شعر

بين يدَي الرسول الأعظم (ص)

شلال عنوز

شاءَ الالهُ بأن أطوفَكَ مُحرِماً
وجِوارَ قبرِكَ يسجدُ الإحرامُ
مأزوم جئتُ هي الذنوبُ كبيرةٌ
أنّى خَطَوتُ تخونُني الأقدامُ
ظمأٌ يُقطّعُني وعندكَ أرتوي
بزلالِ عِشقكَ تَبْرأُ الأسقامُ
خجِلاً أتيتُكَ من عَتيِّ غوايتي
حتى تسَمَّر بالكلامِ كلامُ
للقاصدين يظلُّ بابُك مُشرعاً
ويطلُّ من شغفِ الإله سلامُ
فهنا بنفحِكَ يُستجابُ دعاؤنا
وهنا بحصنِكَ تنجلي الآثامُ
أورامَ روحيَ قد أتيتُكَ حاملاً
يامَن بهِ تتبدّدُ الأورامُ
تقتادُني الأهواءُ كنتُ مُنوَّماً
وحلمتُ حتى شاخت الأحلامُ
فشربتُ حُلوَ الخاطئين ومُرَّهم
ووهَمتُ حتى مَلّني الايهامُ
ياسيدي عفواً فإني مذنبٌ
وأرى ببابك يزدهي الاكرامُ
يامَن بمولدهِ العظيم عَلا السَّنا
فانشقَّ ايوانٌ وجفَّ ظلامُ
الرحمةُ الكبرى تكاملَ عِقدُها
وانهدَّ شركٌ ..ماتت الأصنامُ
بهداكَ سُدنا العالمين وأورقت
تلك الربوع وأشرقَ الاسلامُ
ياسيدَ الرُسُلِ العظيمِ بحلمهِ
أنت الهدى للمُخبتين إمامُ
الحزنُ يقتلُني ..إليك المُشتكى
من أمَّةٍ تحدو بها الأقزامُ
فتَطاولَ الشيطانُ ملء جراحِها
وتقاسمت ميراثَها الأقوامُ
الشرُّ عاثَ , الخيرُ مرتبكٌ بنا
يحبو وكلُّ الحارسين نيامُ
والفاسدون يُجدّدون شقاءَنا
حتى تناسلَ بالشقاءِ ضِرامُ
هم يسفحون ويشربون دماءَنا
يتناوبون ولا هناكَ فطامُ
قَضَموا رِهانَ البائسينَ وأوغلوا
في غيّهم وتنافروا وأقاموا
أوجاعُنا ياسيّدي أزليةٌ
ويجِدُّ في أوجاعِنا الإيلامُ
إنّا مدائنُ لوعةٍ لَمّا تزل
حَمرا يُطوّحُ فوقها الإجرامُ
وتقودُها نحو الخرابِ عصابةٌ
وتسوسُها مَرجانةٌ وقَطامُ
ماذا أقولُ وفي العراق مصائبٌ
لو بُحتُها جفّت هُنا الأقلامُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى