شعر

الشُّعلَةُ

أحمد إسماعيل

الشُّعلَةُ
نَارٌ مُتَّقِدَةٌ
وَقُودُهَا الْقُلُوب المتعثرة فِي المنحدرات
كَأَغْصَان الزَّيْتُون الْمُنْكَسِرَة
تُضِيء قَنَادِيل الشَّوْق
فِي حُقُول السَّنَابِل الْمُحتَرِقَة
وأمسياتٍ غَادِرها قَمر
و نَهَار ضَيَّعَتِ الشَّمْسُ فِيه مَسَارَهَا
فِي مَدَار مُضْمَحِلِّ
باحَثَة عَن رِهَان
عَلَى قَصِيدَةٍ
لَا تَخْشَى خفافيشَ اللَّيْل
و أَشْوَاكَ الحنظل
عَلَى مَدَى سُطُور النَّهَار
أَوْ عَنْ
نَهْر يَتَدَفَّق
عَلَى مَجْرَى يُشَيِّعُ الْأَمَل
فِي مَقْبَرَةِ التَّارِيخ
قَطْرَةً قَطْرَةً
يَبْتَلِع رُكام الْحَاضِر
و نَقْشَ مُحِبِّ عَلَى جِدَارٍ هَشِّ
يُنَادِيه انتماءهُ
هَيَّا تَسَلَّق كَمَا . . . الْحِربَاء
بِحُبِّهَا تُلَوِّنُ الْأَغْصَان وَرَقَةً ورقة
أَو كَحَيَّةٍ رَقْطَاء تَسلَخُ جِلْدِهَا مُلْتَفَّةً
و إنْ عَجِزْتَ
فَاصحَبْ الأرانب
الَّتِي تُقَامِرُ تَحت ظلي
لنراجيلها سَمَاء
تَرَسُم مِنْ الدُّخَان إقْطَاعَات
لايشقها غُبَار
المراهن
رِيحٌ لَا تستوعبها جذُورُ الْغَرقَد
يَسْتَوِي أمَامَهُم الظِّلُّ و الْحَرُور
و الشَّفَّافِيَّة تَشْتَكِي غَباشَة
الْجُدُر و الْقُبَّةِ الْحَدِيدِيَّة
الْعُيُون تشحذ اللهفة
فِي كُلّ لَيْل
حَتَّى يَطِيب الحلم
مَع النَّوافِذ المغلقة
و دونما إيمَاءَة
مِنْ حرف
مَتَى تَسْقِي النِّيل عُيُون الْفُرَات و دِجْلَة ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى