شعر

( امرأة تعشق البياض .. !! ) الشاعرة و الرسامة التونسية لمياء العلوي


السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد 

الشاعرة و الرسامة التونسية لمياء العلوي – مديرة راديو وتلفاز عرار العرب .
” أنثى من صقيع الأمنيات
أنثى بتول….. 
غشائي النازلات
في كل فجر يفتض…. ليراق هسيس المفردات
أنثى جسدها ترانيم لذكريات
يخبو الحنين ثم يضرم أتون السكنات ” .

—–

أنا لست المسكين
ونبوءتي غيم وأسير
نبوءتي تحيل الصب قاتلا وقتيلا 
أبحث عن درب رياحه ابتهال اعاصير 
غضب أيلول هدوء تشرين
أنا لست المسكين وحلمي بعض مواويل 
أنا لست المسكين 
أنا القائد ..الفدائي..الشهيد…الأسير ..السجين
أنا السيد ورعاة العرب هم المساكين
” من قصيدة : رعاة العرب مساكين … !! ” 
——————

نعم … أليست هي القائلة :
” القصيدة عروس جديدة تبحث عن حبيبها !! ” . 
من أرض تونس الحبيبة حيث المروج الخضراء و الجبال التي يكسوها الجمال و المدن التي يلفها البحر ، نتأمل شاعرة سليلة ” أبو القاسم الشابي ” بهرها التجديد الشعري مضمونا و شكلا فراحت تحدو مع عمالقة الشعر المعاصر في روح وثابة مفعمة بالأمل الوليد مع ظلال الحياة .
تعزف لحن المسافات من وحي التراث الخالد في خريطة عربية في تلقائية و لم لا فهي المرأة الاستثناء تري مخدها من مرايا العمر و الامنيات و الذكريات فترسم قصيدتها في مقدرة و ثقة و تتوجها بأروع الألوان المتداخلة في ايقاعات تصدر عن أوتار شادية تغزف قصة النور، كي تطوف بمشاعرها في اطار تجربتها التي تمخضت عن ثقافاتها المتعددة و المتغيرة كنهر يغسل النسيان فتخضر المفردات براعم تنظم وشي القصيد . 
و كغزال شارد اللحظ بين السهول و الوديان ، وكحمامات عاشقة للصحراء ، كل هذه العوامل تضافرت في اخراج منظر متفرد تعبيرا و تصويرا و ايقاعا في تناغم جاذب للمشاعر أنها الشاعرة و الرسامة التونسية ” لمياء العلوي – المحتفي بها في مهرجان النيل و الفرات – بمصر المحروسة ، وسط هالة من أرب الأبداع الفني و عمالقة الفكر و أساطين الأدب فكان لها الصدارة بجدارة في حلبة الانشاد الشعري .

تقول بنت العلوي :
” تغتابني الآلام
بين، مقصلة الحياة ووريدي
زفره
وتغادر الأسقام
مدينتي المشيدة من ركام انفاسي
تغتابني الآلام
لا خصر لي
يراقص الزمان 
لا جيد لي 
يراق منه البيان 
لا حمام لي
يشيد عشه من نتف ريشه المنسوخ من أحلامي “.

تؤمن بالقومية العربية حيث تقول :
” انا قومية عربيه وأغلب نصوصي حول القضايا العربية … ” . 
و هذه لوحة و قصيدة فنية لها تجمع فيها فلسفة تجربتها رسما و كتابة و نطقا مع مشوارها الابداعي في نصوص لها دلالات تستنهض الهمم بعنوان ” حمالة الحطب ” تقول فيها لمياء العلوي :

الا ياحمالة الحطب
في جيدك ثابوت 
وطاغوت …
وغني يسرق من الفقير القوة 
في جيدك بحر وطوفان واحفاد لهب 
وسماسرة تبيع الارض لتزرع الغضب 
في جيدك طرطور وعمامة وعلامة سوداء كتب عليها القيامة
ايا حمالة الحطب ..
في جيدك بغاث يحمل الحطب ليشعل محرقة.. 
لامة الضاد منجل ومطرقة وهرم وعين مارقة …
ايا حمالة الغضب
في جيدك اعراب تعوي كذئاب. في مدينة جدرانها خراب …
نواقيسها ومحرابها اعواد ثقاب . 
نبؤتها بائعة هوى تحتسي الخمر وتعزف الرباب 
ذل يسابق السراب ..
ياحمالة الحطب في جيدك نداس ثم نغني ونجابه القنابل بالاعراس 
ندندن نحن كنا بالامس.. فيالق لا نساس 
ياحمالة الحطب …. .
يا يا حمالة القصب …
هذه هي الملكة و شاعرة النيل و الفرات كما لقبوها في المهرجان الأول في مصر … الشاعرة التونسية لمياء العلوي ، درست فنون جميلة رسم وديكور وتصميم أزياء ، و هي شاعرة و رسامة و قصاصة ، ناشطه سياسية .
و تعمل مديرة ومنسقة لراديو وتلفزيون عرار العرب ولكل العرب في تونس . 
و في مؤسسة عرار العربية للإعلام تعمل الشاعرة لمياء العلوي على تغطية الانشطة وعمل حوارات مع الشعراء والشاعرات في تونس .

كما أنها تدرس في مدارس كمتطوعة الرسم وفن الالقاء .
و قد حصلت على لقب ” شاعرة النيل والفرات ” فرع الشعرالفصيح

= عضو مؤسس في جمعية المسرح والفنون . 
= عضو بعدة جمعيات منها جمعية الثقافة العالمية . 
= عضو هيئة تحرير بجريدة اوكر الورقية للفنون التشكيلية .
= نالت عدة جوائز محلية ودولية .

من ديواوينها الشعرية :
= تقاسيم الزمان .
= امرأة تعشق البياض.

من شعرها : 
———–
نطوف حول شعرها لنمسك بظلال تجربتها و ايمانها بدور التجديد مع روح العصر مع الحفاظ علي السيمات الفنية لعملية الابداع الأصيل في تطور ورقي … 
و من ثم نلاحظ مدي حرصها و تفاؤلها مع الآتي بعد نوبة آهات تستريح من ثورة القلق و الحيرة و العناد كي تغني موال الوصال في لوحة فنية مصبوغة بروح الفنان العاشق للفنون الجميلة كلمة وصورة تختصر مسيرتها مع الحياة وسط تأملاتها الفلسفية كما في قصيدة ” يا عبق الآتي .. !! ” تمسك بأهداب كينونتها و تغزل ثيابها من هالات النور الحاضر من جديد رسما متوجا برحيق الزهور التي في حضن الفراشات مع مساءات القمر بعطر نرجسيتها الوافدة من الآفاق عبر مفردات تلخص مشهد الزمن مع المساء الحالم لتقول للصبح أنا الآتي من رحم الوجع و الحقيقة مع مخاض الأمل :
أيها الأنا
جد بوصالك
ياعبق الآتي
اطلق اهاتي
فك قميص زفراتي
يامن يسكن كينونتي
ارتشف مني بريقي
واتلف سحرك فوق خصري…..
ورسم الحاضر
فصولا……
زهورا رحيقي
ورق الخريف شجنا
يضاجع ريقي
ايها الانا. المرسوم
في اعماقي
مدادك نسخ مدادي
انتشي من عطرك
المغمور انفة
يغويني دلالك المعتق نرجسيه
فيصيح الديك
شهريار هنا مع ايقونة
المساء…..
غروبا
تغويني يانت
فيتيه طريقي
بذخك الصاخب شموخ
اباء وتكبر
دللني يانت انا الانثى
ضم الي كبريائك المزعوم
ياانت
ياانت انا
فلما العناد
انت عبقي انا
عطرا رفيقي

و في قصيدة أخري بعنوان ( كبريائي ) تعتز بأنوثتها و هويتها فتعزف لنا أنشودة الخلود بين نهر السلسبيل لفك الطلسم و اللغز الذي حير الحكماء فأمست أيقونة الالهام بين محرابها من ظلال وارفه قد اكتسب وجودها و مدي عمق نقائها السندسي فحصدت مع مواسم الخير بريقها الأبدي السرمدي بحروفها ، و قد سبحت مع نجوم السماء تتباري … و بين أناملها الندية أوراق الأمس فلا وقت هنا لبذور اليأس فقد جاء الحنين في عناقيد السعد الموشي ، تقدم لنا صحف حياتها بقراءات متوالية … حيث تقول فيها لمياء العلوي :
كبريائي
كبريائي يتلو صحف حياتي
يغازل انفتي 
يبرم عقد اليقين 
يعزف أنشودة 
مترعة سلسبيل
امرأه تعجز الحكماء 
ولغز يقتفوه عبر السنين 
من ظلال وارفه اكتسب نقائي
سندس بيرقي
حرير ردائي
افترش ترابي اتلحف سمائي 
قمري يزين لهفة يعقوب ليوسف
لكني لا اردع شموخي
عنقاء لن الين
اعزف مخاض حروفي نجومي في السماء سابحين 
تجرد اوراق الامس وتزرع بذور اليأس
ويجتاحني الحنين 
لكن كبريائي في وريدي يستكين 
وتخضر ربايا
رضْبًا يحين
تتدلى احجيتي عناقيد رتبه 
انهلها واردع خطايا حيث 
كان يميل .

و نختم للشاعرة التونسية لمياء العلوي بهذه القصيدة الرائعة التي تمس الوضع الاجتماعي و الصراعات كنقطة انطلاقة الي المستقبل ترسم خطاها بقلمها الملون تنقش نبوءتها في حضن الزمن في حنين ، في تلقائية و ثبات تنشد الخلاص من رحم الحياة بألوانها المطرزة بالوجع و الأمل في ومضات جمالية اشراقية تجسد المسار نحو الجمال و تحقيق الأحلام في عبقرية الحق الذي تفقدته معادلة الانسانية حيث تقول فيها :
أنا لست المسكين ….

أنا لست المسكين
ونبوءتي غيم واسير
نبوءتي تحيل الصب قاتلا وقتيلا 
أبحث عن درب رياحه ابتهال اعاصير 
غضب ايلول هدوء تشرين
أنا لست المسكين وحلمي بعض مواويل 
يرقص الوسطى يعانقه السبابه ويميل
احلامي وطن يلازمني ينير قنديل 
أنا لست المسكين وأزهاري تولد وفي الحين تطير 
صراخي يهز الرواسخ انفاسي اساطير 
. في قلب الاخوة صراخي جد يسير 
أنا لست المسكين ودمائي بحور وزبد بكاء هبيل 
أنا لست المسكين وسوأتي يواريها غراب ذليل
يعلم اخواني كيف يموت الاذان لتعلوه التراتيل 
أنا لست المسكين وقدسي يهواها خنزير 
قداسي يتسول الاهة ضرير
أنا لست المسكين واقلامي ترسم سوادا وتنمقه قرابين 
يا أعداء الحق وأعداء الدين 
اجابه وحدي كل الجبروت بإرادة حطين 
أنا لست المسكين 
أنا القائد ..الفدائي..الشهيد…الاسير ..السجين
أنا السيد ورعاة العرب هم المساكين !!. 
بعد أن حلقنا معا حول تجربة شاعرة رومانسية ” لمياء العلوي ” زهرة المروج الخضراء تونس الحب و الجمال و صاحبة مرسم يطرز مشهد الحياة يتلألأ بين مشاعرها لوحة وقصيدة تهدي الخير و السلام رسالة جمالية للانسانية دائما . 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى