قصة

انتحار مرآة

الحسن تستاوت

حضرت مأساة مرآة، انتحرت سقوطا على الارض من يد سيدتها ! وذلك ، لكثرة إزعاجها لسنوات … تُخرجها في كل لحظة ، لترى ما يجري على محياها. فلا تتركها تستريح ولا تعتذر لها عن الازعاج …
لكن سيدتها بعد ان احست بالتجاعيد تستعمر محياها . بدأت تشتمها واتهمتها بإفشاء سرها ، وعدم إخفاء أشياء لا ترغب رؤيتها !
فدام لسنوات جلد وصبر المرآة …
لم تتوقف السيدة عند الشتم فحسب . بل ، بدأت تبزق عليها بعد الانتهاء من وضع الرتوشات على التجاعيد …! فتلعنها وتشتمها ، ثم تلقي بها في المحفظة بجنون وحنق … وهي تردد والغيرة تنخر وجدانها وعقلها : إخ…إخ… يا لطييييف، أنا اتجعد وأترهل وهي لا تتغير أبدا …
فضاق صدر المرآة الخدوم الامينة من بطش الشمطاء الشريرة. لم تجد أمامها بدا من اسغلال تواجدها خارج المحفظة . ان تنط من يدها لتسقط مهشمة الاطراف …
مندهشة العجوزة امام الحدث ، لم تع بسقوط محفظتها ايضا على الارض. لتخرج جميع أدوات التجميل وترفض العودة الى سجنها وجبروتها ، لتكون شاهدة على الحدث ، ملقين اللوم والعثاب على السيدة العجوز الصغيرة !
فتركت كل شيئ على الارض مطأطئة الرأس ،درءا لعيون الناس المحتشدة حولها .والهمس اللاذع والغمز من بنات جنسها …

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى