قصة

ثلاث غصص حادة جدا.

زيتوني عبد القادر

إ

—————————–
كان يملا الشاشة..يفيض بشاشة.
قرا وصيته دون تعثر ولا تلعثم.
كان صونه قويا…رزينا..صافيا..مولغا في اقاصي الروح.
احتضن امه
احتوته.
كانا هادئين:
لم ينزل دمعة … اشاع بسمة.
لم تبك ..انارت ظلمة.
قبلها على اليدين والقدمين..
احتضن رشاشه …
خرج كيقين.
عدت الى ورقي ..زرعت الغرفة في عصبية وقلق رحت ابحث عن:
سر حرارة هــذا التوديع وثقل الصمت اليعربي الثقيل؟؟
قلت : ساكتب قصيدة؟
كان صوتي خشنا؟
فكرت في ديباجة خاطرة.
كانت روحي فارغة؟
مددت يدي لمنشور ..
سقط القناع:
(لم يثر موت –انكيدو-جلجامش, فقد توقفت رحلته في جزيرة الخلود وتشبث بكلمات –اوتانفشتم-:
{{هكذا صمموا وهندسوا المكان,البرودة المطلقة كي لا يستهلك الانسان ذاته في التفكير والانفعال..بالبرودة المطلقة يتمدد زمن الانسان ويصبح لا نهائيا..}}
من مقررات قمة عربية.
ولكن رغم غبش هذا النهار رايت :
اطفال جبل النار تتحول الحجارة بين ايديهم الى شهب نار واكاليل نوار تكسر سمك الجليد فينهار ويضاء المكان والزمان..
فكتبت :
عذرا للذين استوطنوا الشهامة ومروا بهاماتهم المرفوعة في مرح الى جزر الرجولة والشهادة.
……………………………………………………….

كانت الدنيا ليلا..كنا نشق الثلوج المتراكمة..كانت البرودة تاكلنا , برودة الداخل والخارج..كنا ساهين ..غائبين..
فجـــــأة صرخ ضوء في وجه السيارة..توقفنا:
-هوياتكم؟
لم اخرج الركاب هوياتهم بسرعة البرق.
لم يكن يحمل هوية.
-اين هويتك؟
-نسيتها..
-هذا ليس عذرا..
-اقسم ..وانت ابن قريتي وتعرفني..
-نحن في حالة طواريء. ومن يدري انك…لا ثقة فيكم انتم تاتون على اشكال مختلفة ونحن نقاسي منكم امام الحكام..
فكرت ان اكتب قصة
ذبحتني سعلة:
في الوطن العربي, هويتك الكرتونية هي ذاتك وسر وجودك..احملها دائما عنوانا على ظهرك واوشمها عارا على صدرك.
جائني الصدى:
ايما تفكر فيه سيبقى حبيس منشورك الذاتي
فلا داعي لاثارة الباقي.
……………………………………………………………..

كان كرة مطاط ,بالا معالم للاطراف..سنماه تلال مرصعة بالنجوم وعلى جدارية بطنه تتدلى نياشين وشراشيف حرير.
لم –ولن-يخوض معركة ولما –ولن-يحضر غزوة..
منذ مدة
داعبته كوابيس وايبسته هواجس..
لم يعد يحس بنشوة ,منذ تهدلت اوداجه شحما..
فقد ضمر…وتبلدت مشاعره..لم يعد يحس..لا يفرح ..لا يياس..
اسرت له زوجته بانها فقدت فيه الدفء واللذة, وصارت تراه الى جانبها فيلا ضخما وكومة من جيفة..
تذكر..قفزت الى ذهنه صورة:
راها تنزل من فراشها كمهرة, تتجه الى الباب في حذر وخفية..تفتح الباب..يدلف عشيقها..يحتضنها بلهفة ويقبلها برقة..
-لا شك انه عربيد لا يملك مالا ولا نجمة.؟؟
احس بوخزة رغم سمك الجثة..انتفض .صاح كمن به لسعة:
سلطوا الاضواء على كل الحي..ركزوا على النوافذ والزوايا..ادخلوا البيوت عنوة ..لا تاخذكم حشمة ولا رحمة..ائتوا به من الارض ..من قاع البحر.. من بطن الحوت…, … أي… فـ…..
حار كبير السجانين
ضرب كفا بكف ثم سهى وراح هو الاخر يفكر في زوجته.
علق حارس بسيط : العالم يقترب من نهايته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى