دراسات و مقالات

الشاعرة المغربية / أمينة الوزاني

تماضر وداعة

الشاعرة المغربية أمينة الوزاني هي سليلة عائلة مناضلة لها اسمها الكبير في المغرب، وقفت بقوة بوجه المستعمر الفرنسي من أجل حرية الوطن والانسان. فاكتسبت الوزاني من أجدادها القوة والحزم فكانت مناضلة من نوع خاص تقاتل بحروفها وكلماتها من أجل الإنسان ومايعانيه .
امينة الوزاني كتبت أغلب الأجناس الإبداعية الأدبية لكنها عرفت بشكل اكبر في مجال الشعر

اكتسبت جرأتيهابالوراثة فعائلتيها كانت لها حضوة عند ملوك الدولة العلوية و من تكون له الحضوة يكون متحررا في أرائه فمن حب السلطان المولى عبد الرحمان بن هشام لجديها نظم فيه قصيدة مدح و هذه سابقة في أن يمدح ملك شاعر و عالم .. القصيدة موجودة بكتاب “أعلام المغرب”

اما هي فكتبت الشعر لكل الامة العربية وشاركتهم محنهم وحروبهم وثوراتهم فكتبت لبغداد هذه القصيدة.

إيه..بغداد

إيه .. بغداد السلام..!
تكابدين في صمت
كل هذه الأحزان
كل هذه الآلام
أين أيامك؟!
أين لياليك؟!
من صيت
يعجل في قلب العاشق
لحظة اللقاء
الى عروس
بثوب عرسها
تتلظى
في نار الاحتراق
تكابرين
و لا تلفظين
ابنا عاق
أم رحيمة
و أبناء جاحدين
يتمسحون أخطاءهم بالدين
ألا .. إن الجنة تحت أقدامك
فاللعنة على أبنائك
الضالين..!

للشاعرة (امينة الوزاني) سيرة ذاتية مشرفة حاولنا اختصارتها :

أمينة الوزاني شاعرة
و كاتبة مغربية تعمل في مجال التربية و تعليم
* ناشطة جمعوية وعضوة ناشطة في جمعية حقوق الطفل و مهتمة بمجال الطفولة والشباب

* نشرت أول قصيدة بجريدة الميثاق الوطني و هي في مرحلة التعليم الاعدادي.
* حصلت على الجائزة الثالثة في الشعر العمودي للشعراء الاقل من ثلاثين سنة على صعيد المغرب سنة 98 .
* شاركت بعدة ملتقيات شعرية داخل و خارج المغرب .
* صدر لها ديوان بعنوان”على حافة الصمت” عن دار افاق للدراسات و النشر بمراكش

* كتبت مسرحية مخطوطة بعنوان”الخذلان”نشرت لجريدة الميثاق الوطني على حلقات

* لها مجموعة قصصية مخطوطة بعنوان”لمن تأمن الفراشات” نشرت اغلب قصصها في الصحف

كتبت ثلاث قصص اطفال قيد النشر و عدة مقالات سياسية و اجتماعية نشرت بصحف مغربية و عربية

* * *
ومن قصائدها ايضا :

في وطني الحزين
أطفال يتضرعون
ذكور يتعدون المجامع
و رجالل قليلون
يعدون على رؤوس الأصابع
كل الوجوه أقنعة
تسقط دونما عناء
قناع خلف قناع
الرجولة لا تشترى ،
و لا تباع
الرجولة ثوب يستر
كل عاريات الزمن
الرجولة دماء نقية
تطهر خبث مومسات الوطن
الأحلام باتت
سفنن بلا أشرعة
تتقادفها الأمواج
فيا كل النساء
احلمن أحلاما
لا تسع رجالا
فكل الرجال
غادروا الديار باكرا
و كل الذكور
غادرون ونواة مواجع
التاريخ لا يكرر أسماء رجاله
التاريخ يكرم أبطاله
التاريخ يعز
التاريخ يذل
قيس واحد
جميل واحد
عمر واحد
هارون واحد
ابن تاشفين واحد
صلاح الدين واحد
القبيلة لن تظل بلا حراس
القبيلة أمانة
فلا تحزنن يا كل النساء
لا تحزنن إن عنترة مات
و لا تهجرن المضاجع
المساوات حق
فيكفيه ذلا
من طواعية
عن الركب تراجع…؟!./.

كتب عنها الناقد (بلعوم مصطفى) دراسة نقدية فقال

—-
إنها مجرد مساءلة على مشارف سؤال منفلت من اللغة بضرورة الوجود. المساءلة فعل لغوي جواني لا مرسل إليه غير الذات ذاتها ولا تنتظر جوابا أو استجابة والسؤال فعل لغوي له مرسل إليه براني
في المطلق يجري وراء احتمالات الإجابات.
الشاعرة أمينة الوزاني في مساءلة تغيب السؤال لا سيما وأنها ” في لحظة انتظار”مع “الأقدار”.
لماذا ؟ لسببين : أولهما أن السؤال حول القدر هو في حد ذاته تحصيل حاصل بما أن القدر حتمية غير خاضعة للسؤال ولكن للمعاينة، كما نرى في النص الذي يلتجئ إلى ” كيف” عِوَض ” لماذا “. ثانيهما، أن ” قدر” الشاعرة له مقولات محددة : الغدر/الزمن/الوجود المفارقاتي. مالذي يجعل من النص مساءلة تغيب السؤال الذي لا تقدر الذات
على صياغته؟ وكيف نتبين ذلك في النص؟
مفتاحان : مفتاح تيبوغرافي ومفتاح لغوي.
المفتاح التيبوغرافي يتجلى في :
١- كيف،
يقطف الورد
شهوة
من جنان
ويجاور تماثيل من أحجار ..؟!
٢- كيف، الغدر
لازم
ظلي
حتى في انكساري..؟!
٣- كيف،
ليلي
شابه
بنهاري ..؟!
٣- كيف
الزمن
يتسرب بين الأصابع كالماء
الرقراق
خلسة
وأنا أغفو
في لحظات انتظاري..؟!
مفتاح المساءلة هنا ليس في اللفظة التي تؤثت النص ولكن في استعمال أداتين تيبوغرافيتين:؟!.
تبدأ المقاطع الثلاتة ب ” كيف ” لتنتهي ب (؟!).
علامة استفهام وتعجب في ذات الوقت، يحولان الصيغة السؤالية ( كيف) إلى صيغة استنتاجية على شكل مساءلة تعجباتية ينتفي فيها السؤال الذي لا خيار له غير أن ظل في حيّز ” القوة”: إنه تعجب مما لا يمكن طرح السؤال حوله، أي سخرية في أقصى فظاعتها من الوجود وليس من القدر الذي من حيث هو كذلك يظل مقولة ترمي إلى ” تحصين” مفعول الحدث بعد حدوثه إذ ما حدث حدث ولا مناص من حدوثه؛ سخرية من هذا “الغدر” الذي أصبح ” قدرا” يطال حتى ” الذات” و ” ظلها”:
كيف، الغدر
لازم
ظلي”.
المفتاح اللغوي يتجلي في ” ياء المتكلم” المرتبطة ب ” الأقدار “:
١- أتلظى
في جحيم
الشوق
فأعاتب أقداري
٢-
آه .. من أقدار ..
إنها معاتبة حيث ياء المتكلم منشطرة بين جوانية مساءلتها ( أقداري) وحتمية السؤال الذي يهرب من المسكوت عنه بين ” آه ) و ( أقدار )..
لعبة القدر هي تحصيل حاصل لما يحصل عليه مِن مفعوله، اَي غياب أية معادلة له، لأنه يجهل الممكن والمحتمل بما أنه فعل يتحقق في غياب كل قياسات وقبليات تخضع إما للزمن أو للمكان أو هما معا.

* * *

.اما في احد اللقاءات الصحفية ردت بأدب وتواضع وحنكة عن هذا السؤال

.س/عشت في أجواء ثورية بين عائلة ناضلت من أجل حرية المغرب وأهله. هل أثرت هذه الأجواء وهذه البيئة على نشأتك ومسيرتك الشعرية؟

ج/ طبعا أثرت و بشكل كبير في تكويني النفسي اولا و من خلاله في تجربتي الشعرية و لو اني لم اعش اللحظة و إنما عشتها عن طريق الحكي من طرف أعمامي ، و خالاتي ، و البعض منه من والدتي أقول البعض لأنها كانت صغيرة في السن و لم تعش الاحداث كلها و والدي هو الآخر توفي بعد مولدي بأربع سنوات فالأحداث كانت ما بين 1912 و 1956 و انا من مواليد السبعينيات اهم شيء تعلمته من تاريخ عائلتي النضالي ضد المستعمران يكون لي مبدأ و كرامة و رأي لا اتنازل عنه أبدا و أن احب وطني و امتي دون انتظار مقابل فعائلتي دخلت النضال غنية و ذات شأن و بمكانة علمية و اجتماعية كبيرة وخرجت منه خالية الوفاض، مطموسة الهوية و التاريخ فلم يتمتع ابناؤها حتى بمزايا بطاقة مقاوم التي تمتع بها في المغرب الحابل والنابل ومع ذلك لم يؤثر ذلك في حبها للوطن وولائها له ولانتمائها

تميزت قصائديها بالإحساس الصادق وعدم التصنع رصدت هموم الذات و المجتمع العربي بكل مصداقية و عفوية و دونما تنميق

خلف الجدران

خلف الجدران
أجلس ،
و فنجان قهوتي
في يدي
أحتسي نخب النسيان
أحصي الأيام
على أضواء خافته
تخبئ أشباحا لا تنام
و لهيب مدفأتي
يوغل في روحي
حسرة
ترسم على وجهي
تجاعيد
بعمق ععمر الزمان
هذه أحلامي
أطويها ،
و هذه أيامي
أثنيها ،
أحضنها ،
بلهفة المذبوح أحضنها ،
و أتردى
أعبر المسافات
أعبرها
من الماء ،
إلى الماء
و يخيب الرجاء..!

* * *

جاءت من ارث تاريخي عريق، اجتمع مع وداعة الطبيعة ليفجر فيها انهاراً من العطاء والإبداع،…
وقدرة هائلة على الخلق، فاصبحت مجالات الإبداع لديها متعددة، من التدريس الى الرسم والى الاهتمام بالطفولة والجمعيات الخيرية .
شعرها كلفحة شمسمغربية مراكشية أو عبير عطر ليمون أو عبق ياسمينة في يوم ربيعي …إنها شهقة القلم النابض بالحقيقة.

هكذا اكون قد سطرت لمحة مختصرة عن اديبتنا لهذا اليوم الاستاذة الشاعرة أمينة الوزاني في اسطري المتواضعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى