرٌ فِي رُواقِي(٩)

ذاكَ أحمدُ وإنْ تَوَالتْ عليهِ

نائِباتٍ فما سعى لِلشَّقَاقِ(١٠)

إنَّمَا كَانَ دَافِعَاً لِلإسَاءَة

حِينَ يعفو فتنتهي بِالوِفاقِ

ذَاكَ خُلقُ النَّبِيّ فِي كُلِّ حالٍ

فليكُنْ هديُهُ سبيلَ انطِلاقِ

يَاحَبِيبِي أنا الأسيرُ بحبِّك

مُسْتَهَامٌ وَلَسْتُ أَرْضَى إنْعِتَاقِي

……………………………………..

هَامَ قَلْبِي بِحُبًِّكُمْ فَاسْتَعَنتُ

بِالصَلاةِ وَصَارَ ذَاكَ اغْتِبَاقُي (٩)

قَدْ قَصُرْتُ الوِدَادَ فِيكُم لَعَلِّي

التَقِي بالحَبِيبِ يَومَ التَلاقِي (١٠)

يَومَ هُمْ بَارزُونَ لاشَئَ يَخْفَى

وَالدُمُوعُ تَحَجَّرَتْ فِي المَآقِي(١١)

ربِّ صَلِّ عَلَى نبينَا وَسَلِّمْ

واهْدِنَا شَرْعَهُ وَحُسْنَ الوِفَاقِ

وَحِّدْ المُسْلِمِينَ لِلْحَقِّ حَتَّى

يُستَعادُ شُمُوخُهُمْ فِي الآفَاقِ
_______________

(١)أوار كل شئ حره ولهيبه (٢) برانى نحتنى فجعلنى هزيلا (٣) البرايا: الخلق(٤) سلا الجزورِ: أمعاء الذبيحة (٥) مَحَاق : هلاك (٦) الحواق : جمع حاقة وهى النازلة والداهية (٧) الوثاق : مايشد به من حبال وخلافه (٨) المراقى : جمع مرقاة وهى الدرجة او السلمة (٩) الإغتباق: من الغبوق هو الغذاء فى المساء عادة (١٠) يوم التلاقى: يوم القيامة (١١) المآقى: مجارى الدمع

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى