شعر

باتتْ مصائبُ خيبتي قصيدة الدكتور محمد القصاص

 

باتَتْ مصائبُ خيبتي برحالــي *** بل غُربةٌ خابتْ بها آمالـــــي
منذ افترقنا والهواجِسُ أوغَلـــتْ *** أنيابَها قد قرَّبتْ آجالــــــــي
تُلقي السُّؤالَ وأنتَ أعلم سائـــلٍ *** منذ افترقنا ما أجبْتَ سؤالـي
فكم احتمَلتُ لعلكَ تُدركُ أننــي *** قد عشتُ عمري والأسى سربالي
أتلومَ من أبلى الهوانُ فـــــؤادَهُ *** ظلما كبيرا بل وهى أوصالـــي
فأنا الذي بَذَلَ السِّنينَ معاتبـــا *** حتى يميني ما درت بشِمالــي
فلمَ غدرتَ وأنتَ تعلمَ أننـــــي *** عانيتُ ظلما قد غفا بخيالــــي
فاللهُ حسبُكَ حينَ أدركني الأسـى *** من غيرِ ريبٍ ما يزالُ ببالـــي
لا القلبُ يُنصفني يُطَيِّبُ خاطري *** لا الدَّهرُ من بعد الفراقِ صفا لي
بددْتُ هذا العمرَ محضُ مكافحٍ *** ما بينَ حيفٍ مجنفٍ وجِـــــدَالِ
شتَّان ما بين التَّذرُّعِ بالوفـــــا *** كذبا لكيلا تدركينَ وصالـــــي
ولقد تخيَّرتِ الهوانَ لعيشنــــا *** والحالُ أصبحَ ما جرى وجرالـي
أنسِيتِ أنَّ المَوْتَ حقٌّ مُــــدْرَكٌ *** أجلٌ يباغتُنَا بغيرِ مُحـــــــالِ
أوَ تَعْلَمي أنَّ الحياةَ قصيــــرةٌ *** أحييتِ دهرا أم سِنينَ طِـــوَالِ
يوما على الأعناقِ نُحْمَلُ عُنْـوةٌ *** نبقى فرادى عند كلِّ سُــــؤالِ
لا تَدَّعي الأعْذارَ كيلا تَتَّقِـــــي *** سوءَ الحسابِ ولا تكنْ مُتَعالِــي
بل فاتَّقِي النِّيرانَ عند ورودهـا *** يا بؤسَ موردُها وسوءُ مـــــآلِ
فاسعى إلى التَّوباتِ ولتعملْ لها *** بادرها بالأعمالِ والأفعَـــــــالِ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى