دراسات و مقالات

الخنــــــدق قراءة نَقديّة

عاطف عز الدين عبد الفتاح

الخنــــــدق
قراءة نَقديّة في المَجموعة القصـصيَّـة
“الحِصــان”
للقاصة والاعلاميَّة المصريَّة / سميحة المناسترلى
الناقد الأدبي المصري / عاطف عز الدين عبد الفتاح
………………………………………………
أصدرت القاصة والاعلاميَّة المصريَّة / ” سميحة المناسترلي ” المَجموعة القصـصيَّـة “الحِصــان”.
عُنوان المَجموعة:
العُنوان هو عَتبة النَّص كما يرى النَّاقد الدُّكتور / محمد عبد المطلب، وعُنوان المَجموعة هو (الحِصــان)، وهذا العُنوان يجعلنا أمام الفروسيَّة والشَّهامة والنُّبل، والحِصانُ: هو الذَّكر من الخيل. والجَمع: حُصُنٌ، وأَحْصِنَةٌ.
وفي السُّطور القادمة سوف نتناول قصَّة ” الخنــــــدق “.
العُنوان:
عُنوان القصَّة هو ” الخنــــــدق “، يُذَكرنا بغزوة ” الخنــــــدق ” التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلَّم ضد كفار قريش.
وعندما ينتهي القارئ من قراءة قصَّة ” الخنــــــدق “، يُلاحظ أنَّه أمام قاصة تمتلك أدواتها الفَّنيَّة كمُبْدعة فهي اختارت ” الخنــــــدق ” عنوانا لها، فالقصَّة تدور حول التسامح الدِّيني بين المسلم والمسيحي، ومن هنا فإن عُنوان القصَّة دليل على حرفيَّة القاصة، لأنَّها تهدف من خلاله أن تقول من خلال أحداث القصَّة أننا جميعا مسلمون ومسيحيون نعيش في ” خندق ” واحد !!
تقول القاصة في مُفتتح القصَّة:
{(قلتلك كان أحسن لنا نفضل في القفص محميين تحت الأرض.)
خرجت هذه الكلمات بصوت عال يشبه الصراخ من مصطفى حين كان يتحدث مع جورج صمويل واضعاً كفيه على أذنيه في حركة تلقائية وكأنها ستحمي سمعه من صوت الانفجارات المدوية حولهما.
لم يسمع صمويل ما قاله زميله، ولكنه استشف المعنى، وقام بتغطية أذنيه تلقائياً واحتضن مصطفى فجأةً، وسحبه بقوة إلى أسفل، داخل الخندق الضيق الصغير نسبياً، مما أتاح لقذيفة قاتلة؛ امن لمرور فوق رأسيهما. عابرة بشدة، منفجرة بقوة على بعد أمتار من خندقهما.}
تبدأ القصَّة بحديث باللهجة العاميَّة من الجُندي مصطفي مع زميله جورج أثناء الانفجارات المُدويَّة حولهما، فيسحب جورج زميله إلى الخندق فتمر قذيفة من الأعداء فوق رأسيهما، لكن تتم إصابة جورج فيحزن عليه صديقه مصطفى، وهنا تلجأ القاصة إلى ” الفلاش باك “، حيث يتذكر مصطفى الماضي مع جورج قائلا له: {(فاكر يا جورج فرحت اد ايه لما لقيتك معايا في نفس المجموعة والكتيبة. مبتسماً في وجه جورج، الذي بادله الابتسامة قائلاً: هي بدأت بالُكتاَب وفضلت على كده، منه على المدرسة وبعدين المعهد وأدينا دلوقتي مع بعض بنحمي بلدنا سوااا}
تنتهي قصَّة ” الخندق ” باستشهاد مصطفى وجورج بصاروخ غادر أطاح بهما على أرض المعركة، بينما يتواجد جنديان يحملان نفس الأسماء يرفعان العلم المصري احتفالا بعودة سيناء!
ويُلاحظ القارئ مهارة القاصة التي جعلت المسلم والمسيحي اللذان عاشا معا يموتان معا، ويرفعان العلم المصري احتفالا بعودة سيناء لأن الاثنين _ مصطفى وجورج _ يعيشان في ” خندق ” واحد !!
الناقد الأدبي المصري / عاطف عز الدين عبد الفتاح
مسؤول النقد الأدبي بمؤسسة الحسيني الثقافية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى