شعر

الزجاج المهشم

عصام عبد المحسن

على الطريق
ليس لمرآة
عكست قبح امرأة
لم تكتشف ولادتها
القيصرية
من قبل
وتحسستها بعينيها
فاستدارت
خلفها
فإذا الجدار
كان
وما كان
على الطريق
نتاج قبلة
لسيارة مسرعة
تعانقت
وحجر طائش غريب
وهي تحاول
إيقاف استرجاع
الزمن الماضي
وهدم بيوت الحصوات
فبات الطفل
على الرصيف
عاريا
والبريئة في النافذة
يحجبها
بريق ضوء القمر
عن قطف
وردة حمراء
عالقة
بين خصلات شعرها
داخل الإطار
فتقذفها له
لتستريح
عيونها
من مقامرة الوقت
والصقيع
على جسد بكاءها
وليوقف
فراشها الناعم
حك أظافره
بجسدها النحيل
فرآها
حين تسلقت نظراته
منحدر
انكسار القمر عليه
هز لها رأسه
تمدد
يتلقف بعريه
كل البرودة الهاجمة
على الأرض
شاهدته
تنحبت البريئة
فاستيقظت
الجدارن حولها
أضاءوا المصابيح
فسقط القمر
خارج النافذة
جرحته
شظايا البريق المتناثر
أغمض عينيه
وترجل فوقه
تاركا
ظل الطريق
غارقا
في اليقظة
خلفه
فكان….

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى