قصة

تباريح

طارق الصاوى خلف

اجلسته قرفصاء، دعت شواهدها، جمعت شهودها، واجهته بهما، اطبقت عليه قفص رموشها اثر مغادرته غرفة الافاقة، سنحت الظروف و المخدر يتسرب من دمه على انفلات عقال لسانه، اقر بخداعه لها و الالم يلسع بوخذاته جسده، ازاح الغطاء عن بئر اسراره، استحق ان تختصمه على ما سلف من خطايا، اغراها غرقه ببركة ضعفه على النيل منه، طرقت رأسة بلائحة اتهام، استدعتها من صفحة ذاكرة طمرتها السنين منذ اتخذته مستشارا للهوى، اطلعته على مكنونات قلبها المراهق، غدر بثقتها، باعها لنفسه، اشعل نار الشك فى ذيل ثوبها، بعد أن اختصته بحمل رسالة كتبتها بمداد مواجدها، زينت سطورها ببصمة شفتيها، شمعتها بريقها، راغ منها كثعلب فى صحراء، رجف قلبها رعبا من أن يكشف سترها، تعلق السهاد بجفنيها، دارت تفتش عنه بين المقاهى، عثرت بلقائه على استقرارها المفقود، صدقت انه توارى عن وجهها رحمة برهافة مشاعرها، خشى أن تصعق حين ترى رده على مكتوبها، اخرج من جيبه قبضة من ورق ممزق، عرفته من رائحة عطرها، اخبرها انه لم يكحل عينيه بمطالعته، قطع الرسالة لنتف صغيرة، رمى بها فى وجهه، لملم اطراف الموقف، انسحب بحرجه فى هدوء، بكت ، نزفت أوردتها فصول الحكاية، ركب جواد الفرصة السانحة، جرت جداول مودته تروى جدب وحدتها، وهبها اذنيه تنصتان لتباريح قلب ذبيح، رمم صدع مشاعرها، اعتادت رأسها على أريكة كتفه، تلتصق كفها بمعصمه حين يفجر ضحكاتها بنكاته، سحبها لبستان الحب يقتطفان ثماره، ارتبطت بشريك ماضيها.
فتح عينيه على سكين بيدها، حاول أن ينهض، طوقته بذراعيها اعادته للرقاد، تمتم بحروف مدغمة، اخبرتها جمله اشارات من باطن عقله بما انطوى عليه صدره، همت أن تكتم انفاسه، مصمصت شفتيها، أغلقت الباب، غازلها امل عودة وعيه سريعا، ضربت كفيها من الدهشة، ضحكت بصوت مكتوم، انهت تقشير حبة تفاح، قطعتها، غرست بها الشوكة، فتح فمه، استنشقت رائحة بخره، قرصته بقوة، تأوه، طبعت قبلة عتاب على جبينه، سألته بمرارة : ألم تنسيك حلاوة العشرة كبوة المراهقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى