شعر

انعِتاق

صالح أحمد (كناعنة)

موجِعًا كالصّمتِ في ليلِ اشتِياق
يَطرُقُ الإحساسُ مَنفى وعيِنا.

مُستَفَزًّا مثلَ نَبضِ العُشبِ في وَجهِ الرِّياح
يحضُنُ القلبُ تراتيلَ الحقيقَة…
يَتَهَيّا لاعتِناقِ النّورِ شَفافَ الرُّؤى.
طامِحًا أن يترُكَ الحلمَ إلى لحظَةِ كَشف
حيثُ يغدو الحبُّ سرَّ الإنعِتاق
وتسامي الرّوحِ منفى المعجِزات
وانتِصارًا للإرادَة.
***
لمعَةُ الحُبِّ بعينٍ عِشقُها صُنعُ الحَياة..
سرُّ ميلادِ الصّفا
في مَراقي الوَجدِ مِن عُمرِ الخُشوع
إيهِ يا مَطلِعَ فجرِ العاشِقين!
في سَناكَ المُكتَسي شَمسَ اليَقين
يولَدُ الإحساسُ صوتًا في تَراتيلِ النّدى
يِغمُرُ الماضينَ نَحوَ الإنعِتاق
كُن سِراجي 
أيُّها القلبُ الذي ضَجَّت بِهِ روحُ النّجاة.
***
سِرُّكَ المَحضونُ يا لَيلَ القُلوب
هيَّأَ الأُنسَ لِعُشاقِ المَراقي
رُمتُ صَفوَ الحُبِّ في حانِ التّحَلّي
ما سَكِرتْ!
ذاكَ سِرُّ البَعثِ في خَمرِ الحَقيقة
يَستَقيني
صَحوَةَ الرّوحِ بأنوارِ التّجَلّي
***
عاصِفًا كالشَّوقِ في ليلِ الفُراق
يومِضُ الوَجدُ بأسرارِ السّكينَة
بارِقُ الحسِّ شَفيفًا كالرّؤى
يستَبينا
مِثلَما صوتُ الحياة
خلفَهُ.. وهوَ صَدانا
كم جَهِدنا
وهوَ فينا 
لا نَراه
ونسمّيهِ حياة!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى