دراسات و مقالات

تراتيل على رصيف الصمت

تغريدة الشـــــــــعر العربي - السعيد عبد العاطي مبارك

الشاعرة المغربية زينب الطهيري – 1974 م

علمني أن أبسم
أن أغزل صمتي دهورا
كي أتكلم
أن أمد بصري
خلف ستارالوهم
أن أتالم
أن أجوب مزارات البوح ليلا
أن أتقدم
وأن أقتحم زرقة البحر
لا أسأم
علمني أن أمد يدي
أن ألهب القلب صفحا
ثم لا أندم
… يتبع
————

تقول شاعرتنا المغربية زينب الطهيري في قصيدة بعنوان “أحلام مؤجلة” :

“يصارعون أمواج العَوَز
يركبون هَولَ السؤال
ينشدون الكفاف
على أبواب موصدة
أياديهم باردة
من فرط المهانة..”

من أقاصي تضاريسنا العربية بين جمال الطبيعة و سحر المكان حيث روعة المحيط الذي يغازل البحر فتلتقي عبقرية الانسان منطلقة بين جداول الحياة تولد القصيدة بفيض فني ابداعي متنامي مع حركة المبدع التي تعكس مرآة الحياة هنا علي ضفاف الروح من مملكة المغرب الذاخرة بالفنون الجميلة و التراث العريق كانت ومضات الشعر لنا بالمرصاد تسبح بين ظلال تفوح بعملية الابداع حيث المرأة المغربية التي تقتحم حلبة الابداع ترسم مسارات الوجع و الأمل كطوق ياسمين يطيب خاطر الانسان … !.
كانت لنا اطلال مع الشاعرة المغربية ” زينب الطهيري ” التي تمتلك وجه الحقيقة الغائبة بين تمرد و يقين تمسك بلغتها تنسج قصيدتها في وعي و ثقة كي تحلق بنا مع جمال الروح بعيدا عن الهموم هكذا … ! .
نشــــأتها :
———-
ولدت الشاعرة المغربية زينب الطهيري في 1974 م ، بمدينة بني ملال – المغرب .
نلت شهادة الباكالوريا شعبة العلوم الاقتصادية من ثانوية الحسن الثاني
تخرجت في معهد للتكوين بدبلوم تقني متخصص في التنمية المعلوماتية ولغات البرمجة
تعمل استاذة في قطاع التربية والتعليم

من دواوينها الشعرية :
———————
= ديوانها الأول: ” هديل الشجن “، الصادر في شهر ماي من سنة 2014.
= ديوانها الثاني بعنوان ( تراتيل علي رصيف الصمت ) سنة 2015، و قد طبع بمطبعة القرويين بالبيضاء
= و لها عمل روائي مطرز بجمل شعرية يحكي ملامح البعد الانساني بكل ظلاله ز
حول شاعريتها :
————–

عندما نغوص بين ملامحها الشعرية و فحوي قالبها تتهادي بين قلق و حيرة ، و بين أمواج تأتي بأصداف المحيط ، تبحر في مسافات العشق و الجمال بوعي ثقافي نهضوي يستوعة هالة تجربتها التي لا تنفصم مع الأخر … !! .
كما تري ان قصائدها تلامس هموم الناس وعداباتهم وتقرأمكامن الالم في حياة الاخرين
كما تشتغل القصائد ايضا على البعد القيمي قصد الانعتاق واحياء الفضيلة والجمال
و هي متمسكة بقضايا المجتمع لا تنفك عن التنظير و الطرح بين حلم و ألم يؤرق مضجعها و لم لا فهي تمتلك شعور مرهف يرسم مشوارها الابداعي مع فلسفة النص الذي يواكب حركة الحياة اليومية و من ثم تجد نص الحداثة يلاءم ظلال الحدث بين أوراق الربيع و الخريف تظرز قصيدتها الفتية و ننطلق معها ننشد الحلم و الأمل مع أضواء الفجر نتأمل ومضاتها التي تخرط في شتي الأغراض تترجم أنات الروح …
تقول الظهيري :
ان كتابها تضمن تجربتها الشعرية واشتغالاتها على الحداثة !.
و ها هي في عزفها الفريد تطوع لغتها في تلقائية تحكي صدي صوت المعاناة من منظور المرأة التي تجابه المشكلات في عالمها بكبرياء أنوثتها و فيض جمال مشاعرها الصادقة ، و من ثم تمضي بنا شاعرتنا تحمل رسالتها نحو الأخر حيث تنشد له تحقيق ذاته و حلمه البسيط مع الحياة في يقين و ثبات فتقول :

“وعلى الضفة الأخرى
أناس
كان قدرُهم ومازال
طبخُ حصى الأمنيات
على نار الغياب
يُتبلونَ وجباتهم بالعطاء
يحفظونها
بجرعات صَبر
جرعاتٌ تكَلست
في رتابة الصمت

مختارات من شـــعرها :

الشاعرة زينب الطيهري تكتب قصيدة ” هجرةُ الربيع ”

و ها هي الشاعرة زينب الطيهري تكتب قصيدة بعنوان ” هجرةُ الربيع ” كمطلع لعالم الشخصية المحمدية ، كرمز للربيع الاخضر الذي يكسو ملامح الأرض البوار حيث مجيء الحبيب للأرواح في رسالة حب باعثا عطره تقول فيها :

أرضٌ بوارٌ
تحتفلُ
بمقدمِ الربيع
مغبرةً كانت
تئن
تحت وطأةِ القهر
ربيعٌ
اجتاحَ البقاعَ
سيدا أبيا
يسبقهُ الشذا
باعثُ عطرٍ
من حدائق
شرقية وغربية
يبث الأنسامَ
مراسيلَ حب
تمهدُ البسيطةَ
للقاءِ الحبيب

تلاقحُ الأرواح
فَجرَ الجمالَ
على جسدِ الربى
عطشُ الثرى
نشوةُ اللقاءِ
لَهيبُ الشوقِ
كل الحرائقِ
قرابينُ عشقٍ
في حضرةِ الأرض
ولاداتٌ
على سفوحِ الجبال
على مد السهول
على مر الدهورِ
ترعاها الشمس
يباسٌ
يزحفُ على الثرى
صفرةٌ تكتسحُ
وجهَ الأرض

رحلةُ صقرٍ
يُهْرَعُ
يلبي
نداءَ المدى
جدول عاشق
مهما انحرفَ
لا يهجرُ مجراه
ترتبُ الأرضُ
عواصفَ الهجر
تكظمُ اللوعةَ
الصمتَ…
العتابَ…
الآلامَ…
لتنجو
من حرائقِ الصيف…

و تقول زينب الطيهري في قصيدة بعنوان ( في حضرة الغاب ) تستحضر تهويمات الزمن مع المتأملة لظلال العشق في خدرها تحكي مرايا العمر بين وصيفاتها حكايات من أقاصي الروح تنشد الجمال في مملكة الضجر تتمني ان تفرح تمرح بين ساعات الصفاء تسرد ملامح الذكريات حيث عودة القمر فيرحل الغضب :
في حضرة الغاب
سلمت الحملان
تيجان مرمر
وحدها غدت غريمتي
في مملكة الضجر
وحدها غدت أميرات
تكسوها الدرر
ألا فلتمسكي الجمر
طوعا وكرها
ألا فلتعبري دهاليز الصمت
طولا وعرضا
ولتمرحي قليلا أوكثيرا
فما عاد يعنيني
ضياء القمر
وما عاد يضنيني
سياط القدر
فكلي نبض أيام خلت
وبعضي غضب
أسير نفس أبية علت

هذه كانت تغريدة من قلب المغرب العربي حيث سحر الطبيعة و جمال المحيط و البحر حيث تسكن القصيدة بوعيها المتقلب مع معطيات الحياة و تجولنا بين بستانها الشعري مع شاعرة المغرب ” زينب الطهيري ” التي تعكس مدي عمق و روعة الابداع للمرأة العربية المغربية من أقاصي تضاريسنا المتاخمة للاندلس المفقود حيث تباريح الأمس و اليوم من أجل هوية الانسان الذي يعشق كل فن راق دائما

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى