دراسات و مقالات

امرأة خرساء للكتابة ٠٠ الكاتبة و القاصة الكويتية شمسة العنزي

السعيد عبد العاطي مبارك

الكاتبة و القاصة الكويتية شمسة العنزي ٠٠
أليست هي القائلة في فلسفتها الجمالية :
” اتخذ من الكتابة ملاذا كي تستريح فيه الروح ٠٠!! ” ٠
نعم انها : عاشقة القراء و الكتابة ٠

في هذه التغريدة التي تنطلق من أرض الكويت الشقيق نبحر مع جمال الابداع الفني حيث المشاركة الفعالة بين أدب الرجل و المرأة الذي يمثل وحدة واحدة لا فرق في عملية الابداع عند المتلقي المضمون هو الفيصل ٠
و الأدب الكويتي النسائي لها سيمات وطقوس متفردة شكلا و مضمونا و كما و كيفا و طابع و قالب خالص ، فالمرأة العربية هنا في الكويت تتمتع بقسط وافر في حرية التعبير ، وهذا وفر لها مناخ صالح لرحلة العطاء بجانب الرجل ٠٠
و من ثم تذخر دولة الكويت الشقيقة بأسماء كثيرات من الكاتبات و الروائيات و الشاعرات الكويتيات، اللائي حققن شهرة جيدة من خلال مستوى إبداعهن الراقي، ومنهن علي سبيل المثال : دكتورة سعاد الصباح _ ليلى العثمان ـ اقبال الاحمد ـ ريم الميع ـ بثينة العيسى ــ حياة الياقوت ـ سعدية مفرح ــ عالية شعيب و غيرهن.

و علي أية حال نلتقي مع لؤلؤة الأدب ( شمسة العنزي ) بين الكلمات التي تشكل فكر ووجدان الإنسان المسكون بالافراح و المهموم مع نوبات الأمل و الحزن كي نقدم رسالة الحب و الجمال و الخير في موضات تكشف أسرار الروح عند الصفاء٠
و شمسة العنزي تعد رمزا و قيمة تنويرية و ظاهرة تستحق الإشادة بكل المفاهيم و المعايير التي نريدها هنا ، لنبرهن و نترجم القاريء الكريم من بعض فيض مشاعرها في تلقائية تختصر لنا مشاهد الحياة في لوحات فنية اشراقية مع مرايا الوجود بكل مقوماته المعنوية و المادية معا ننطلق هكذا ٠٠
و لم لا فالشعر و النثر جناحان لعملية الابداع الأدبي بكل أطيافها ٠
و بهذا قد اختارت الكاتبة الكويتية الرائعة و المتألقة ( شمسة العنزي ) من فن القصة البدايات لرسم و نقش ملامح التكوين الأولي للشخصية الانسانية في جدلية تدلي بكل الأسرار هنا بلا حدود تعبر باحاسيسها المشرقة في تساؤلات و إجابات داخل سرد الحوار للقضايا العالقة في المجتمع عن كثب و معايشة مستفيضة لحظات الانتصار و الانكسار التي تسيطر عليها ٠٠٠
نشأتها:
٠٠٠٠٠٠
نشأت الأديبة الكويتية ” شمسة عجاج سليمان العنزي ” في الكويت
درست التربية الاساسية ” قسم اللغة العربية ” في جامعة الكويت ،
بعد البكالوريوس تواصل التحصيل العلمي دراسات عليا ٠٠

و قد شغفت منذ نعومة أظفاره بحب القراءة و الكتابة و معايشة الثقافة العربية ٠
و من ثم تاثرت بكتابات جبران خليل جبران ، وغاده السمان ، و بالكثير من عمالقة الادب العربي ٠
و لذا كانت نقطة الانطلاقة و البدايات مع تدوين بعض الخواطر
التي تكتبها كي تترجم نواة تجربتها مع فنون الادب و لا سيما جنس القصة العربية كفن أصيل شاهد علي العصر ٠٠٠
و كل هذا بمثابة إرهاصات كنوع من البوح الذاتي ليس غير .
واستمر الحال و المسيرة معا ، الى ان اصدرت كتابا وأصبحت بعد هذا عضوا في رابطة الادباء الكويتيين ، ومشاركة في كثير من الملتقيات والفعاليات الثقافية في دولة الكويت ٠٠
بل و لها اليد البيضاء في ( واحة الأدب في الكويت ) للقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي ..

و عن عملية الابداع تقول القاصة الكويتية الأستاذة شمسة العنزي :
الكاتب عموما رهن حالته الابداعية ،فتارة تجنح به القصة وتارة للشعر، تقلبات الفكر لايستطيع الكاتب التحكم بمسارها فتاتي كما فكر لها ،ان تاتي هناك فكرة لايناسبها سوى النثر وهناك لايمكن صياغته إلا بقصة ..

من اصدراتها :
* (امرأة خرساء)وهو عباره عن نصوص نثرية٠
* والثاني ( أفواه وأمنيات) قصص قصيرة جدا ، ومضات قصة ومضة ٠

* كتاب بعنوان (الفائزون) هو يضم النصوص الفائزة بالمركز العشر في دورات اربع من المسابقات الفصلية
(واحة الادب في الكويت).

وإيمانا منها بدور ( القصة العربية القصيرة ) في الأدبي العربي حيث تمس أوتار المجتمع ليل نهار ٠٠
ساهمت في إصدار خيمة أدبية عربية تضم نتاج هذا اللون بكل خصائصه و مقوماته الفنية داخل الوطن العربي الكبير في واحة الأدب بالكويت التي تشرف بأن تقوم علي شؤونه و رعايته لتنمية مهارات الموهبة عند المبدع ٠

و ذلك تقام مسابقة القصة القصيرة كل ثلاثة اشهر على مستوى الوطن العربي والجاليات العربيةفي الدول الاجنبية ، و قد نالت هذه الفكرة قبولا حسنا إيمانا منها بفن القصة القصيرة في فنون الادب حيث تترجم مستقبل هويتنا العربية في الداخل و عند المهجر أيضا ٠

حول عملية الابداع القصصي الفني :
=============

= كتاب «أفواه وأمنيات» عن دار «مسارات للنشر» عام 2016.
يضم 62 قصة قصيرة جداً، وكثيراً من الومضات القصصية ٠
، كل ومضة في صفحة.

و قد اشتهرت بكتابة القصة القصيرة ، و أخيرا القصة الومضة القصيرة جدااا الجديدة ٠٠
و تقول شمسة العنزي عن تجربتها الأولي شائعة الصيت و الشهرة :
– ( امرأة خرساء) عبارة عن نصوص نثرية كتبتها منذ سنوات، على فترات متباعدة نسبيا، ولم يكن في نيتي طباعتها، غير أن إلحاح المقربين، و تشجيعهم دفعني للإقدام على تلك الخطوة وطبعت هذا الكتاب الذي جمعت فيه نصوصي النثرية القديمة تلك. ولاشك أن المرأة العصرية أكثر حرية في البوح، وأكثر جرأة في التعبير عن قضاياها، من نساء الماضي… ولكوني من الجيل الذي بين هذا و ذاك؛ بين جيل المرأة المضطهدة المغلوبة على أمرها، وبين المرأة العصرية التي استطاعت أن تحصل على حقوقها؛ أجدني أعاني معاناة ما بين الرحى و السندان: شعور بالقيود القديمة، و تتطلع للحرية العصرية.ولاشك أن تلك الحرية المرتجاة ـ التي تحدها الأخلاق ـ تجعل من المرأة كيانا له شخصيته، ومن حقها تحقيق أحلامها وتطلعاتها، كيان بشري لا يختلف عن الرجل؛ فما خُلقنا كرجل و امرأة إلا لنتكامل، و ليس ليقهر أحدنا الآخر. ولو قرأت نصوص ( امرأة خرساء ) تجد أغلبها صرخة معبرة عن هذا المعنى:
“أنا روح لا تختلف عن روحك أيها الرجل؛ فلماذا تقيدني وتطلق العنان لروحك؟…”
والكلام في هذا الجانب ما زال مستمرا، ولا يُفهم من كلامي هذا معنى آخر للحرية! فالحرية لدي هي حرية الرأي والتعبير والانجاز وتحقيق الأحلام، وليس كما يراه البعض حرية السفور والتعري و الإباحية…الحرية المنشودة رقي يحلق بك في آفاق الفكر و الإبداع، ويسمو بمشاعرك
الإنسانية، بعيدا عن ذل الجهل وسطحية التفكير.

و هذا نموذج من قصصنا ذات النوع القصير بعنوان ( خيبة ) ٠
حيث تستخدم جميع عناصر القصة من مكان وزمان و سرد و العقدة القصصية و الحبكة القصصية و الشخوص من واقع ملامح الحياة اليومية بين الهموم و حنان الأمومة و التركيز علي الأحداث في صحبة الطفولة مستقبل الغد الجميل فارس لنا لوحة فنية متداخلة الألوان و الظلال في لغة سهلة معبرة و معاني مركبة الصورة في دلالات متتالية في مراحل البناء الفني كأننا أمام قصيدة منثورة الجمل في تناسق السباق وحدة فنية متماسكة البناء تحمل هنا فكرتها الاجتماعية في ومضات الجمال ، في إيقاع سريع يسجل في حضور تلقائي حجم المعاناة التي يمر بها الإنسان صباح مساء ٠٠ فتقول فيها الأديبة القاصة ( شمسه العنزي ) من منطلق و منظور دور الأمومةالمحملة بالرؤي التي تنتظر غد مشرق من جديد مع عودة شمس للحياة التي تخضب كل شيء في دفء و تناغم مركب الظلال تحكي لنا من وحي تجربة ذاتية مختصرة تتقمص فيها الحالة بهالات نفسية تستوعب الحدث هكذا ٠٠٠ :

قصة قصيرة : ” خيبة ” ٠٠٠
تُنصت إلى صوت ضحكات أطفال صغار يلعبون، وتراقبهم من بعيد،
تحتضن ذراعها وتُريّح خدها على كفها الأيمن
تتذكر أطفالها وهم يلعبون مع أقرانهم؛ أصوات ضحكاتهم تملأ الدنيا؛ قبل أن يكبروا ويتزوجوا ويذهب كل منهم لمكان.
قالت الممرضة: سيدتي لندخل المنزل
أسندت قلبها النازف بيسارها وصوت كرسيها المتحرك يمحو صوت الضحكات ٠٠ ” ٠

هذه كانت قراءة سريعة لعالم الكاتبة الكويتية شمسه العنزي كمدخل لشخصيتها المعانقة للفنون الجميلة من خلال العمل القصصي الفني في ابداع متناسق في إطار السياق الفني الذي يبدو بخصائصه الإبداعية في انسيابية المفردات و الصورة و الخيال بروح ممزوجة بالأصالة و المعاصرة ، بمثابة لوحة رسمتها بالكلمات و صبغتها بالالوان الملائمة للواقع الحديث مع الحفاظ علي الموروث الحضاري في زخم يتلاقي بتطور البيئة و البنية النصية دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠

Image may contain: ‎‎‎شمسه العنزي‎‎, sitting‎

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى