دراسات و مقالات

الشخصية المحمدية في الشعر العربي

تغريدة الشــــعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد

وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق
” عبد المطلب ”
وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ
” أبو طالب ”
نبي يري ما لا ترون، وذكره أغار، لعمري، في البلاد وأنجدا
” الأعشي ”
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
” حسان بن ثابت ”
ان الرسول لنور يستضاء به سيف من سيوف الله مسلول
” كعب بن زهير ”
محمد سيد الكونين والثقليـ ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
” الامام البوصيري ”
ولد الهدي فالكائنات ضياء و فم الزمان تبسم و ثناء
” أمير الشعراء أحمد شوقي ”
——————-
لقد عرف شعرنا العربي منذ نشأته الأولي – النشأة الغنائية – أغراض كثيرة بداية من الغزل و الرثاء و الهجاء و المديح و الفخر و الحماسة —– الخ
و نحن نسلط الضوء في هذه التغريدة الشعرية الهامة التي تتناول مديح أهم شخصية عرفتها الانسانية منذ بداية الخلق حتي قيام الساعة ألا و هي الشخصية النبوية ( المحمدية ) فلم ينال حظ من المديح مثل سيرة النبي محمد صلي الله عليه و سلم ، ثم سبطه سيد الشهداء الامام الحسين بن علي – رضي الله عنه ” عبر عصور الادب قاطبة .
و من ثم قلبت في خط سير مدح النبي العربي الهاشمي الكريم صلي الله عليه و سلم فجمعت كتاب لي بعنوان ” الشخصية المحمدية في الشعر العربي ” و هو قيد الطبع .
لشعراء عبر العصور عمودي و حر ، شعراء و شاعرات ، مسلمين و غير مسلمين !!.
و أحببت أن أركز في هذا المقال الفكرة الرئيسة لهذا الموضوع في عجالة تسرد خلاصة هذا المنهج ، و بعيدا عن المغالاة و الشطحات التي تنحرف عن المنهج الصحيح فقد حسم البوصيري هذا الامر جملة و تفصيلا في قوله :
و مبلغ العلم أنه بشر و خير خلق الله كلهم ”
و لكننا نتناول مكارم الأخلاق و العلاقات الاجتماعية و التسامح و المحبة و السلام .
و باديء ذي بدء نقوم بتعريف المدائح النبوية من منظور الدكتور زكي مبارك :
وتعرف المدائح النبوية كما يقول الدكتور زكي مبارك بأنها فن:
“من فنون الشعر التي أذاعها التصوف، فهي لون من التعبير عن العواطف الدينية، وباب من الأدب الرفيع؛ لأنها لا تصدر إلا عن قلوب مفعمة بالصدق والإخلاص”.
و قد ظهرت بواعث الشعر النبوي منذ قول جده عبد المطلب و عمه ابو طالب و الأعشي و شعراء النبي الثلاثة كحسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة
و تترسخ هذه الفكرة شكلا و مضمونا و كما و كيفا مع كعب بن زهير صاحب اللامية المشهورة و بردة الرسول صلي الله عليه و سلم .
و من ثم تتوالي القصائد في المديح النبوي قديما و حديثا في شعرنا العربي بلا توقف و هي أكثر من أن تحصي فما من شاعر الا ومدح النبي صلي الله عليه و سلم و اشاد بشخصيته التي تجمع مكارم الاخلاق مع الدعوة الي التسامح مع الانسانية جمعاء .
و من ثم يطالعنا جده عبد المطلب متأملا مستقبله فيقول عنه :
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق
فنحن في ذلك الضياء وفـــي النور وسبل الرشاد نختــرق
و يقول عمه أبو طالب في مدحه :
وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ
و ها هي الشيماء كانت ترقصه و تدلله هو صغير، مرددة:
يا رب أبق لنا محمد حتى أراه يافعاً وأمردا
ثم أراه سيداً مسود واكبت أعاديه معاً والحسدا
وأعطه عزاً يدم أبداً

و ها هي قصيدة الدالية للأعشى ” ميمون بن قيس ” و لقب بصناجة الشعر لجمال شعره و انشاده و التي مطلعها:
ألم تغتمض عيناك ليلـــة أرمدا وعاداك ماعاد السليم المسهدا
نبي يري ما لا ترون، وذكره أغار، لعمري، في البلاد وأنجدا
له صدقات ما تغب، ونائي وليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبي الإله، حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله وأنك لم ترصد لما كان أرصدا

و قد حاول أن يقابل الرسول صلي الله عليه و سلم و ينشده قصيدته التي بمثابة فاتحة المديح النبوي و من ثم أصر علي ذلك لكن ناقته ألقت به فقتلته و مات و لم يقابله لكن ظلت قصيدته في ديوان العرب تترجم هذه المشاعر حول الشخصية المحمدية من منظور صناجة العربي ” الأعشي ”

و هذا هو شاعر الرسول صلي الله عليه و سلم حسان بن ثابت في مدح النبي الكريم (صلي الله عليه و سلم ) عينيته المشهورة في الرد على خطيب قريش عطارد بن حاجب:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم قد بينوا سنة للنـــاس تـــــتبع

و أيضا همزيته المشهورة في تصوير بسالة المسلمين ومدح الرسول (صلي الله عليه و سلم ) والإشادة بالمهاجرين والأنصار والتي مطلعها:
عفت ذات الأصابــــع فالجــواء إلى عذراء منـــزلها خــــلاء
ثم يصف لنا الشخصية المحمدية من خلال رؤية منهجية يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ
خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ

مع قصيدة البردة النبوية لكعب بن زهير :

و تتجلي حكمة قصيدة البردة لكعب بن زهير حينما منحه النبي صلي الله عليه و سلم بردته الشريفة بعدما تاب و اسلم و مدحه فاجازه النبي بعد العفو عنه بردته الشريفة و التي تعد نقطة تحول في المديح النبوي الذي صار علي منواله و منهجه جل الشعراء فيما بعد حتي مطلع عصرنا الحديث المعاصر مع البارودي و شوقي بل الي الشعر غير المسلمين كما سيتضح لنا في السطور القادمة بأذن الله تعالي .
يقول شاعر البردة كعب بن زهير في لاميته الشهيرة فاتحة المديح الحقيقي للشخصية النبوية الشريفة :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبـــول متيم إثرها لم يفـــد مكبـــول
إنَّ الرَّسُولَ لَنورٌ يُسْتَضاءُ بِهِ مُهَنَّدٌ مِنْ سُيوفِ اللهِ مَسْلُولُ

وقد مدحه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من النساء الصحابيات كثيرات، منهن السيدة أروى بنت عبد المطلب، عمّته صلى الله عليه وسلم، التي رثته صلى الله عليه وسلم بأبيات منها:
ألا يا رسول الله كنت رجاءن وكنت بنا برّاً ولم تك جافيا
وكنت بنا روفاً رحيماً نبين ليبك عليك اليوم مَن كان باكيا

و ثمة أهم شعراء المديح النبوي في العصر الأموي فارسه الفرزدق ولاسيما في قصيدته الرائعة الميمية التي نوه فيها بآل البيت واستعرض سمو أخلاق النبي الكريم وفضائله الرائعة، ويقول في مطلع القصيدة:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيـت يعرفه والحل والحـرم

وقد ارتبط مدح النبي (صلي الله عليه و سلم ) بمدح أهل البيت وتعداد مناقب بني هاشم وأبناء فاطمة و هذا واضح وجليا عند الفرزدق
و عند الشاعر الكميت الأسدي الذي قال في بائيته:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ولا لعبا مني وذو الشوق يلعب
ثم تطالعنا عبقرية ” دعبل الخزاعي ” التي مدح فيها أهل البيت قائلا في مطلعها :
مدارس آيات خلـــت من تلاوة ومنزل حي مقفـــــــر العرصات

و نتوقف هنيهة مع العملاق ” الشريف الرضي ” مذهب التصوف في مدح الرسول (صلي الله عليه و سلم ) وذكر مناقب أهل البيت وخاصة أبناء فاطمة الذين رفعهم الشاعر إلى مرتبة كبيرة من التقوى والمجد والسؤدد كما في داليته:
شغل الدموع عن الديار بكاؤنا لبكاء فاطمــة على أولادها

و يواصل الشريف الرضي في لاميته الزهدية المشهورة التي مطلعها:
راجل أنـــــــت والليالي نزول ومضر بك البقــاء الطويـــل
و في الشعر العباشي العشرات من الشعراء الذين مدحوا النبي صلي الله عليه و سلم و لا ننس مهيار الديلمي ، و لكن المجال هنا يضيق و لكن الرجوع الي كتابنا يغني شغف القاريء الكريم أن شاء الله .

و تبرز ظاهر الشعر الصوفي مع البوصيري و ابن عربي و ابن الفارض و الصرصري و البرعي و غيرهم كثيرون ممن صالوا و جالوا في هذا المضمار من غزل و عشق و تجليات و اشراقيات مع حب الله و رسوله
و نكتفي بالامام البوصيري رضي الله عنه و الذي عاش في القرن السابع الهجري من أهم شعراء المديح النبوي ومن المؤسسين الفعليين للقصيدة المدحية النبوية والقصيدة المولدية كما في قصيدته الميمية الرائعة التي مطلعها:
أمن تذكر جيــــــران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلــــة بـــدم
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة وأومض البرق في الظلماء من إضم
محمد سيد الكونين والثقليـ ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم

و تم معارضتها قديما و حديثا من قبل الكثير من الشعراء القدامى والمحدثين والمعاصرين، ابن جابر الأندلسي و الحمودي و ابن نباتة المصري و البارودي و شوقي
و من شعراء الأندلس :
ها هو ابن جابر الأندلسي يبدع في ميميته البديعية التي استعمل فيها المحسنات البديعية بكثرة في معارضته الشعرية التي مطلعها:
بطيبة انزل ويمم سيـــد الأمم وانشر له المدح وانثر أطيب الكلــــم

و هذا لسان الدين بن الخطيب الذي يقول في قصيدته الدالية :
تألق “نجديا” فاذكرني “نجدا” وهاج لي الشوق المبرح والوجدا
وميض رأى برد الغمامة مغفلا فمد يدا بالتبــــــــر أعلمت البردا
و نجد الشاعرة الأندلسية عائشة الباعونية تقول في مدح الحبيب المصطفى :
أنور بدر بدا من جانب العلم أم وجه ليلى على الجرعاء من إضم؟
نعم بدا نور فجلى حسنها فسبى صوني وصير وجدي غير مكتتم
براعتي في ابتدا حالي بحبهم براعة تقتضي فوزي بقربهم
وحيلتي ذلتي في باب عزهم الـ أعلى وتعفير خدي في ترابهم
ومذهبي في الهوى أن لا أحول ولا ألوي عناني لحيّ غير حيهم
صلى عليك إلهي دائما ً أبداً أزكى صلاة تديم الفيض بالكرم

مديح الرسول صلي الله عليه و سلم في العصر الحديث :
و ما أكثر قصائد محمود سامي البارودي شاعر السيف و القلم في المديح النبوي قصيدته “كشف الغمة في مدح سيد الأمة” وعدد أبيات هذه القصيدة 447 ، ومطلع القصيدة هو:
يا رائد البرق يمم دارة العلــــــم واحد الغمام على حي بذي سلم
محمود سامي البارودي قصيدته الجيمية التي يقول فيها:
يا صارم اللحظ من أغراك بالمهج حتى فتكت بها ظلما بلا حـرج

مازال يخدع نفسي وهي لاهية حتى أصاب سواد القلب بالدعج

طرف لو أن الظبا كانت كلحظته يوم الكريهة ما أبقت على الودج

و تتجلي عبقرية أمير الشعراء ” أحمد شوقي ” في معارضة الشعراء القدامى في إبداع القصائد المدحية التي تتعلق بذكر مناقب النبي وتعداد معجزاته وصفاته المثلى كما في همزيته الرائعة التي مطلعها:
ولد الهدى فالكائنات ضيــــــاء وفي فم الزمــان تبسم وثناء

ويقول شوقي في مولديته البائية:
سلوا قلبي غداة سلا وتـــــابا لعل على الجبــــال له عتابـــا

و اجمل ثلاثية أحمد شوقي في مدح الرسول (صلي الله عليه و سلم ) قصيدته الميمية التي عارض فيها قصيدة البردة للبوصيري ومطلع قصيدة شوقي هو:
ريم على القاع بين البان والعلـــم أحل سفك دمي في الأشهر الحرم

و يساهم الشعراء غير المسلمين في رسم الشخصية المحمدية و مدي التأثر بالبعد الاخلاقي و الاجتماعي فسجلوا لوحات فنية رائعة في مدح النبي الكريم محمد صلي الله عليه و سلم علي النحو التالي :

و هذا الشاعر «جورج صيدح» وقصيدته (صحراء يثرب) حيث يقول:
لا يعجز الله الذي إن قال كن للشيء كان
أمر الرمال فأطلعت صحراء يثرب أقحوان
للرسل آيات وهذا الـ نبي آيته البيان
الروح يملي ما يتر جمه ونعم الترجمان
بالضاد أذن ربه فتخلدت لغة الأذان
شرفا حراء الغار هل كحراء في الدنيا مكان؟
أخذ الشهادة من شفاه المصطفى أخذ البيان
في صدره ضم النجيّ وصان معجزة الزمان

و هذا الشاعر والطبيب «نقولا فياض» وقصيدته (محمد) من ديوانه (رفيف الأقحوان) فهو يناجي النبي العربي بقوله:
نبيَّ العرب ألهمْني بيانا على عجزي أهز به الزمانا
وأرفع للنفوس لواء حق وأبسطه على الدنيا أمانا
وأجعل في حنايا كل صدر لمولدك المبارك مهرجانا
وهذا شاعر القطرين «خليل مطران» اللبناني الذي عاش في مصر ، وكان سمحاً نبيلا يشارك المسلمين في احتفالاتهم الدينية بقصائد ممتازة، من ذلك قصيدته (رسالة محمد رسالة الله) التي يقول فيها:
رساله الله لا تنتهي بلا نصب يشقي الأمين وتغريب وتنكيد
رسالة الله لو حلت على جبل لاندكّ منها وأضحى بطن أخدود
ولو تحملها بحر لشب لظى وجف وانهال فيه كل جلمود
فليس بدعاً إذا ناء الصفيّ بها وبات في ألم منها وتسهيد
ينوي الترحل عن أهل وعن وطن وفي جوانحه أحزان مكبود

و ما أجمل رؤية الشاعر القروي «رشيد سليم الخوري» فلفرط حسه القومي كاد يخرج على عقيدته المسيحية إلى عقيدته القومية الإسلامية حيث يقول مخاطباً أحد زعماء ثورة الدروز ضد الاستعمار الفرنسي 1963م:
إذا حاولت رفع الضيم فاضرب بسيف محمد واهجر يسوعا
«أحبوا بعضكم بعضا» وَعَظْنا بها ذئبا فما نجى قطيعا

كما يقول في قصيدة أخرى محتفيا بمولد النبي الكريم:
بدا من القفر نور للورى وهدى ياللتمدن عم الكون من بدويّ
يا جاعل الأرض ميدانا لقوته صارت بلادك ميدانا لكل قويّ
يا حبذا عهد بغداد وأندلس عهد بروحي أفدي عوده وذويّ
فإن ذكرتم رسول الله تكرمةً فبلغوه سلام الشاعر القرويّ

و هاهي الشاعرة السورية المعاصرة ” مروة حلاوة ” تمدح الرسول في قصيدة بعنوان ” علي باب الرسول ” تقول فيها :
حتّى إذا أوشكتُ أغلقُه أتى صوتُ “الرسول” يقولُ: ويكِ حذارِ
لا تُغلقيهِ.. فقلتُ هذي قصعتي والقومُ ينهالون كالإعصارِ
لا تُغلقيهِ.. وأشرقتْ من وجهه شمسٌ عليَّ ثريَّةُ الأنوارِ
يا سيّدَ الثّقَلَينِ فيكَ تَكشَّفتْ حُجُبُ الظلامِ و عُقدةُ الأسرارِ

و نختم بشعر نزار قباني عن النبي صلي الله عليه و سلم حينما وقف علي قبره في مسجده النبوي الشريف في الحج قائلا :
عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ
ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا
ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد وتقطعت نفسـي عليـك وحامـوا
قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ
أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي أيرد عن حـوض النبـي هيـام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى والنفس حيرى والذنـوب جسـام

بعد هذا العرض الموجز و المبسط في يسر و سهولة في تناول الشخصية المحمدية من خلال الشعر لابراز مكارم الاخلاق و العلاقات الاجتماعية و دورها في الرسالة الخاتمة و كانسان يمتلك كل المقومات التي جعلت جل الشعراء و الشاعرات مسلمين و غير مسلمين عبر العصور و الامصار يطفون بمنهجه يقطفون من رحيق النبوة كي يقدموا و يرصعوا قصائدهم لوحات فنية رائعة خالدة بيننا حتي اليوم من خلال العصر الجاهلي و الاسلامي و الاموي و العباسي و الاندلسي و الحديث في تواصل و تناغم بلا توقف فكانت نبوءة الحق الذي تجلي في جوهر المديح النبوي الذي جعل الناس تهيم بهذا العشق الصوفي في ربقة ايمانية دائما .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى