قصة

المخمور

د. الصديق بودوارة المغربي

ـ إبن ستين كلب ،إبن ستين كلب .
كان جارنا “ساكت” يصرخ بكل قواه الواهنة ، وقد تمكنت الخمر الرديئة منه.
كان يشرب حتى لا يعرف يمينه من شماله ،ثم يخرجُ إلى الهواء الطلق، ويبدأ في إطلاق شتيمته الوحيدة حتى تسقط الشمس في حضن الجبل البعيد الذي يواجه حينا مذ رأينا النور .
كنا صغاراً نبتسم ونتأمل المشهد، نتجمع حوله وهو يصرخ “إبن ستين كلب” نستغرب إصراره على نفس الجملة، ونسأل كبارنا فلا يجيبون .
الآن، وبعد أن امتلأت رؤوسنا بالشيب والكدمات، مات “ساكت” ولم يعد ثمة صراخٌ في الشارع .
الآن، وبعد أن ماتت أشياء كثيرة، صرنا كباراً نشرب حتى لا نعرف اليمين من الشمال،ثم نخرج إلى الهواء الذي لم يعد طلقاً لنصرخ بكل قوانا الواهنة :
ـــ إبن ستين كلب،إبن ستين كلب !!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى